1085 عام على تأسيس الجامع الأزهر.. منبر للعلم والتنوير عبر القرون

برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، يُقام في الجامع الأزهر الشريف غدًا الجمعة الموافق 7 رمضان لعام 1446هـ احتفالية كبرى تُخلّد ذكرى مرور 1085 عامًا هجريًّا على أول صلاة جمعة أُقيمت في هذا الصرح العظيم في السابع من رمضان عام 361هـ، الموافق 21 يونيو عام 972م.
وسيحضر هذه المناسبة الفضيلة الدكتور محمد الضوينى إلى جانب لفيف من كبار علماء الأزهر وقياداته، في إطار احتفالٍ يُعيد للأمة الإسلامية فخر تأسيس أول جامعة إسلامية على مر العصور.
فعاليات الاحتفالية
تتنوع فعاليات الاحتفالية التي تنطلق مباشرة بعد صلاة الجمعة، حيث ستتضمن عرضًا تاريخيًا يُعرّف بالحضارة العريقة للجامع الأزهر، واستعراضًا لأبرز المحطات في تطور هيئاته العلمية والتعليمية، وتسليط الضوء على أشهر شيوخه وعلمائه الذين لعبوا أدوارًا محورية في مسيرة النهضة الدينية والفكرية للأمة الإسلامية. كما ستُلقى كلمات رسمية من قبل كبار علماء الأزهر وقياداته، يليها عرض فيلم وثائقي يستعرض تاريخ الجامع الأزهر منذ نشأته في عهد الدولة الفاطمية، عندما شُيّد على يد القائد جوهر الصقلي في 24 جمادى الأولى سنة 359هـ/ 4 أبريل 970م، واستُكمل بناؤه خلال سنتين وثلاثة أشهر ليشهد أول صلاة جمعة في 7 رمضان سنة 361هـ (21 يونيو 972م).
الجامع الأزهر
الجامع الأزهر من أهم المعالم الإسلامية وأقدم المؤسسات التعليمية في العالم، وقد تأسس على يد القائد الفاطمي جوهر الصقلي بأمر من الخليفة المعز لدين الله في 24 جمادى الأولى 359هـ (4 أبريل 970م)، وافتُتح للصلاة في 7 رمضان 361هـ (21 يونيو 972م). في بداياته، كان مركزًا لنشر المذهب الفاطمي، لكنه شهد تحولات كبيرة عبر العصور، خاصة بعد سقوط الدولة الفاطمية على يد صلاح الدين الأيوبي، حيث تحول إلى منارة للعلوم الإسلامية، معتمدًا تدريس المذاهب السنية الأربعة.
في العصر المملوكي والعثماني، توسع دوره ليصبح جامعة عالمية تستقطب الطلاب من مختلف أنحاء العالم الإسلامي. ومع التطورات الحديثة، أصبح الأزهر مؤسسة أكاديمية متكاملة، تضم العديد من الكليات التي تُعنى بالعلوم الدينية والإنسانية والتطبيقية، مما جعله أحد أهم مراكز الفكر الإسلامي الوسطي، ومنبرًا للعلم والتنوير عبر القرون.
يوم سنوي للاحتفال بذكرى تأسيس الجامع
وقد تبنى المجلس الأعلى للأزهر، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، منذ مايو 2018 مناسبة افتتاح الجامع الأزهر في السابع من رمضان كيوم سنوي للاحتفال بذكرى تأسيسه، مما يُبرز مكانته التاريخية والعلمية التي تجاوزت حدود الزمان والمكان.
يأتي هذا الاحتفال تأكيدًا على الدور الراسخ للجامع الأزهر كمركز للعلم والدعوة، وهو أقدم جامعة إسلامية متكاملة الأركان، يحتضن طلاب العلم من كل أرجاء العالم الإسلامي ويُعدّ رمزًا للوسطية والحضارة الإسلامية.
كما ستُختتم الفعالية بإفطار جماعي للصائمين، تأكيدًا على الروح الاجتماعية والإنسانية التي يجسدها الأزهر الشريف، والذي لطالما كان منارة للعلم والنهضة في مصر والعالم الإسلامي.