رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

واضح أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لا يعرف طبيعة المصريين.. وجاهل بسيكولوجية المصرى المترسخة منذ آلاف السنين وهى وقت الشدائد نكون صفاً واحداً خلف من يحكم مهما كان مدى الاتفاق أو الاختلاف عليه
وعلى مدار تاريخ مصر لم تفرض أى قوى رأيها أو ثقافتها أو عادتها على الشعب المصرى رغم مرور عشرات المحتلين بداية من الهكسوس وحتى الإنجليز.. فنحن شعب عند الشدائد نقف وقفة واحدة خلف من يقود،
كان على مساعدى ترامب أن يطلعوه على أن مصر عندما تقول لا فى القضايا الكبرى، فهى لا يمكن التراجع عنها، وهو الموقف المصرى الرسمى والشعبى من قضية توطين سكان غزة فى سيناء أو تهجيرهم إلى مناطق أخرى قد تكون سوريا كما توقعت فور سقوط نظام حزب البعث
فنحن أكثر شعوب المنطقة من أجل دفع ثمن القضية الفلسطينية، وخضنا حروباً من أجلها وتكبدنا خسائر فادحة منها أكثر من 100 ألف شهيد من زينة شباب هذه الأمة ومئات المليارات من الدولارات التى كانت كفيلة بأن تضع هذا البلد فى مصاف البلدان الغنية.
وجرت محاصرتنا مرات ومرات وفشلت كل هذه المحاولات مع صمود الشعب المصرى ووقوفه خلف قيادته وجيشه داعمين له ينفرون ممن يحاول شق الصف ويعاقبونه عقاباً شديداً، فبعد نكسة 1967 وقف الشعب خلف عبدالناصر، وناصر السادات فى 1971 ما أسماه ثورة التصحيح عندما حاول البعض الانقلاب عليه، وعدونا على بعد كيلومترات من القاهرة.. ووقف خلف السادات عندما خاض حرب أكتوبر المجيدة وكنا نخرج من المدارس فى مجموعات نهتف للحرب وللاخذ بالثأر.
ووقف الشعب المصرى خلف الرئيس عبدالفتاح السيسى فى حربه ضد الإرهاب والدمار وهو الإرهاب المدعوم أمريكياً والممول منه وبفضل هذه الوقفة عبرنا هذه المرحلة السوداء وتحمل المصريون تبعات وباء كورونا وما تلاه من الارتفاع الكبير فى الأسعار والتوتر فى المنطقة المحيطة بنا والأيادى التى تعبث فى السودان واليمن وليبيا والصومال وهى أيادٍ ليست بعيدة عن الأمريكان وإسرائيل وتم حصار مصر بدائرة من نار ارتفعت وتيرتها مع هجوم حماس على الاحتلال الإسرائيلى فى 7 أكتوبر 2023 والآثار التى ترتبت عليه من خسائر اقتصادية كبيرة لمصر تجاوزت 30 مليار دولار جراء ما قام به الحوثيون فى اليمن من تهديد لخطوط الملاحة فى البحر الأحمر وارتفاع الأسعار بسبب ارتفاع التأمين على السفن وارتفاع أسعار السلع الأساسية.
ورغم هذه الظروف تحمل الشعب المصرى وصبر ومازال صابراً وصامتاً، وكنا نختلف داخلياً على الأولويات بيننا وبين الحكومة، لكن عندما يحدث تهديد حقيقى لمصر ومحاولة إجبارها على شىء ترفضه فهنا يقف الجميع ضد هذه الهيمنة.
ما لم يعلمه ترامب والأمريكان أن حالة من النفير العام موجودة الآن لدى المصريين فى القرى والمدن والنجوع بدون توجيه أو ترتيب حكومى، الكل يتحدث عن ماذا نفعل لو حدثت حرب بسبب رفضنا هذه الهيمنة الأمريكية التى تعد بلطجة سياسية وكانت الإجابة نحن لها وأهلها.
نحن نقف خلف قيادتنا وجيشنا وشرطتنا من أجل حماية مصر أرضاً وشعباً، ولا يهمنا الحصار وقطع المعونات التى هى أساس الفساد فى العالم، وفى مصر خصوصاً.. ترامب عليه أن يعلم أن القيادة المصرية ليست وحيدة فى هذه المعركة، لكن خلفها 110 ملايين مصرى مستعدين لأى ثمن إذا لزم الأمر.