لازم أتكلم
رغم نجاح الديكتاتور ترامب رئيس أمريكا، فى إقناع جانب كبير من الذين انتخبوه بسياسته الداخلية؛ إلا أنه فشل فشلا ذريعا فى خطواته الخارجية بقراراته العشوائية، وتهديداته الهوجاء، وتحذيراته الهمجية، وأحلامه المستحيلة، التى فجرت ردود فعل غاضبة ورافضة لهذه السياسة الحمقاء على جميع المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
فمنذ صعود المخبول الجمهورى إلى سدة حكم الولايات المتحدة، أصبح حديث العالم رسميًا وشعبيًا؛ ما جعل جميع الدول تعيد النظر يوميًا فى تحالفها وتعاونها مع أمريكا بسبب تلك الصدمات وآثارها السلبية الخطيرة على الإستقرار العالمى، أمنيا وعسكريًا واقتصاديًا واجتماعيًا وإنسانيًا.
«ورب ضارة نافعة».. فإذا كان الامبراطور الإمبريالى الاستعمارى الجديد يقصد التباهى بالقوة العسكرية وفرض الهيمنة على الشرق الأوسط وأوربا، فإننا نقول له عفوا (لا مؤاخذة)، لقد رسبت بالثلث؛ والدليل هذا الرفض التام من كل الدول الأوربية والأسيوية والافريقية لكل قراراتك وأفكارك، وهذا فى حد ذاته انتصار غير مباشر لكل العرب يجبرنا على توقيع الشكر لك.
أما الانتصار المباشر عليك وعلى كل من يساندك فى جهلك وغبائك فى القصر البيضاوى فهو توحيد الصف العربى، ولأول مرة منذ فترة طويلة، ووقوفه وقفة رجل واحد أمام محاولاتك المستميتة لتهجير الفلسطينيين من وطنهم؛ تحقيق حلم إسرائيل الكبرى (من النيل إلى الفرات) وتنفيذ صفقة القرن، وإقامة «ريفيرا غزة» فوق جثث ودماء أطفال فلسطين المغتصبة ونسائها وشيوخها؛ فشكرا «أبوحنان» على إصرارك.
أيها الأهوج.. شكرًا؛ إنك ساهمت فى ميلاد قائد جديد للأمة العربية، يستطيع أن يقول لك «لا» وألف «لا»، ويخبرك اليقينا بأنه لا انكفاء ولا انكسار للعرب، وهو رئيس مصر وزعيم الأمة العربية بلا منازع، عبدالفتاح السيسى الذى أجل زيارتك؛ حتى تستفيق من سباتك وغيبوبتك، وتكف عن تهديدك المتكرر بتهجير الفلسطينيين من أرضهم وعدم إعادتهم مرة أخرى إلى وطنهم.
أيها «الأبله».. شكرا بدعوتك ملك الأردن، فهذه الزيارة الاستطلاعية فجرت محاولتك توريط الملك عبدالله، بانتزاع موافقته على التهجير والرضوخ إليك، ولكنه كان أذكى منك، بقوله لك «ننتظر رؤية مصر» فعلمك درسا ينبغى ألا تنساه أيها الغبى، وهو أن للعرب دولة قوية بمواقفها ينبغى الرجوع إليها، وأن لهم زعيما وكبيرا له كلمة الفصل فيما يتخذ من قرارات مصيرية للأمة العربية، ويا ليتك تهدأ بعد ذلك «الخاذوق» الذى جلست عليه!
أيها المخادع الحاقد الطامع فى مصر ومواردها وأرضها والمتربص لإسقاط رئيسها.. شكرا؛ لأن خطتك المكشوفة أدركها مبكرا شعب مصر، فازداد التفافا حول رئيسه وقائده، ودعما لكل قرار يتخذه وتأييدًا لكل خطوة يخطوها من أجل الحفاظ على الأمن القومى المصرى والخليجى والعربى.
أيها الإمبريالى الاستعمارى صاحب الوجه المطلى بمساحيق العنصرية.. شكرا؛ لأنك كشفت وبجلاء الوجه الآخر لديمقراطية أمريكا الأحادية، تتخفى خلفه؛ تبيح اغتصاب الأوطان وتهجير الشعوب؛ لتحقيق شعارك المزيف والملوث بدماء الأحرار الشرفاء (أمريكا أولا)، ذلك الشعار الذى تتخذه ذريعة لتوسعة شرايين مصالحك الشخصية ونزعاتك الفردية.
أيها المتوحش المغيب عقلك، والمغلف قلبك بإنسانية زائفة.. شكرا لأنك أقمت قلعة جديدة من الكره الشديد لكل ما هو أمريكى صهوينى، تضاف إلى حصون الرفض العربى والعالمى تجاه رغبتكم الممقوتة فى تصفية القضية الفلسطينية على حساب دماء شعبها وعلى حساب مصروالأردن والسعودية، والمتمسكين بحل الدولتين ولا غيره بديلا... ويا رب تفهم يا عم.