سوريا: دعم طائفة اللاتين للدولة السورية ودعوة للوحدة الوطنية

أكد المطران حنا جلودف، النائب الرسولي لطائفة اللاتين في سوريا، دعم الطائفة للدولة السورية في مواجهة محاولات زعزعة استقرار البلاد، مشددًا على رفض أي مساعٍ لتقسيم الأراضي السورية.
وقال جلودف، في بيان نشره اليوم الجمعة، إن الطائفة تؤمن بضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وسيطرة الدولة على كافة أراضيها، معتبرًا أن جميع مكونات الشعب السوري، بمختلف أطيافه الدينية والعرقية، قادرة على إعادة بناء دولة حديثة قائمة على التكاتف الوطني.
وأضاف المطران أن الطائفة تصلي من أجل تحقيق السلام العادل والشامل في سوريا والمنطقة، داعيًا جميع السوريين إلى تعزيز الوحدة والتضامن في مواجهة التحديات التي تمر بها البلاد.
ويأتي هذا البيان في وقت يشهد فيه الساحل السوري تصعيدًا أمنيًا واسعًا، حيث تواصل القوات الحكومية تنفيذ عمليات عسكرية ضد مجموعات مسلحة مرتبطة بالنظام السابق، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع السورية.
وكانت القوات الحكومية قد أعلنت في وقت سابق استعادة السيطرة على عدة مناطق، محذرة من أي محاولات جديدة لإثارة الفوضى، فيما أكد رئيس جهاز الاستخبارات العامة السورية أنس خطاب أن الأجهزة الأمنية ستواصل ملاحقة بقايا النظام السابق حتى القضاء على أي تهديد لاستقرار البلاد.
وحظيت الإجراءات الحكومية بدعم دولي، حيث أكدت كل من السعودية والأردن وتركيا مساندتها للحكومة السورية في جهودها لبسط الأمن وإعادة الاستقرار إلى البلاد.
الخارجية السورية تعلق على أحداث الساحل وتؤكد تجاوز البلاد للاختبار
علق وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني على الأحداث الدامية التي شهدتها منطقة الساحل السوري، مؤكدًا أن ما جرى لن ينجح في زعزعة استقرار البلاد، في ظل التفاف الشعب حول جيشه ومؤسساته.
وقال الشيباني، في أول تعليق له عبر منصة "إكس"، مساء الجمعة: "كنا ولا زلنا نواجه منذ اليوم الأول حربًا خفية ومعلنة لكسر إرادة الشعب السوري وهزيمته في ميدان الأمن والسياسة والحوكمة، من خلال بث الفوضى في الداخل ومحاولات الإغلاق السياسي في الخارج".
وأضاف وزير الخارجية أن الشعب السوري نجح في استعادة حكم بلاده بعد أكثر من خمسين عامًا من الإقصاء والاستبداد، مضيفًا: "ما جرى يوم أمس لا يمكن أن ينجح في دولة جيشها هو الشعب ذاته"، في إشارة إلى التصعيد الأمني الذي شهدته مناطق الساحل.
وأكد الشيباني أن سوريا تمكنت من تجاوز الاختبار مرة جديدة، وشدد على أن البلاد تمضي نحو المستقبل بقوة وثبات، مشيرًا إلى أن الحكومة ستواصل العمل على بسط الأمن والاستقرار في كافة الأراضي السورية.
وفي ختام تصريحاته، وجه وزير الخارجية شكره إلى الدول الشقيقة والصديقة التي أعربت عن دعمها للحكومة السورية في مواجهة ما وصفه بـ"فلول الأسد"، في إشارة إلى المجموعات المسلحة المتهمة بالولاء للنظام السابق.
وتزامنت تصريحات الشيباني مع خروج مظاهرات وتجمعات شعبية حاشدة في عدد من المحافظات السورية، دعمًا للجهود الحكومية في الحفاظ على الأمن والاستقرار وسط التطورات الجارية في منطقة الساحل.
بيدرسن يعرب عن قلقه إزاء اشتباكات الساحل السوري ويدعو لضبط النفس
أعرب المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن عن قلقه العميق إزاء التقارير الواردة بشأن الاشتباكات في مناطق الساحل السوري، والتي أسفرت عن وقوع ضحايا مدنيين، داعيًا جميع الأطراف إلى ضبط النفس.
وقال بيدرسن، في بيان اليوم الجمعة، إن هناك حاجة فورية لضبط النفس من جميع الأطراف وضمان احترام حماية المدنيين وفقًا للقانون الدولي الإنساني، مشددًا على ضرورة تجنب التصعيد في المناطق التي تشهد توترات أمنية متزايدة.
وأضاف المبعوث الأممي أن على كافة الأطراف الفاعلة في الأزمة السورية الامتناع عن أي أعمال قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار وتقويض جهود الانتقال السياسي، مشيرًا إلى أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع المستمر منذ سنوات.
وتأتي تصريحات بيدرسن في وقت تشهد فيه مناطق الساحل السوري، بما فيها مدينة القرداحة، مواجهات عنيفة بين القوات الحكومية ومجموعات مسلحة، وسط تحذيرات دولية من تداعيات التصعيد على الوضع الإنساني.
وأكد بيدرسن التزام الأمم المتحدة بمواصلة جهودها لدفع العملية السياسية قدمًا، وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم 2254، والعمل على تحقيق وقف شامل لإطلاق النار في سوريا.