رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

حبة الموت.. شباب فى عمر الزهور يرحلون تحت وطأة الضغوط

بوابة الوفد الإلكترونية

مصطفى تخلص من حياته فى بث مباشر وأحدث حالة من الحزن 

خبراء نفسيون: يجب تقنين بيع تلك المادة الخطرة وقلة ثمنها يجعلها خيارًا سهلًا

 

أصبحت حالات الانتحار باستخدام «حبة الغلة» ظاهرة مأساوية متكررة، حيث يلجأ إليها البعض تحت وطأة الضغوط النفسية والاجتماعية. 

وخلال الأيام الماضية، شهدت محافظة الدقهلية حالة انتحار مأساوية لشاب بسبب ضغوط قاسية لم يتمكن من تحملها. 

تفاصيل الحادث

فى محافظة الدقهلية، خرج الشاب مصطفى محمد وفا، البالغ من العمر 22 عامًا، فى بث مباشر أعلن خلاله تناوله حبة الغلة القاتلة، مشيرًا إلى أنه لم يعد قادرًا على مواجهة الضغوط النفسية التى تفاقمت بعد وفاة والده، خاصة مع مطالبته بسداد دين أمام جيرانه.

ولم تمر ساعات حتى فارق الحياة، تاركًا وراءه موجة من الحزن والأسى بين أهله وأصدقائه. 

كشف صديق الشاب الراحل، الذى كان برفقته قبل ساعات من الواقعة، أن مصطفى لم يُظهر أى علامات تدل على نيته الانتحار، رغم معاناته من حالة نفسية سيئة، وأوضح أن مصطفى كان قليل الكلام، ولم يكن يشكو كثيرًا، لكنه كان يمر بضغط نفسى كبير لم يُفصح عنه بشكل واضح. 

وأضاف صلاح أنه تفاجأ بعد مغادرته منزل مصطفى بمقطع الفيديو الذى نشره الأخير على فيسبوك، يعلن فيه إنهاء حياته، فحاول الاتصال به مرارًا، لكنه لم يُجب، وعلى الفور، هرع إلى المستشفى على أمل إنقاذه، إلا أن القدر كان أسرع، حيث فارق مصطفى الحياة قبل وصوله.   

بحسب شهادات مقربين، لم يكن السبب الوحيد لانتحار مصطفى هو تراكم الديون، بل كان يعانى أيضًا من مشكلات عائلية، وهو ما سبق أن أشار إليه فى منشور سابق نشره فى أغسطس الماضي، دعا فيه على ابنة عم والده، ملمحًا إلى شعوره بالظلم. 

وأكد صديقه «صلاح» أن مصطفى لم يكن يعانى من أى اضطراب نفسى واضح، لكنه كان يعانى من ضغوط نفسية شديدة بسبب أزماته المالية والعائلية. 

وأوضح أن مصطفى كان مدينًا بمبلغ يقارب 15 ألف جنيه، وهو مبلغ ليس كبيرًا، لكن أصحاب الدين طالبوه به بطرق وصلت إلى حد الفضيحة أمام منزله، ما زاد من شعوره بالضيق واليأس. 

رأى الخبراء النفسيين

يؤكد الدكتور محمد هاني، استشارى الصحة النفسية، أن تكرار هذه الحوادث يعكس أزمة مجتمعية تتطلب تدخلاً عاجلاً، ويوضح أن الانتحار نتيجة الضغوط النفسية عادة ما يكون ناتجًا عن تراكم مشاعر الإحباط والعجز، خاصة لدى الشباب الذين يواجهون صعوبات فى التعبير عن مشكلاتهم أو الحصول على الدعم النفسى اللازم. 

ويضيف، استشارى الصحة النفسية، أن «حبة الغلة» أصبحت وسيلة شائعة للانتحار بسبب سهولة الحصول عليها وانخفاض سعرها، مما يجعلها خيارًا مأساويًا لمن يعانون من اضطرابات نفسية، ويشدد على ضرورة زيادة الوعى حول مخاطرها وتشديد الرقابة على بيعها. 

يؤكد أن هناك مسؤولية مجتمعية فى التعامل مع الضغوط النفسية التى يواجهها الشباب، من خلال توفير منصات للدعم النفسي، وتعزيز ثقافة الحديث عن المشكلات النفسية دون خوف من الوصم المجتمعي. 

كما يشير الدكتور أحمد عبد الله، أستاذ علم النفس، إلى أن كثيرًا من حالات الانتحار يمكن تفاديها إذا تلقى الأفراد الدعم النفسى والاجتماعى المناسب فى الوقت المناسب.

ويوصى بضرورة تكثيف الجهود فى مجال الصحة النفسية والتوعية بمخاطر الانتحار وطرق التعامل مع الأزمات النفسية. 

وأضاف أن هذه الحوادث تشير إلى الحاجة الملحة لتوفير برامج دعم نفسى واجتماعي، سواء على المستوى الحكومى أو المجتمعي، لحماية الشباب من الانزلاق إلى دوامة اليأس، كما يتطلب الأمر حملات توعية لمكافحة ظاهرة الانتحار بحبة الغلة، والعمل على تقنين بيع هذه المادة الخطرة.