نظرة أمل
فى توقيت بالغ الدقة، انعقدت قمة القاهرة الطارئة للتباحث حول ما يجرى فى الأراضى الفلسطينية وما يُراد لها من أفكار خطيرة تقود إلى اقتلاع الفلسطينيين من أراضيهم وتصفية قضيتهم، حفلت القمة برسائل بالغة الأهمية لا ينبغى أن تضيع فى زحام التفاصيل وتطورات الأحداث، القمة بحد ذاتها كانت رسالة التئام الصف العربى فى هذا التوقيت، وفى ظل تحولات إقليمية ودولية كبيرة كان عنوانًا مهمًا يعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولى والمركزية، وأن تعدد الجراح العربية فى السنوات الأخيرة لا يمكن أن ينسينا الجرح الفلسطينى النازف منذ أكثر من سبعة عقود.
لم تكتفِ مصر برفض المؤامرة الصهيوأمريكية، بل قدمت خطة حقيقية، لا تتحدث عن اقتلاع الفلسطينيين، بل عن تمكينهم، عن بقائهم فى أرضهم، عن بناء وطنهم دون أن يكونوا تحت رحمة الاحتلال، كانت الخطة المصرية رؤية متكاملة، تتحدى منطق ترامب ونتنياهو، الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين ترتكز على ثلاثة أبعاد رئيسية وهى البعد السياسى والتأكيد على أن إعادة الإعمار يجب أن يكون فى إطار حل سياسي شامل يحقق طموحات الشعب الفلسطينى، ويضمن إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، على أن يتضمن البعد الميدانى تنسيق الجهود الدولية والإقليمية لضمان عدم حدوث موجات تهجير قسري، ومنع أى تغييرات ديموغرافية تمس الحقوق التاريخية للفلسطينيين، فى حين يرتكز البعد العمرانى على إنشاء بنية تحتية قوية ومستدامة، تضمن للفلسطينيين حياة كريمة، مع تطوير قطاعات التعليم والصحة والخدمات الأساسية فى غزة، وهذه الرؤية تعكس إدراكا عميقا لدى القيادة المصرية بأن الإعمار لا يمكن أن يكون حلا مؤقتا، بل يجب أن يكون خطوة نحو بناء مستقبل فلسطينى مستدام.
نجحت قمة القاهرة وأثبتت من جديد أن مصر تأتى أولا ثم يأتى بعد ذلك الآخرون.. حفظ الله مصر، حفظ الله الجيش.