رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

في مثل هذه الأيام.. أهالي قنا يُغرقون السفينة الفرنسية «إيتاليا»

الحملة الفرنسية على
الحملة الفرنسية على الصعيد

تمر في هذه الأيام الأولي من شهر مارس سنويًا ذكري انتصار أهل قنا على الحملة الفرنسية، وإغراق السفينة «إيتاليا» فى النيل، وقد اُختيرت هذه الذكري لتكون العيد القومي لمحافظة قنا، والذي يُحتفل به فى الثالث من مارس كل سنة. 

 

الحملة الفرنسية على الصعيد: 

بدأت أول معارك الحملة الفرنسية علي الصعيد في 22 يناير 1799 في موقعة «سمهود» تقع شمال قنا حاليًا وتتبع مركز أبوتشت، وقدر نابليون بونابرت جيش المصريين في مذكراته بسبعة ألاف من المشاة وألفين من عرب الحجاز بقيادة الشريف «حسن»، ويقول المؤرخ عبد الرحمن الرافعي إن قوة مراد بك الكبير المشاركة في معركة سمهود لم تكن صالحة للقتال وفر هو وجنده وترك مهمة القتال لعرب الحجاز الذين قتل عدد كبير منهم وتقدم الفرنسيين بعدها. 

بعد موقعة «سمهود» رحل «ديزيه» إلى أسوان وكان ضمن حملته الجنرالين «بليار» و«فريان» قائد موقعة قنا والرسام الفرنسي «داينون» الذي كان يدّون بريشته تفاصيل تلك المعارك والطبيعة الجغرافية للصعيد والواقع الحياتي والمعيشي. 

غادر«ديزيه» قنا إلى أسوان وأوكل القيادة لـ  «بليار» الذي أحتلها بعد أسبوعين ويصف الرسام الفرنسي «داينون» ما حدث .. « ألقوا بأنفسهم فى النهر خاصة النساء والأطفال بل أن النساء كن يشوهن بناتهن حماية لهن من اغتصاب المنتصرين». 

في فبراير 1799 اتخذ «ديزيه» إسنا التابعة لمحافظة الأقصر حاليًا مقرًا له، وأوكل لـ «بليار» مهمة تعقب المماليك الفارين والتصدي لعرب الحجاز في أسوان وما بعد الشلال، وكانت إسنا ملجأ المغضوب عليهم من السلطة المركزية في القاهرة، وعاد«بليار» إلى أسوان للمعاونة بسبب مناوشات المماليك وجماعات عرب الحجاز الذين هددوا خطوط مواصلات الجيش الفرنسي بين إسنا وأسوان.

وكان على الجنرال «ديزيه» منع اتصال المقاومة والأهالي بالنيل، فبعث بالجنرال «فريان» لاحتلال قنا «دافو» لمطاردة المماليك في إدفو بمحافظة أسوان حاليًا.

 

معارك قنا: 

 وعند وصل الحملة إلى قنا في 12 فبراير 1799 بادر أهالي قنا بالهجوم على الفرنسيين منتصف ليلة 13 فبراير، وصد الفرنسيون الهجوم وأوقعوا خسائر بالمقاومة وأصيب أحد كبار الضابط «كونرو» فتنحي عن القيادة لـ «دورسن»، وحاول الجنرال فريان تأمين موقعه بإقامة المخافر لمنع أى هجوم محتمل من الأهالي. 

بالتزامن استطاع الشريف حسن قائد عرب الحجاز تنظيم قواته وانضم إليه الأهالي من سكان وسط قنا، ورابطوا بالقرب من قرية «أبو مناع» التابعة لمركز دشنا حاليًا، وهناك دارت معركة بين الجانبين انتهت باستيلاء الفرنسيين على «أبو مناع» وأضرموا النار فيها وفى القرى المجاورة ونهبوها.

وفى أوائل مارس علم الشريف حسن بوجود الأسطول الفرنسي على الشاطئ الشرقي للنيل جنوب قنا فى قرية سميت  «نجع البارود» تتبع مركز قفط حاليًا، فتقدم الشريف حسن بقوة قوامها ألفان من مشاة المكيين وأدرك الأسطول فى 3 مارس 1799 وأطلقوا نيران مدافعهم على السفينة «إيتاليا»وهى سفينة نابليون الخاصة وكانت تقل 200 بحارًا و300 من الجرحى والعميان ـ الذين أصابهم الرمد في الصعيد، ثم صعدوا إلى ظهر السفينة، وأثناء القتال أمر قائدها «موراندى» بإخلائها وإحراقها وقتل بعد تنفيذ أمره واقتاد المكيين الأسرى الفرنسيين إلى البر وأمروا الفرقة الموسيقية أن تعزف وعلى أنغامها قتل الأسرى ومن بعدهم الفرقة الموسيقية!