رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

مسؤولين: وقف إطلاق النار يجعل ترمب وبوتين يحتفلان في ذكرى الانتصار على ألمانيا

بوتين وترامب
بوتين وترامب

نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين فرنسيين أن هناك قلقًا متزايدًا بشأن محاولات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فرض وقف إطلاق النار في أوكرانيا خلال الأسابيع المقبلة، وقد أثار ذلك الجدل في الأوساط الدبلوماسية الأوروبية، خاصة في ظل التوقعات بأن يصر ترامب على إجراء انتخابات في أوكرانيا، وهو ما قد يفتح الباب أمام مرشحين مدعومين من روسيا، بالإضافة إلى المخاوف من حملات تشهير محتملة ضد المرشحين المؤيدين للغرب.

 

تحدث المسؤولون الفرنسيون عن سيناريو مثير للقلق، حيث ذكروا أن الرئيس ترامب قد يسعى للضغط من أجل وقف إطلاق نار في أوكرانيا بحلول ذكرى الانتصار على ألمانيا في 9 مايو، وهو اليوم الذي يُحتفل به في روسيا بمناسبة انتصار الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية، ومن شأن هذا التحرك أن يتيح لترامب فرصة للاحتفال مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هذا اليوم الرمزي، وهو ما يثير حساسية في الأوساط الأوروبية بسبب العلاقة المثيرة للجدل بين ترامب وبوتين.

 

تقول الصحيفة أن المسؤولين الفرنسيين لديهم قلق بالغ من أن ترامب قد يصر على فرض وقف إطلاق نار في أوكرانيا في وقت حساس من النزاع، ويخشى هؤلاء المسؤولون أن يكون الهدف من هذه المبادرة هو تقديم نفسه كوسيط سلام ناجح في وقت يقترب فيه موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث قد يرى ترامب في هذا التحرك فرصة سياسية لتحسين صورته أمام الناخبين، خاصة في حال نجاحه في الضغط على روسيا من أجل تهدئة الأوضاع.

 

من بين أكثر القضايا إثارة للجدل، أشار المسؤولون الفرنسيون إلى أن أي دعوة لتنظيم انتخابات في أوكرانيا خلال فترة وقف إطلاق النار قد تكون محفوفة بالمخاطر، حيث يعتقدون أن مثل هذه الانتخابات قد تفتح الباب أمام مرشحين مدعومين من روسيا، وهو ما يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الاتجاهات السياسية في أوكرانيا، ويُعرض البلاد لخطر التأثير الروسي في نتائج الانتخابات، كما يخشون من أن الانتخابات قد تشهد حملات تشهير مكثفة ضد المرشحين الذين يلتزمون بخطوط سياسية متوافقة مع الغرب.

 

الأوساط الدبلوماسية الأوروبية تتابع بقلق شديد أي تقارب بين ترامب وبوتين، حيث يتردد أن الرئيس الأمريكي السابق كان دائمًا مؤيدًا لإقامة علاقات ودية مع الرئيس الروسي، وهو ما يثير العديد من الأسئلة حول مواقفه تجاه أوكرانيا في حال قرر الترشح مجددًا للرئاسة، وفي حال تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الطرفين بناءً على ضغط ترامب، فإن ذلك قد يعزز موقف بوتين ويقدم له منصة للاحتفال مع ترامب في يوم الانتصار، مما قد يُعتبر بمثابة منح روسيا مكسبًا دبلوماسيًا مهمًا.

 

إدارة ترامب تطلب من أوكرانيا سحب قرارها السنوي في الأمم المتحدة بشأن حرب روسيا

 

كشف تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست عن مساعٍ قادتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لطلب من الحكومة الأوكرانية سحب قرارها السنوي المزمع تقديمه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي يدين الحرب الروسية في أوكرانيا، وأوضحت الصحيفة أن إدارة ترامب كانت ترغب في استبدال هذا القرار ببيان جديد تحت رعاية واشنطن يدعو إلى إنهاء الصراع بشكل سلمي.

