رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

لازم أتكلم

فى الوقت الذى ينشغل فيه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بقراراته الداخلية المتخبطة ونزعاته الخارجية المثيرة للجدل، يقوم تلميذه ماسك بتطبيق نفس خطوات البلطجة الناعمة، ليس فقط تجاه المواطن الأمريكى، وإنما أيضًا المواطن الاوروبى، بتدخله المتعمد فى الشئون الداخلية لدول الاتحاد الأوربى وسعيه الدائم لنشر خطاب الكراهية والعنصرية داخل القارة العجوز.

ويتضح ذلك جليا بما يشنه ملياردير التكنولوجيا من حملة شرسة لتصفية وإقالة الموظفين الحكوميين داخل المؤسسات الفيدرالية الأمريكية، وبما يمارسه من ضغوط سياسية؛ بدعمه الكامل لليمين المتطرف فى الانتخابات التى تشهدها ألمانيا 23 فبراير المقبل، بإعلان تأييده الشديد لحزب «البديل من أجل ألمانيا»، الذى يدعو إلى انسحاب ألمانيا من الاتحاد الأوروبى ومن حلف شمال الأطلسى (الناتو)، إضافة إلى تدخله فى شئون بريطانيا وفرنسا والنرويج وأسبانيا، ودول أوربية أخرى، متبنيًا خطابًا راديكاليًا رجعيًا ودعه العالم منذ عدة قرون.

ويمكن القول إن ترامب منح صديقه، الذى يملك أقوى منصة إعلامية فى العالم (X) الثقة الكاملة فى التعامل مع الملف الأوربى، وكأنه لا وجود لوزير الخارجية «ماركو روبيو» المشغول بالحرب الروسية الأوكرانية وملف إسرائيل وغزة والشرق الأوسط، وتبدل الحال، فبعد أن كان ترامب ممنوعًا من التغريد على منصة تويتر قبل أن يشتريها ماسك، أصبح عضوًا نشطًا بها.

ورغم أن ماسك تحول إلى صداع دائم، داخل المؤسسات الأمريكية ولقادة أوروبا الذين وصفوه بعدو الديمقراطية لم تفلح الاتهامات والانتقادات فى تغيير قناعات ترامب به، كوزير تكنولوجى ذكى يمكنه أن ينقذ الخزانة الأمريكية، بعد أن أنقذ حملة سباق الرئاسة بمليارات الدولارات.

ولأن ماسك الذى أنجب 12 طفلًا من ثلاث زوجات، يدرك جيدًا أنه لا يستطيع الترشح لرئاسة الولايات المتحدة بسبب أصوله الاسكندنافية، فهو يحاول يومًا تلو الآخر من بسط يده على خزانة أمريكا ومعرفة كل ما يدور فى كواليس البيت الأبيض، والوقوف على كل صغيرة وكبيرة تدور فى الأروقة الخفية لأجهزة المخابرات والداخلية والدفاع؛ ليكون العين الثاقبة لأستاذه والعقل المفكر لما يتخذه من قرارات، وليصبح (الرئيس الظل) يملى على أبوحنان القرار ولا على الأخير سوى التنفيذ.

وفى المقابل، يصر ترامب على دعم ماسك، متحديا كل التحذيرات والقرارات القضائية التى تغل يد صاحبه، بل يتفاخر بعلاقتهما، وهو ما يشجع ملياردير التكنولوجيا على الإستمرار فى طريقه نحو عرش أمريكا مستقبلا عبر إبنه «ليل إكس» الذى يعده للرئاسة باصطحابه فى كل الجولات واللقاءات.

ولا يبالى الوزير المدلل، الذى اسند إليه ترامب وكالة الكفاءة الحكومية، بما يوجه له من انتقادات داخل امريكا وخارجها، فقد حدد هدفه وأعد أسلحته وبدأ يمهد طريقه بمعاونة أستاذه نحو السيطرة الكاملة على البيت الأبيض، عندما يترجل منه ترامب إلى مذبلة التاريخ كأسوأ رئيس أمريكى يكره العرب والمسلمين، ويحرص دائمًا على ابتزازهم واستغلال ضعفهم وانبطاحهم أحيانًا.

ويبدو أن الرجل الذى كان أول الحضور إلى منصة تنصيب ترامب فى 20 يناير الماضى، وأول من ألقوا كلمة، وأول من تجرأ وقام بتحية الشعب الأمريكى بتحية النازية، سيزداد قوة خلال السنوات المقبلة، طالما يسير على خطى ودرب أكبر سمسار عالمى للسياسة والعقارات والأراضى ومن بينها أراضى غزة الباسلة، التى يحلم بها ليل نهار... ولكن ربما يحدث العكس عندما تنفجر بالونة الطموحات.. ووقتها نقول «ليس كل من سار على الدرب وصل» ولو كان مجنونًا.

[email protected]