رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

شواكيش

من جديد، تُسلّط وسائل التواصل الاجتماعى الضوء على حالة انتحار جديدة. فالحوادث المأساوية تتكرر بنفس حبكة السيناريو، باستخدام هذه الوسيلة القاتلة. فمن خلال بث مباشر على «الفيس بوك»، شاهدنا منذ أيام شاباً عشرينياً فى حالة يأس يُقدم على الانتحار بتناول «حبة» الغلال السامة، تاركاً رسالة مؤثرة: «أخذت حباية الغلة، وذنبى فى كل من ظلمنى»! 

< هذا الشاب ليس أول أو آخر ضحية تُنهى حياتها باستخدام أقراص «الغلة القاتلة»، ودون الخوض فى تفاصيل الجريمة وبواعث إقدامه على جريمة الانتحار المرئى، دعونا نتساءل فى حيرة: كيف حصل على أقراص الغلة القاتلة ؟! وهل هى سهلة التداول فى الأسواق دون ضوابط ؟! ولماذا لم تتحرك الجهات المعنية بعد أن أصبحنا أمام ظاهرة تُهدد أمن وسلامة المُجتمع؟!

< فى حقيقة الأمر، أصبحنا نسمع كل يوم عن استخدام بعض الشباب اليائسين «الحبة القاتلة» التى تستخدم فى حفظ الغلال كوسيلة سريعة ورخيصة للانتحار، ولكننا نجد أنفسنا مكتوفى الأيدى أمام هذه الظاهرة الإجرامية الخطيرة التى تُرتكب فى بعض القرى، دون أن نضع لها الحلول العملية والسريعة. وذلك يجب أن نعمل على منع استخدام هذه الحبة القاتلة، والتحذير من تداولها، واستخدامها كوسيلة رخيصة لانتحار الشباب، رُبما نتيجة اليأس من قسوة الحياة!

< ولمن لا يعلم، «الحبة القاتلة» أو ما يطلقون عليها «الحبة الفسفورية» المصنوعة من «فوسفيد الألومنيوم» يوجد منها 18 منتجاً فى الأسواق بأسماء تجارية مختلفة، وهى تتسبب فى الوفاة سواء من تناولها بغرض الانتحار أو استخدامها كإحدى الجواهر السامة، لذا تستوجب سرعة منع تداولها، وتجريم استخدامها بسبب أضرارها، حيث لا تترك المادة الفعالة أى أثر على الجسم، فيأخذها المُنتحر سريعاً، وبعد دقائق يبدأ معاناته مع الألم ورحلة الموت البطىء!

< والخطورة تكمن فى سهولة تداول «الحبة القاتلة» التى تُباع بلا ضابط أو رابط فى الصيدليات البيطرية أو محلات المبيدات الحشرية، دون أن تخضع لأى رقابة حكومية للحد من عمليات بيعها وتداولها العشوائى، حيث إن آلاف المزارعين يعتمدون عليها فى تخزين الحبوب والغلال، بينما يستخدمها الشباب اليأس من الحياة فى جرائم الانتحارالسريع!

< والغريب أن عشرات الدول العربية والأوروبية حظرت استخدامها أو منع تداولها. ولكن، للأسف الشديد، لا تزال تُصرح بدخولها إلى مصر، ولا يُمنع استيرادها، ما يتسبب فى وفاة العشرات من الضحايا، خاصة من هم فى سن الشباب، لسهولة تداولها والحصول عليها فى الأسواق، نظراً لضعف الرقابة على تداولها، وفى نفس الوقت تُطالب بتوفير بدائل آمنة لحفظ هذه الحبوب. والمثير للانتباه أن عدداً من النشطاء قد دشنوا حملة تحذيرية تستهدف حظر بيعها وتداولها تحت شعار «أرواحنا مش رخيصة.. لا لبيع حبة الغلة القاتلة»، ولكن حتى كتابة هذه السطور، لا حياة لمن يستصرخ أو يُنادى، لنقف فى نهاية الأمر عاجزين أمام جريمة بلا عقاب!

آَخِر شَوْكَشَة

<< أصبحنا هذه الأيام بين نارين: نار ارتفاع الدولار، ونار أسواق الغلاء!!