أذكار المساء ووقتها: عبادة يومية تحصّن القلوب
يُعدّ ذكر الله تعالى من أعظم العبادات التي حثّ عليها الإسلام، لما لها من فضل عظيم في طمأنينة القلب وقوة الإيمان. ومن بين الأذكار التي شرعها الله تعالى للمسلمين، أذكار الصباح والمساء، والتي تمثل حصناً للمؤمن من الشرور، وجسراً للتواصل الروحي مع الله عز وجل.
فضل أذكار المساء
أذكار المساء ليست مجرد كلمات تُردد، بل هي عبادة تجمع بين الدعاء والاستغفار والتسبيح، كما أنها تجلب الطمأنينة وتدفع عن المسلم الهموم والمخاوف. يقول الله تعالى في القرآن الكريم:
﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28].
وقد ورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تحثّ على الالتزام بهذه الأذكار، ومنها ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي ﷺ أنه قال:
"مَن قال حين يُمسي: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات، لم يصبه فجأةُ بلاءٍ حتى يُصبح" (رواه أبو داود والترمذي).
وقت أذكار المساء
حدد العلماء وقت أذكار المساء بناءً على ما ورد في القرآن والسنة، وقد اختلفت أقوال الفقهاء في تحديده بدقة، لكنه يتراوح بين زوال الشمس وحتى الفجر. إلا أن أفضل وقت لها هو بعد صلاة العصر وحتى غروب الشمس.
جاء في فتوى دار الإفتاء المصرية أن وقت أذكار المساء يبدأ من زوال الشمس، وأفضله يكون بعد صلاة العصر وحتى المغرب، ولكن يجوز للمسلم أن يرددها بعد غروب الشمس إذا نسي أو تأخر عنها، وسيحصل على الأجر بإذن الله.
أهمية الاستمرار على الأذكار
المحافظة على أذكار المساء تحقق فوائد عظيمة، منها:
الحماية من الشرور: فهي بمثابة حصن من الأذى والحسد والوساوس.
الشعور بالسكينة والراحة النفسية: إذ تساعد على التخلص من القلق والتوتر.
مغفرة الذنوب ورفع الدرجات: فهي نوع من العبادات التي تقرب العبد من الله.
أذكار المساء عبادة يسيرة لكنها تحمل أفضالًا عظيمة، وتعد وسيلة فعالة للتحصن من الشرور والاقتراب من الله تعالى. فمن أراد أن يعيش يومه مطمئنًا محصنًا من المخاوف والهموم، فعليه بالمواظبة على هذه الأذكار، وجعلها عادة يومية لا يُفرّط فيها.