 

ووفقًا للمصادر التي تحدثت إليها الصحيفة، فإن إدارة ترامب اقترحت تقديم نسختها من البيان في اجتماع منفصل لمجلس الأمن، حيث كانت تأمل في تقديم "حل وسط" لا يضر بعلاقاتها مع روسيا، وكان من المتوقع أن يتم الإعلان عن القرار الأوكراني في الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلا أن أوكرانيا رفضت تمامًا طلب سحب قرارها الذي كان مزمعًا التصويت عليه في وقت لاحق.

 

وفي رد فعل سريع، أكدت أوكرانيا رفضها التام لأي ضغوط من قبل واشنطن لسحب القرار الذي يعتبره البعض بمثابة تصعيد حاد ضد روسيا، وأشارت المصادر إلى أن أوكرانيا أصرّت على أن موقفها الثابت هو تعزيز إدانة العدوان الروسي في الأمم المتحدة، وأكدت أن الحرب ضد أوكرانيا يجب أن تظل محورًا رئيسيًا في السياسة الدولية.

 

قبل انعقاد اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، طلبت إدارة ترامب عقد اجتماع عاجل في مجلس الأمن الدولي صباح يوم الاثنين، لمناقشة الوضع في أوكرانيا، بحسب مصادر دبلوماسية، يُنظر إلى هذا الاجتماع كخطوة تمهيدية لإتاحة الفرصة للدول الكبرى لتقديم بيان منفصل يدعو إلى التهدئة، بدلًا من القرار الأوكراني الذي ينطوي على إدانة صريحة لروسيا.

 

تقرير واشنطن بوست ذكر أيضًا أن البيان الأمريكي الذي كان من المفترض أن يتم تقديمه في اجتماع مجلس الأمن كان يحمل عنوانًا مؤقتًا هو "الطريق إلى السلام"، ويعبّر عن الحزن على فقدان الأرواح من الجانبين في النزاع، لكن النقاد أشاروا إلى أن البيان لا يبدو قويًا بما يكفي للتأثير على الصراع، حيث أن البعض اعتبره دعوة إلى التهدئة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دون التركيز على الضغط لوقف الحرب.

 

في وقت سابق، كانت الولايات المتحدة قد طالبت أوكرانيا بإجراء تغييرات جوهرية على نص القرار المزمع تقديمه، بهدف تقليص لهجته العدائية تجاه روسيا، وباستخدام لغة أقل حدة تقترب أكثر من الموقف الروسي، وركزت الضغوط الأمريكية على محاولة إضعاف صيغة القرار الأوكراني، الذي كان من المتوقع أن يتبنى لهجة شديدة ضد العدوان الروسي.

 

الصحيفة أفادت أيضًا بأن الولايات المتحدة كانت قد عارضت بشدة صياغة البيان الذي كان من المقرر أن تقدمه الدول السبع الكبرى (G7) لإدانة العدوان الروسي على أوكرانيا، ومن الملاحظ أن النسخة الأمريكية التي كان من المقرر أن تُعرض في مجلس الأمن تختلف في توجهاتها عن البيان المرتقب من الدول السبع، حيث بدت أقرب إلى دعوة لتهدئة العلاقات مع بوتين، بدلًا من فرض ضغط حقيقي على روسيا لوقف العدوان.

 

بينما تمسك الحلفاء الأوروبيون بموقفهم الثابت إزاء روسيا، فإن النسخة الأمريكية من البيان تأتي في سياق أوسع يشير إلى وجود انقسام في المواقف بين الحلفاء بشأن كيفية التعامل مع موسكو، واعتبر البعض أن البيان الأمريكي يبتعد عن المبادئ الأساسية التي تقوم عليها سياسات الدول الغربية تجاه العدوان الروسي، مما يفتح المجال للتساؤلات حول مستقبل دعم واشنطن للأوكرانيين في نزاعهم المستمر مع روسيا.