دراسة تحذر: الفايب أكثر خطورة من السجائر التقليدية

السجائر الإلكترونية .. كشفت دراسة حديثة أن الاستخدام المنتظم لـ السجائر الإلكترونية قد يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل الخرف وأمراض القلب وفشل الأعضاء.
وبينما ينظر الكثيرون إلى السجائر الإلكترونية بشكل عام على أنها أقل ضررًا من السجائر التقليدية وأداة مفيدة للإقلاع عن التدخين، تشير الدراسات الأخيرة إلى أن خطر استخدامها طويل الأمد قد يكون أكبر مما كان يُعتقد.
يقدر أن واحدًا من كل عشرة بالغين في المملكة المتحدة مدمن على السجائر الإلكترونية، وهو ما يعكس الارتفاع الكبير في أعداد المدخنين الإلكترونيين في البلاد.
وعلى الرغم من أن السجائر الإلكترونية تعد وسيلة شائعة للإقلاع عن التدخين، تشير بعض الأبحاث إلى أن حوالي 8% من المدخنين البالغين لم يسبق لهم التدخين التقليدي أبدًا، مما يثير القلق بشأن التأثيرات الصحية لهذه العادة على الأشخاص الذين قد لا يكون لديهم تاريخ في التدخين.
وفي جامعة مانشستر متروبوليتان، يرى الباحثون أن السجائر الإلكترونية قد تشكل تهديدًا صحيًا أكبر من السجائر التقليدية.
وتعمل السجائر الإلكترونية على تسخين سائل يحتوي على النيكوتين والمواد الكيميائية الأخرى، ما يتيح للمستخدمين استنشاق هذه المكونات الضارة، وهذا قد يؤدي إلى زيادة في معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم، ما يسبب انقباض الأوعية الدموية وتلف جدران الشرايين، وبالتالي يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وأشار الدكتور ماكسيم بويدن، الخبير في إعادة تأهيل القلب والمشرف على الدراسة، إلى أن السجائر الإلكترونية قد تكون أكثر ضررًا لأن استخدامها المستمر يجعل من الصعب تحديد كمية النيكوتين المستهلكة، مما يؤدي إلى تعريض الجسم لجرعات أعلى من المواد السامة.
وأضاف أنه حتى مع إصرار مسؤولي هيئة الخدمات الصحية الوطنية على أن السجائر الإلكترونية أقل ضررًا من السجائر التقليدية، فإن الدراسات تظهر أن لها آثارًا سلبية على صحة الأوعية الدموية والقلب.
ووفقًا لدراسة أجريت على مجموعة من المتطوعين، تبين أن المستخدمين المنتظمين للسجائر الإلكترونية يعانون من ضعف في تدفق الدم إلى الدماغ، ما يزيد من احتمال تعرضهم لمشاكل في الإدراك مثل الخرف.
تأثيرات التدخين الإلكتروني تعادل التدخين التقليدي

كما أظهرت الاختبارات أن تأثيرات التدخين الإلكتروني قد تتساوى مع تأثيرات التدخين التقليدي في تدمير الأوعية الدموية.
وبالرغم من التأكيدات المتكررة من قبل شركات السجائر الإلكترونية بأن هذه المنتجات آمنة نسبيًا مقارنة بالسجائر التقليدية، فإن خبراء الصحة لا يزالون يحذرون من أن المخاطر المحتملة لهذه المنتجات قد تكون كبيرة على المدى الطويل. وفي تقرير حديث، تجاوزت التقارير المتعلقة بالآثار الجانبية الضارة للسجائر الإلكترونية الألف حالة في المملكة المتحدة، منها حالات خطيرة مثل السكتات الدماغية.
ومن جانبها، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الأدلة المتاحة حول فوائد وأضرار السجائر الإلكترونية "معقدة"، مؤكدة عدم وجود توصيات واضحة بشأن استخدامها كوسيلة للإقلاع عن التدخين. كما أعربت عن قلقها من تزايد انتشار هذه المنتجات بين الأطفال والشباب، لا سيما مع التغليف الجذاب والنكهات التي تستهدف الفئات العمرية الصغيرة.
وفي الوقت الذي تسعى فيه بعض الحكومات إلى فرض قيود على بيع السجائر الإلكترونية، مثل الحظر المتوقع لمنتجات السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد في المملكة المتحدة، تواصل صناعة السجائر الإلكترونية التأكيد على أنها أكثر أمانًا من التدخين التقليدي، مشيرة إلى أن البيانات المتاحة تدل على أن مخاطر السجائر الإلكترونية لا تتجاوز 5% من مخاطر السجائر العادية. لكن في ظل هذه الجدل المستمر، يظل السؤال الأهم: هل يمكن التنبؤ بتداعيات هذه العادة الصحية على المدى الطويل؟