رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

المادة الأغلى على وجه الأرض سعر الجرام 62 مليار دولار.. ما عرفهي؟

المادة المضادة
المادة المضادة

تُعتبر المادة المضادة أغلى مادة على وجه الأرض، حيث يصل سعر الجرام الواحد منها إلى حوالي 62 مليار دولار أمريكي (ما يعادل 49 تريليون جنيه إسترليني). 

ورغم تكلفتها الباهظة فإن المادة المضادة لا يمكن استخراجها من الأرض كما هو الحال مع المعادن الثمينة أو الأحجار الكريمة. بدلاً من ذلك، يتم تجميعها في مختبرات متخصصة، مثل المركز الأوروبي للأبحاث النووية (سيرن)، بتقنيات معقدة قد تستغرق آلاف السنين لإنتاج كميات صغيرة للغاية.

المادة المضادة هي نظير المادة العادية، حيث تحتوي على جسيمات متطابقة من حيث الشكل ولكن مع شحنات معاكسة فمثلاً، في حين أن البروتونات في المادة العادية تحمل شحنة موجبة، فإن البروتونات المضادة تحمل شحنة سالبة. 

وعندما تلتقي المادة مع المادة المضادة، يحدث تدمير تام للجسيمات المتقابلة، مما يؤدي إلى إطلاق طاقة هائلة. هذه العملية هي ما يجعل المادة المضادة مادة خطرة للغاية، بالإضافة إلى كونها غالية الثمن.

ويتطلب إنتاج المادة المضادة طاقة هائلة وتقنيات متقدمة، ففي مختبرات سيرن، يتم تسريع البروتونات إلى سرعات قريبة من سرعة الضوء، وعندما تصطدم، يتم إنتاج كميات صغيرة للغاية من المادة المضادة. فعلى سبيل المثال، يُنتج مختبر سيرن فقط نانوجرامات قليلة من المادة المضادة سنويًا، مما يجعل إنتاج جرام واحد منها أمرًا شبه مستحيل على المدى القريب، حيث يُقدَّر أن العملية قد تستغرق ملايين السنين باستخدام التقنيات الحالية.

بالإضافة إلى صعوبة إنتاج المادة المضادة، فإن تخزينها أيضًا يمثل تحديًا هائلًا. فالمادة المضادة إذا لامست المادة العادية، فإنها تختفي فورًا وتتحول إلى طاقة. لذا، يجب تخزينها في بيئات خاصة محمية بواسطة مغناطيسات فائقة التبريد ضمن فراغ كامل للحفاظ عليها. ومع ذلك، فإن عملية تخزين هذه الجسيمات تستغرق وقتًا طويلاً للغاية ولا تتجاوز عدة دقائق في أفضل الحالات.

على الرغم من هذه التحديات، يواصل العلماء في مركز سيرن وداخل مختبرات أخرى العمل على تطوير تقنيات جديدة لإنتاج وتخزين المادة المضادة بشكل أكثر فعالية. ويرى العلماء أن فهم هذه المادة قد يساعد في الإجابة على العديد من الأسئلة الجوهرية حول تكوين الكون، مثل السبب الذي جعل المادة العادية هي العنصر السائد في الكون بينما اختفت المادة المضادة.

وتمثل المادة المضادة، رغم تكلفتها الباهظة وصعوبة التعامل معها، أحد الألغاز العلمية التي قد تفتح أمامنا آفاقًا جديدة في فهم أسرار الكون. 

ويمكن أن تكون هذه المادة في المستقبل مفتاحًا لفهم أكثر عمقًا حول كيفية نشوء الكون وتطوره، وربما في يوم من الأيام، قد نتمكن من استخدام الطاقة الهائلة الناتجة عن المادة المضادة في تطبيقات عملية.