خطة أمريكية لتعديل دماء الجنود بيولوجيا.. فيديو

عرضت فضائية “فرانس 24” تقريرا حول مشروع جديد تقوده وكالة الأبحاث الدفاعية الأمريكية "داربا"، يهدف إلى تعزيز قدرة الجنود الأمريكيين على التعامل مع البيئات القاسية في ساحة المعركة والتغلب على بعض الأمراض القاتلة مثل الملاريا.
وبحسب التقرير، يُعرف المشروع باسم "مصنع خلايا الدم الحمراء"، ويعتمد على تعديل دماء الجنود بيولوجيًا، وفقًا للورقة البحثية التي نشرتها "داربا" مؤخرًا، فإن الهدف هو الوصول يومًا ما إلى ابتكار أدوية طويلة الأمد تعزز من قدرات الجنود أو مناعتهم ضد بعض الأمراض، وهذه الأدوية قد تتكون من ببتيدات أو بروتينات أو أصباغ إضافية، كما هو موضح في ورقة “داربا”.
وسلط التقرير على الهدف الثاني من هذا البحث وهو تطوير أنظمة لتوصيل الأدوية أو المكونات النشطة بيولوجيًا عبر خلايا الدم.
واختارت “داربا” أحد الباحثين الذين لقيادة هذا المشروع وهو كريستوفر بنغر، أستاذ الهندسة الطبية الحيوية المعروف بأبحاثه حول الإلكترونيات القابلة للابتلاع، مثل البطاريات التي يمكن تناولها لشحن أجهزة توضع داخل جسم الإنسان.
وقد أوضح بنغر سبب اختيار "داربا" وفريق الباحثين تعديل دماء الجنود الأمريكيين من خلال تنشيط الكريات الحمراء، مشيرًا إلى أن كل خلية دم حمراء تعيش في دم الإنسان لمدة تقارب الأربعة أشهر، ما يعني أنها تبقى لفترة طويلة نسبيًا في الجسم.
ولفت إلى أن الميزة الثانية هي أن كل خلية دم حمراء تنتشر في جميع أنحاء الجسم وتصل إلى معظم الأعضاء، حيث تقوم بتوزيع الأكسجين، ما يعني أنه يمكن توصيل العلاج مستقبلاً إلى أي عضو في الجسم.
وقد أجرت "داربا" تجارب على خلايا الدم داخل المختبر فقط، ولم تُجرَ أي تجارب على البشر حتى الآن.
دوتؤكد "داربا" أنها لا تسعى من خلال هذا المشروع إلى إجراء تعديلات جينية أو وراثية على الجنود، بل تهدف فقط إلى تعديل عمل الكريات الحمراء لفترة محددة، وأن أي ابتكار سيتم دراسته قانونيًا وأخلاقيًا قبل اعتماده.
وفي السنوات الأخيرة، أطلقت "داربا" العديد من المشاريع في إطار مشروع تم الكشف عنه عام 2018 يُعرف باسم "جندي السيبر 2050"، الذي يسعى إلى تطوير تكنولوجيات ومعدات وأدوية لجندي المستقبل بحلول عام 2050، ويُعتبر مشروع مصنع كريات الدم الحمراء جزءًا من هذا الإطار.
جدير بالذكر أن "داربا" ليست الوحيدة التي تعمل على أبحاث تعديل الدم لأغراض طبية، حيث تشير تقارير صحفية إلى أن الصين تقوم بأبحاث مماثلة، كما أن بعض المليارديرات حول العالم، وخاصة في الولايات المتحدة، مثل برايان جونسون، يعملون على مشاريع تهدف إلى القضاء على الشيخوخة، بما في ذلك حقن دماء ابنه الشاب في دمه، إضافة إلى حقن دماء متبرع خالٍ من الأمراض في وقت سابق، وبالتالي، فإن المليارديرات مثل برايان جونسون يشاركون "داربا" في هذه الأبحاث.
لافروف يكشف انطباعه عن المُحادثات مع أمريكا في الرياض
وفي سياق آخر، أعرب وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، عن انطباعه تجاه المحادثات التي أجراها مع الوفد الأمريكي، اليوم الثلاثاء، في العاصمة السعودية الرياض.
وأكد لافروف، في تصريحات نقلتها شبكة "العربية"، أن الطرفين توصلا إلى تفاهم بشأن وجود اختلافات جوهرية في المصالح الوطنية بين البلدين، مشيرًا إلى أن هذه الخلافات لن تتوافق في جميع القضايا.
وقدم لافروف شكره للمملكة العربية السعودية على استضافتها الجولة الأولى من المباحثات بين روسيا والولايات المتحدة، وهو ما أكدت عليه أيضًا وزارة الخارجية الأمريكية، التي وجهت رسالة تقدير للرياض على جهودها في تنظيم اللقاء. وتأتي هذه المباحثات في إطار التحضير لاجتماع قمة مرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، وذلك وفقًا لتوجيهات الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وفي السياق ذاته، صرّح يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن المحادثات مع الجانب الأمريكي جرت بشكل إيجابي. وأوضح أن بوتين هو من سيتخذ القرار بشأن موعد بدء الاتصالات الرسمية مع الولايات المتحدة بخصوص الأزمة الأوكرانية، كما سيحدد بنفسه الشخصيات التي ستشارك في فريق التفاوض الروسي حول محادثات السلام في أوكرانيا.
وأشار أوشاكوف إلى أن موسكو وواشنطن اتفقتا على تعزيز العلاقات الثنائية بينهما، مؤكدًا أن هذا التعاون يخدم مصالح البلدين ويأخذ بعين الاعتبار الأولويات المشتركة. جاءت تصريحاته عقب اختتام الجولة الأولى من المحادثات بين الطرفين في الرياض، والتي تهدف إلى تمهيد الطريق لعقد القمة المنتظرة بين بوتين وترامب.
وضم الوفد الروسي المشارك في المحادثات وزير الخارجية سيرجي لافروف، ومساعد الرئيس يوري أوشاكوف، إضافة إلى رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي كيريل دميتريف. بينما تألف الوفد الأمريكي من وزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايك والتز، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف.
رغم التوترات السياسية بين الولايات المتحدة وروسيا، فإن التعاون بين البلدين يمتد إلى مجالات غير سياسية، مثل الفضاء والبحث العلمي. إذ يتعاون الطرفان في برامج الفضاء، حيث لعبت روسيا دورًا محوريًا في نقل رواد الفضاء الأمريكيين إلى محطة الفضاء الدولية عبر صواريخ "سويوز"، كما يجري العلماء من البلدين تجارب مشتركة في مجالات الطب والتكنولوجيا المتقدمة.
بالإضافة إلى ذلك، يشمل التعاون الثقافي والتعليمي تبادل الطلاب والباحثين، حيث توفر الجامعات الروسية والأمريكية منحًا دراسية لتعزيز التفاهم العلمي. كما يتعاون البلدان في مكافحة الأمراض والأوبئة من خلال مراكز أبحاث مشتركة تركز على إيجاد حلول للتحديات الصحية العالمية.