رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

عندما كتب عميد الأدب العربى طه حسين كتابه الشهير فى عام 1939 بعد معاهدة ٣٦ بين مصر وبريطانيا "مستقبل الثقافة فى مصر" آثار ذلك جدلاً واسعاً عن الحضارة والثقافة المصرية، فقد قسم حضارات العالم إلى قسمين: شرقية فى الهند والصين، وغربية فى مصر واليونان والرومان، ومن ثم اعتبر أن حضارة مصر هى أصل ذلك النسق الغربى للحضارة، لأنها هى مهد ومنبع الحضارات التى تلتها وأخذت منها، وأضاف أيضاً أن العقل المصرى غربياً وليس شرقياً فيما يتصل به من أفكار وسلوك وأسلوب ونمط تفكير، وقاوم العميد فكرة انتشار اللغة العامية لإنها تؤدى إلى السقوط والانحطاط الفكرى والإبداعى وضياع الثقافة. 

خلاصة الكتاب أنه على مصر الاهتمام بالتعليم والثقافة وإحياء التراث المصرى، واعتبار مصر جزءاً من الشرق الأوسط مع الحفاظ على الهوية العربية واللغة، لكن دون الانغلاق على الشرق فقط، حيث حضارة الشرق الروحية تحتاج إلى الأخذ بأسباب التقدم كما فى الحضارة الغربية.. وحظى التعليم فى الكتاب بالاهتمام الأكبر كمنقذ للأمة المصرية من التخلف والاحتلال مع ضرورة تعلم اللغات الأجنبية، أما الثقافة فهى الفنون والسينما والمسرح والغناء، وجميعها جزء لا يتجزأ من تقدم الأمة والشعب المصرى. 

ثم جاء عصر الإعلام مع الراديو والصحافة فى بدايات القرن الماضى، لكن فى 1960 ظهر التليفزيون، وفى عام 1990 انطلقت الفضائيات وتغير العالم مع الإعلام الجديد فى الألفية الثالثة وتوحش، وصارت الحضارة الغربية مادية استعمارية جارحة، لا تلقى بالاً ولا تعترف بالروحانيات ولا الإنسانية أو الإنسان، وتعتبر الشرق حلاً لهم، واستغلاله وقهره، فهم الجنس الأعلى لما يملكون من تقدم وتكنولوجيا وسلاح واقتصاد يتحكم فى الكرة الأرضية. 

ما هو مستقبل الثقافة والإعلام فى مصر؟ من يضع الاستراتيجية والرؤية للنهوض بالثقافة والتعليم وأيضاً الإعلام فى مصر خلال هذه الفترة الحرجة والحاسمة من تاريخ أمتنا المصرية ووجودنا العربى؟ الجانب السياسى والملف الدبلوماسى والقوة العسكرية المصرية قوة عظيمة ومصر قادرة على تجاوز المحن والانتصار بإذن الله لكننا بحاجة إلى جبهة داخلية متماسكة ووعى شعبى ووطنى وسلوك وتعليم متطور ومتحضر. 

الخريطة الثقافة وتصور الثقافة والمسرح والسينما والفنون ليست مجرد مهرجانات ومعارض كتب ولوحات ودروع وجوائز، كما أن الإعلام لا يمكن أن يستمر فى برامج الطبخ والفتاوى والفنانين وزيجاتهم وعلاقاتهم والتهليل والتطبيل الكروى والفنى للمسلسلات والأغنيات، وبينما تعانى الصحافة من عزوف عن القراءة لأسباب عدة منها السرعة والشفافية وقدر من الحريات فإن الكتاب أيضاً يعانى من غلاء الأسعار وعدم وجود لجان قراءة خاصة لدور النشر الخاصة فامتلات المكتبات بالكتب المدفوعة من قبل الكاتب وارتفع السعر وقلت القيمة والجودة، لا سيما فى غياب تغطية إعلامية من صحف أو قنوات وندرة من النقاد الجادين المتخصصين.. أما سياسة التعليم فهى للأسف وفق الأشخاص وتوجهاتهم، حيث لا سياسة وخطة مستقبلية مستدامة تراعى البعد الاجتماعى والثقافى وتنظر للمستقبل والمتغيرات بروية وتأنى، وإنما تتبدل السياسة التعليمية والمناهج وأساليب التقويم والشهادات كما تتبدل الملابس.. نحتاج إلى سياسة واضحة وقوية ورؤية ثاقبة فى ملف الثقافة والتعليم والإعلام كما نحن أقوياء فى ملفنا العسكرى وسياستنا الخارجية.. أين لنا من هذا؟