السفيرة نميرة نجم تهنئ وزير خارجية جيبوتي وسلمى مليكة حدادي بعد فوزهما بانتخابات مفوضية الاتحاد الإفريقي

في انتخابات حاسمة أجريت خلال القمة الإفريقية الـ38 لرؤساء الدول الإفريقية في أديس أبابا، فازت الدبلوماسية الجزائرية سلمى مليكة حدادي بمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، عقب منافسة قوية مع مرشحة المغرب لطيفة أخرباش، التي تم استبعادها في الجولة السادسة من التصويت، بعد حصول حدادي على 26 صوتًا مقابل 22 صوتًا، لتحسم الفوز في الجولة السابعة بـ 33 صوتًا، وهو النصاب المطلوب للفوز بالمنصب.

كما فاز وزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف بمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، وهو ما دفع السفيرة د. نميرة نجم، خبيرة القانون الدولي والهجرة ومديرة المرصد الإفريقي للهجرة، إلى تهنئة كل من الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله لفوز مرشح بلاده بأعلى منصب في الاتحاد، وزميلتها السفيرة الجزائرية سلمى حدادي، مؤكدة أن الليلة كانت عربية بامتياز بفوز مرشحين عربيين بأكبر منصبين في المفوضية.

انتخابات حاسمة ومنافسة شرسة

شهدت الانتخابات سباقًا دبلوماسيًا قويًا، حيث خاضت سلمى مليكة حدادي معركة انتخابية حادة أمام المرشحة المغربية لطيفة أخرباش، التي لم تتمكن من الصمود في الجولة السادسة، بينما انسحبت المرشحة الليبية نجاة الحجاجي قبل بدء الاقتراع. كما تم سحب مرشحة مصر د. حنان مرسي في الجولة الثالثة بعد حصولها على 6 أصوات فقط، إذ اعتُبر ترشيحها غير موفق لافتقارها إلى الخبرة السياسية والدبلوماسية اللازمة مقارنة بمنافِساتها.

خبرة دبلوماسية متميزة قادت حدادي للفوز

تعد سلمى مليكة حدادي، البالغة من العمر 47 عامًا، من أبرز الدبلوماسيات الجزائريات، حيث تمتلك أكثر من 20 عامًا من الخبرة في العمل الدبلوماسي الإفريقي والدولي. شغلت مناصب عديدة، من بينها:

مدير عام شؤون إفريقيا بوزارة الخارجية الجزائرية (2023-2024).

سفيرة الجزائر لدى كينيا وجنوب السودان (2019-2023).

نائب رئيس البعثة الجزائرية في الاتحاد الإفريقي (2015-2019).

مستشارة ورئيسة القسم السياسي في بعثة الجزائر لدى الأمم المتحدة في جنيف.

رؤية حدادي لتطوير الاتحاد الإفريقي

في حملتها الانتخابية، قدمت حدادي رؤية واضحة ترتكز على إعادة الاتحاد الإفريقي إلى أهدافه الأساسية التي وضعها الآباء المؤسسون، مع التركيز على الوحدة الإفريقية، الشفافية الإدارية، وتحقيق أجندة 2063 للنمو والاستقرار في القارة. كما أكدت على تعزيز الشراكات مع المؤسسات الإنمائية الإفريقية، مثل بنك التنمية الإفريقي، البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد، ووكالة الاتحاد الإفريقي للتنمية (نيباد).

دعم دبلوماسي جزائري قوي

جاءت ترشيح حدادي مدروسًا بدقة من الحكومة الجزائرية، التي سعت إلى الدفع بشخصية تمتلك خبرة سياسية ودبلوماسية واسعة داخل الاتحاد الإفريقي، ما ساعدها على كسب تأييد الدول الأعضاء والتفوق في الانتخابات على منافسيها.

فوز يعزز الدور العربي في الاتحاد الإفريقي

بفوز كل من سلمى حدادي ومحمود علي يوسف، تبرز الدبلوماسية العربية بقوة في المشهد الإفريقي، ما يعكس تصاعد التأثير العربي داخل مفوضية الاتحاد الإفريقي، ويؤكد أهمية التعاون العربي-الإفريقي في المرحلة المقبلة لتعزيز التنمية والاستقرار في القارة.