المستشار أيمن عبدالحكم: العدوان الإسرائيلي على غزة فشل وترك كارثة إنسانية.. ومصر وسيط للسلام

قال المستشار أيمن عبد الحكم، رئيس محكمة جنايات الجيزة، إن العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، والذي أُطلق عليه اسم "عملية طوفان الأقصى"، لم يحقق أهدافه المعلنة، بل أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية والقانونية في المنطقة، وأن عملية طوفان الناقصة وما خلفته من نتائج كشفت أهمية الدور المصري في الحفاظ على استقرار المنطقة، ومواصلة العمل كوسيط للسلام رغم التحديات الكبرى التي تواجهها البلاد.
وأشار عبد الحكم، خلال محاضرته بكلية الدفاع الوطني بأكاديمية ناصر العسكرية، إلى أن الأرقام والإحصائيات التي تم رصدها خلال الأشهر الماضية تُظهر حجم الكارثة التي خلفها العدوان الإسرائيلي، الذي استمر لأكثر من 15 شهرًا، من أكتوبر 2023 حتى يناير 2025.
وأضاف أن قطاع غزة، الذي يبلغ طوله 41 كيلو مترًا وعرضه 10 كيلو مترات، ويُعد من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، تعرض لتدمير هائل. حيث بلغ عدد سكان القطاع قبل العدوان حوالي 2.3 مليون نسمة، لكن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أشار إلى انخفاض هذا العدد بنسبة 6% بنهاية عام 2024، نتيجة للخسائر البشرية الكبيرة التي بلغت أكثر من 45 ألف قتيل، بالإضافة إلى نزوح نحو 100 ألف شخص خارج القطاع.
46 ألف قتيل و110 آلاف جريح في قطاع غزة بعد 15 شهرًا من العدوان الإسرائيلي
وأوضح رئيس محكمة جنايات الجيزة أن الدمار الذي لحق بمدينة غزة كان واسعًا، حيث تضرر ما يقرب من 80% من المباني، بما في ذلك المنازل والمستشفيات والمدارس. كما أشار إلى أن الخسائر البشرية بلغت أكثر من 46 ألف قتيل، بينهم 17 ألف طفل و12 ألف امرأة، بالإضافة إلى أكثر من 110 آلاف جريح. كما أن هناك نحو 10 آلاف جثة ما زالت تحت الأنقاض، وفقًا لتقديرات وزارة الصحة الفلسطينية.
من الناحية المادية، أكد عبد الحكم أن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية في غزة تُقدّر بنحو 18.5 مليار دولار، مع تدمير أكثر من 170 ألف مبنى، أي ما يعادل 69% من إجمالي المباني في القطاع. كما تم تدمير 150 ألف وحدة سكنية بشكل كامل، وتضرر 200 ألف وحدة جزئيًا، مما أدى إلى نزوح أكثر من 1.8 مليون شخص.
من جهة أخرى، أشار عبد الحكم إلى أن العدوان الإسرائيلي فشل في تحقيق أهدافه العسكرية والسياسية. فبالرغم من الحملة العسكرية الضخمة، لم تتمكن إسرائيل من القضاء على المقاومة الفلسطينية، بل زادت من دعمها الشعبي والإقليمي. كما أن العدوان أدى إلى تصاعد الانتقادات الدولية ضد إسرائيل، وتعزيز عزلة الدولة العبرية على الساحة العالمية.
وأشاد عبد الحكم بالموقف البطولي للدولة المصرية ورفض الرئيس عبد الفتاح السيسي مطالب الرئيس الأمريكي ترامب بنقل الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية وتصفية القضية، مؤكدا أن عدول ترامب عم مخططته للتهجير، يؤكد ثبات ووضوح رؤية الدولة ورفضها القاطع دون مواربة للمخطط الشيطاني.