رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

OpenAI تغير هيكلها التنظيمي.. هل تسعى لحماية نفسها من الاستحواذ؟

الرئيس التنفيذي OpenAI
الرئيس التنفيذي OpenAI

أعلنت شركة OpenAI في منشور رسمي على مدونتها بعنوان "لماذا يجب أن يتطور هيكل OpenAI لتعزيز مهمتنا" عن خطتها لإعادة تنظيم ذراعها الربحية لتصبح شركة ذات منفعة عامة (PBC).

 هذا القرار أثار تساؤلات عديدة حول تأثيره على مساعي الشركة في تطوير ذكاء اصطناعي عام آمن (AGI)، ومدى تأثيره على مستقبل الشركة واستراتيجياتها المالية.

ما هي شركة ذات منفعة عامة؟

يقول جينز دامان، أستاذ قانون الشركات في كلية الحقوق بجامعة تكساس: "تعتبر شركات المنفعة العامة إضافة حديثة نسبيًا إلى عالم الكيانات التجارية"، ويرجع أصل هذا النوع من الشركات إلى برنامج شهادة أنشأته منظمة غير ربحية تُدعى B Lab، حيث يمكن للشركات التي تستوفي متطلبات معينة أن تحصل على تصنيف B-Corp، مما يمنحها اعترافًا معينًا بالمسؤولية الاجتماعية، لكنه لا يحمل وزناً قانونيًا رسميًا.

بمرور الوقت، رأت B Lab أن الشهادة ليست كافية، فبدأت بالعمل مع خبراء قانونيين لصياغة نموذج قانوني يسمح بإنشاء شركات ذات منفعة عامة، وهو ما تبنته ولاية ماريلاند عام 2010، تلتها ولاية ديلاوير عام 2013، حيث أطلقت عليها اسم "شركة المنفعة العامة".

ديلاوير تُعد الولاية الأكثر أهمية في الولايات المتحدة لقوانين الشركات، حيث يتم تسجيل معظم شركات فورتشن 500 هناك، بما في ذلك كبرى شركات التكنولوجيا، بفضل قوانينها الداعمة للأعمال التجارية. وهذا يجعلها الموقع المثالي لإعادة تسجيل OpenAI كشركة ذات منفعة عامة.

كيف تختلف شركة المنفعة العامة عن الشركات الربحية التقليدية؟

الفرق الأساسي بين الشركات الربحية التقليدية وشركات المنفعة العامة هو أن الأخيرة تفرض على مجلس إدارتها تحقيق توازن بين تعظيم الأرباح، والمنفعة العامة المنصوص عليها في ميثاق الشركة، وحقوق الأطراف المتأثرة بأنشطتها.

يوضح البروفيسور دامان: "هذا تغيير جوهري، لكن لا يجب الخلط بين الشركات ذات المنفعة العامة والمنظمات غير الربحية، فالأخيرة لا يمكنها توزيع الأرباح على مساهميها، بينما يمكن لشركات المنفعة العامة تحقيق أرباح، لكنها تخضع لضوابط إضافية فيما يتعلق بكيفية توزيعها".

لماذا تسعى OpenAI إلى هيكل PBC؟

أحد الدوافع الرئيسية وراء تبني OpenAI لهذا الهيكل هو تحريرها من قيود الشركات غير الربحية، مما يسمح لها بجذب استثمارات جديدة، سواء عبر التمويل الخاص أو من خلال بيع الأسهم في السوق المفتوحة.

لكن هناك سببًا آخر محتملًا لم تذكره الشركة بشكل علني، وهو الحماية من الاستحواذ العدائي. وفقًا لتقرير نشرته صحيفة Financial Times، يرى بعض موظفي OpenAI أن هذا الهيكل يمكن أن يكون "ملاذًا آمنًا" ضد محاولات الاستحواذ من قبل شركات منافسة، حيث يمنح الشركة مزيدًا من الحرية في رفض عروض الشراء.

كيف يمكن أن يمنع هيكل PBC عمليات الاستحواذ العدائية؟

تتمثل إحدى الفوائد القانونية المحتملة لهيكل PBC في تجنب الالتزام بمبدأ "ريفلون"، وهو قاعدة قانونية نشأت من قضية شهيرة في ديلاوير عام 1986. ينص هذا المبدأ على أنه إذا تلقت شركة مساهمة عامة عرض استحواذ، فإن مجلس إدارتها ملزم بقبوله إذا كان يحقق أقصى عائد مالي للمساهمين.

يقول البروفيسور دامان: "لا يوجد تأكيد قانوني نهائي، لكن يبدو أن مبدأ ريفلون لا ينطبق على شركات المنفعة العامة، مما يمنح مجالس إدارتها حرية رفض عروض الاستحواذ إذا كانت تتعارض مع القيم والمبادئ التي تأسست عليها الشركة".

ماذا يعني ذلك لمستقبل OpenAI؟

من خلال تبني نموذج شركة المنفعة العامة، تحاول OpenAI تحقيق توازن بين هدفها في تطوير ذكاء اصطناعي آمن ومربح في الوقت ذاته، كما أن هذا التحول قد يوفر لها مزيدًا من الاستقلالية في قراراتها المستقبلية، خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع المستثمرين والشراكات الاستراتيجية.

ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من التساؤلات حول مدى فعالية هذا النموذج في حماية الشركة من التحديات القانونية والمالية المحتملة، وما إذا كان سيؤثر على قدرتها على الابتكار والنمو في سوق الذكاء الاصطناعي التنافسي.