حكم الجلوس والمشي على القبور.. داعي إسلامي يوضح
قال الدكتور محمد علي، الداعية الإسلامي أن الجلوس على القبر والمشي عليه منهيٌّ عنهما، مستدلًا بحديث النبي ﷺ: "لا تجلسوا على القبور" (رواه مسلم)، كما استشهد بحديث آخر: "لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده، خير له من أن يجلس على قبر" (رواه مسلم).
رأي الفقهاء في حكم الجلوس على القبر
أوضح علي أن الفقهاء يرون أن النهي مرتبط بالمكان الذي يوجد فيه الميت، مستشهدًا بقول الإمام خليل في المختصر: "القبر حبس لا يمشي عليه ولا ينبش ما دام به".
كما أورد حديث أبي مرثد الغنوي رضي الله عنه، حيث قال رسول الله ﷺ: "لا تُصلّوا إلى القبور، ولا تجلسوا عليها".
وأشار علي إلى اختلاف العلماء في تفسير معنى الجلوس المنهي عنه؛ فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه يشمل أي شكل من أشكال الجلوس، بينما رأى الإمام مالك رحمه الله أن النهي يختص بالجلوس لقضاء الحاجة. واستند في ذلك إلى أن بعض الصحابة، مثل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، لم يكونوا يرون بأسًا في الجلوس العادي على القبور، وهو ما ورد في روايات أخرجها أصحاب السنن، كالإمام الترمذي والنسائي وغيرهما.
أحكام وآداب زيارة القبور
زيارة القبور مشروعة في الإسلام للعظة والدعاء للميت، فقد قال النبي ﷺ: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها؛ فإنها تذكركم بالآخرة" (رواه مسلم).
ومن آداب زيارة القبور ما يلي:
السلام على أهل القبور: من السنة أن يقول الزائر: "السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية" (رواه مسلم).
عدم الجلوس أو المشي على القبور: امتثالًا للنهي الوارد عن النبي ﷺ.
عدم رفع الصوت أو الصراخ: حيث يجب التزام الهدوء والسكينة.
الدعاء للميت وعدم التوسل به: فالزيارة تهدف إلى الدعاء والاستغفار للمتوفى، وليس طلب الحاجات منه.
أدعية مستحبة للمتوفى
من الأدعية التي يستحب قولها عند زيارة القبور أو الدعاء للميت:
"اللهم اغفر له، وارحمه، وعافه، واعف عنه، وأكرم نزله، ووسّع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقِّه من الذنوب والخطايا كما يُنقَّى الثوب الأبيض من الدنس."
"اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة، ولا تجعله حفرة من حفر النار."
"اللهم ارحم أرواحًا لا تعوض، واجمعنا بهم في جنتك يا أرحم الراحمين."
أكد الدكتور محمد علي أن الجلوس على القبر منهي عنه في الإسلام، وهو ما اتفق عليه جمهور العلماء، لكن هناك اختلافًا في تفسير نوع الجلوس المنهي عنه. كما أوضح أن زيارة القبور سنة مستحبة للعظة والدعاء، ولها آداب يجب الالتزام بها، مثل السلام على أهل القبور والدعاء لهم، مع تجنب أي تصرف قد يكون فيه انتهاك لحرمة المقابر.
