مسئول تركي يطالب بضم غزة.. وخبير: الحل إعلان أنقرة الحرب على إسرائيل
اقترح رئيس الوزراء التركي السابق، ورئيس حزب المستقبل المعارض، أحمد داوود أوغلو، إجراء استفتاء لربط قطاع غزة بتركيا مع منحها حكمًا ذاتيًا حتى يتم تأسيس الدولة الفلسطينية، مستذكرًا الحقبة العثمانية، وجاء اقتراح أوغلو ردًا على مقترحات ترامب.
الدكتور بكير أتاجان من مركز إسطنبول للفكر، قال إنه تم تناول فكرة ضم غزة إلى تركيا عبر استفتاء، مشيرا إلى أن أوغلو، من خلال طرحه، يسعى لإرسال رسالة إلى الشعب التركي، خاصة أنه رئيس حزب معارض وليس في الحكومة، كما أنه يرد على تساؤلات حول وضع غزة، التي لا تتبع حاليًا أي دولة.
ولفت إلى أن البعض يعتبر أن هذا الاقتراح يحمل طابعًا استعماريًا، موضحا أن تطبيقه سيكون مستحيلاً، حيث يتطلب الأمر إعلان تركيا الحرب على إسرائيل، وهو ما يتعارض مع القوانين الدولية.
إعلان تركيا الحرب على إسرائيل:
شدد على ضرورة التنسيق مع الدول العربية، خاصة مصر والأردن، قبل اتخاذ أي خطوات، مشيرا إلى أن الاقتراح يتناقض مع الاتفاقيات السابقة بين الفلسطينيين وإسرائيل، حيث لا يمكن للفلسطينيين توقيع أي اتفاقية دون موافقة إسرائيل.
ونوه خلال مداخلة لفضائية “سكاي نيوز عربية”، إلى أن الحل الوحيد هو إعلان دولتين: دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية، وفقًا لقرارات الأمم المتحدة. وفيما يتعلق بردود الفعل على اقتراح أوغلو، أشار أتاجان إلى أن عدد النواب من حزبه في البرلمان قليل، وأن الاقتراح لم يحظَ باهتمام كبير.
وتوقع أن الرئيس أردوغان لن يعلق على هذا الاقتراح، لأنه يعتبره غير جاد، مشددا على أن تركيا لا تزال متمسكة بموقفها الداعم لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وأن أي حل يجب أن يكون بالتنسيق مع الدول العربية والإسلامية.
وبحسب روسيا اليوم، أثار رئيس حزب المستقبل المعارض أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء ووزير الخارجية التركي الأسبق، جدلا واسعا خلال كلمة ألقاها اليوم الأربعاء في اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب "طريق جديد".
وأكد أوغلو في تصريحات جريئة ومثيرة للجدل على ضرورة إعادة ربط قطاع غزة بالجمهورية التركية كمنطقة تتمتع بالحكم الذاتي.
شدد داود أوغلو على أن الجمهورية التركية تمثل الامتداد الشرعي للدولة العثمانية، معتبرا أن سكان غزة هم "رفاق ومواطنون طبيعيون" بتاريخهم المشترك مع تركيا.
وقال: "يجب على شعب غزة إجراء استفتاء شعبي عام ليكونوا مرتبطين بالجمهورية التركية كمنطقة تتمتع بالحكم الذاتي، حتى يتم إنشاء دولة فلسطين".
وأضاف في سياق تصريحاته: "أقول لترامب: لقد أحضرتم الإسرائيليين إلى هناك (فلسطين) قبل 100 عام، خذوا هؤلاء الصهاينة الثمينين مرة أخرى، خذوهم إلى أراضيكم في الولايات المتحدة الأمريكية".
وانتقد أوغلو تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول شراء أو امتلاك غزة، مشيرا إلى أن ترامب لا يريد القطاع بمساحته الإجمالية البالغة 309 كيلومترات مربعة، بل يستهدف "فتحة البحر" بين قبرص ومصر، حيث توجد حقول غاز طبيعي.
وأكد أن هذه الحقول هي حق مشروع للفلسطينيين، محذرا من خطط أمريكية وإسرائيلية تستهدف الاستيلاء عليها.
وقال: "إسرائيل غير شرعية بالفعل، ولم تمنح الجنسية لأهل غزة الذين كانوا رعايا عثمانيين، إنهم يعتقدون أنه إذا استولت أمريكا على غزة، فإننا لن نحمي أهلها الذين قاتل من أجلهم أجدادنا".
وفي إطار الدفاع عن الإرث العثماني، أكد داود أوغلو أن الدولة العثمانية كانت آخر دولة شرعية حكمت غزة قبل الانتداب البريطاني، مشددا على أن الفلسطينيين ما زالوا يحملون الهوية العثمانية في وجدانهم وتاريخهم.
وأشار إلى أن تركيا، باعتبارها الوريث الشرعي للدولة العثمانية، يجب أن تلعب دورا محوريا في حماية حقوق الفلسطينيين واستعادة سيادتهم.
هذا وسبق أن انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لعبد الحميد كايهان عثمان أوغلو، حفيد السلطان العثماني عبد الحميد، وهو يرد على مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالسيطرة على غزة.
وقال عثمان أوغلو في الفيديو: "يقول ترامب بأنه سيقوم بشراء غزة، ممن ستقوم بشرائها؟ غزة التي تتحدث عنها هي ملك خاص لجدي السلطان عبد الحميد".
