هل منع ذبح الأضاحي في المغرب إلغاء لعيد الأضحى.. فيديو

وجه العاهل المغربي، الملك محمد السادس، دعوة بعدم إقامة شعيرة ذبح الأضاحي في عيد الأضحى هذا العام، وذلك بسبب التراجع الكبير في أعداد الماشية نتيجة التحديات المناخية والاقتصادية التي يواجهها المغرب، وأوضحت رسالة الملك أن تنفيذ شعيرة الذبح في هذه الظروف الصعبة قد يسبب ضرراً كبيراً لفئات واسعة من الشعب المغربي.
وتعد نحر الأضاحي في عيد الأضحى هو شعيرة دينية تمارسها مختلف الفئات في المغرب، بما في ذلك الفقراء والأغنياء. هذا العام، دعا ملك المغرب محمد السادس شعبه إلى عدم ذبح الأضاحي في عيد الأضحى، حيث أشار في رسالة إلى المغاربة أن عيد الأضحى سنة مؤكدة، ولكن في ظل الظروف الصعبة الحالية، قد يتسبب ذلك في ضرر كبير لفئات واسعة من الشعب، خاصة ذوي الدخل المحدود.
القناة الأولى المغربية الرسمية بثت رسالة الملك، التي تلاها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، حيث أكد على أهمية الالتزام بالشعائر الدينية وفق ما تقتضيه الضرورة والمصلحة الشرعية. ودعا الملك الشعب إلى عدم القيام بشعيرة الأضحية هذا العام، معلنًا أن الحكومة ستقوم بذبح الأضاحي نيابة عنهم.
وقد جاء قرار الملك بعد مطالبات شعبية بإلغاء ذبح الأضاحي هذا العام بسبب الجفاف الحاد الذي تعاني منه المملكة للعام السابع على التوالي، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الأضاحي. حيث يتراوح متوسط سعر الكبش الواحد بين 4000 و7000 درهم، أي ما يعادل 500 دولار أو أكثر، ومن المتوقع أن يرتفع هذا السعر في الفترة المقبلة بسبب انخفاض أعداد المواشي في المغرب بنسبة 38% مقارنة بالسنوات السابقة، وفقًا لما ذكره وزير الفلاحة أحمد البواري.
للتغلب على هذا العجز، استوردت الحكومة المغربية هذا العام 124 ألف رأس من الغنم و21 ألف رأس من الأبقار و407 أطنان من اللحوم الحمراء، كما ألغت الرسوم الجمركية وضريبة القيمة المضافة على استيراد الماشية في ميزانية عام 2025 للحفاظ على استقرار الأسعار في الأسواق.
تباينت الآراء بين المغاربة حول دعوة الملك، حيث رحب البعض بها بينما عارضها آخرون. منى الناصري اعتبرت أن القرار الملكي صائب نظرًا للجفاف الذي يواجهه المغرب، مما سيساعد في تجنب جشع الوسطاء. بينما أشار صادق إلى أن المشكلة كانت موجودة العام الماضي وكان هناك وقت كافٍ لإيجاد حل، لكنه اعتبر أن القرار كان حكيمًا.
المواطن محمد بوديان اعتبر أن هذا القرار سيريح الأسر، خاصة الفقيرة، وسيعيد الاستقرار لأسعار المواشي واللحوم. بينما قال محمد سلمان إنه من المفترض أن يتم ذبح الأضاحي تقربًا لله من أجل أن تعم نعمة المطر، سعيد مسعودي أضاف أن قرار الملك محمد السادس يصب في مصلحة المواطن، وليس معناه إلغاء عيد الأضحى، بل العيد قائم بكل شعائره وطقوسه.
تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها منع ذبح الأضاحي في المغرب، حيث ألغى الملك الراحل الحسن الثاني هذه الشعيرة ثلاث مرات في أعوام 1963 و1981 و1996.
أما الباحث السياسي المغربي محمد بودن، قال إن قرار الملك محمد السادس، يحمل دلالات إيجابية لدى الكثير من المواطنين، خاصة ذوي الدخل المحدود، حيث أن شراء الأضحية في هذه الظروف أصبح عبئاً ثقيلاً على الأسر التي قد تجد صعوبة في تقديم تفسيرات مقنعة لأطفالها حول الوضع الراهن.
وأشار إلى أن عيد الأضحى سيستمر في المغرب بكافة مظاهره، باستثناء ذبح الأضاحي، منوها إلى أن هناك أسباباً اقتصادية وراء تراجع أعداد الماشية، حيث يعاني الكثيرون في العديد من الدول من ارتفاع الأسعار، ما يجعل شراء الأضحية أمراً صعباً.
وأكد أنه تاريخياً، شهدت المملكة المغربية ظروفاً مشابهة في السابق، حيث تم اتخاذ قرارات مشابهة في الستينيات والثمانينيات و1996، لافتا إلى أن هذه المرة، يأتي القرار في إطار الحفاظ على الثروة الحيوانية، حيث أن الطلب على الأضاحي يبلغ 5.6 مليون، بينما العرض أقل بكثير، لذا، فإن القرار الملكي يعكس حرص الدولة على مصلحة المواطنين.
حظر ذبح الأ1
وأضاف أنه يجب نأخذ في الاعتبار جشع التجار في هذه المواسم، حيث يستغل البعض المناسبات الدينية لتحقيق أرباح، ومع ذلك، أعتقد أن قرار الملك سيؤثر إيجابياً على الأسواق، حيث من المتوقع أن تنخفض أسعار اللحوم نتيجة لهذا القرار.
أما بالنسبة للتحديات المناخية، أردف: “فقد كانت مسألة ندرة المياه من أولويات الملك، حيث تم التأكيد على ضرورة تحمل جميع الأطراف مسؤولياتها لمواجهة هذا التحدي، وهناك خطط استراتيجية لتعزيز موارد المياه حتى عام 2027، بما في ذلك إنشاء محطات لتحلية مياه البحر”.