رسائل لقاء ترامب والملك عبدالله بعد التهديد بوقف مساعدات مصر والأردن.. فيديو

قال الدكتور جواد العناني، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني الأسبق، إن لقاء الملك عبد الله والرئيس ترامب المرتقب اليوم رسالة واضحة جداً، حيث جاء الطلب بناءً على دعوة من الرئيس ترامب الذي يرغب في مناقشة موضوع سبق أن أشار إليه ثلاث مرات، إضافة إلى التصريح الجديد الذي أضافه اليوم، والذي يتضمن تهديده باستخدام المساعدات ضد الأردن ومصر إذا لم يتفقا معه أو يقبلا بمقترحاته.
ونوه إلى أن النقطة الثانية هي احتجاجه الشديد على أنه ستندلع "نار الجحيم" في غزة إذا لم يتم تسليم الأسرى يوم السبت القادم كما خططت المقاومة في غزة، فكل هذه التطورات تضع الموضوع والفكر الأمريكي الرئاسي الجديد في مواجهة واضحة مع المصلحة العربية في قضية فلسطين، سواء من حيث التهجير أو ضرورة وقف إطلاق النار والتمسك به، وضرورة التزام جميع الأطراف، بما في ذلك إسرائيل، ببنود الاتفاق الذي تم بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية وبضمانات أمريكية.
ولفت إلى أن ترامب يسعى لفرض خيارات علينا، بينما نحن لدينا ردودنا ومصالحنا التي يجب أن ندافع عنها، سواء كان المعتدي هو الرئيس الأمريكي الذي تربطنا به علاقات استراتيجية تقوم على الاحترام المتبادل، أو أي طرف آخر.
وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة أبدت بعض المواقف مثل الضغط على إسرائيل لتوقيع وقف إطلاق النار، لكن هذا لا يعني أن هذه المواقف كافية لتقويض مصالحنا. لدينا مصالح وطنية وقومية عليا يجب الدفاع عنها، ومن حقنا أن نرفض أن نكون شركاء في جريمة تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني في غزة، وهي تهجير عن أرضه.
أما بالنسبة لتأثير هذا اللقاء اليوم، لفت إلى أن هناك العديد من النقاط التي يمكن مناقشتها، خاصة في ظل التصريحات التي تدعو لتهجير الفلسطينيين وتوزيع غزة على بعض الدول في الشرق الأوسط. هذا اللقاء يمثل فرصة لكل طرف لتوضيح موقفه والدفاع عنه بشكل واضح، مردفا: “يجب أن يتفهم الرئيس الأمريكي، بغض النظر عن قوته، أن الأردن لن يقبل بأي شروط تمس وجوده”.
وعن التهديد بوقف المساعدات عن الأدرن، أكد: “ يجب أن يُذكر الرئيس الأمريكي بأن الأردن هو حليف استراتيجي للولايات المتحدة، وقد حارب ضد التطرف وقدم مواقف ممتازة”، منوها إلى أن المساعدات التي تُقدم له ليست بسبب معارضته للولايات المتحدة، بل لأنه يعمل على تحقيق المصالح الأمريكية التي تتوافق مع مصالحه.
وتابع خلال حواره مع قناة الغد: “ يطالبنا الرئيس الأمريكي بقبول شروط تضر بمصالحنا وبالقضية الفلسطينية، وهذا ليس سلوكاً صديقاً من شريك استراتيجي. يجب أن يفهم أن هذا الأسلوب مرفوض تماماً، إذا صمدنا في وجهه وأوضحنا له الحقائق، فقد يراجع نفسه كما فعل في قضايا سابقة”.
وأفاد مراسل "العربية"/"الحدث" أن الملك عبدالله الثاني التقى في واشنطن، مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد.
وخلال اللقاء، أعاد الملك عبدالله الثاني التأكيد على مواقف الأردن الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، وعلى ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، الملك أكد أيضاً على أهمية الدور المحوري للولايات المتحدة في دعم جهود السلام.
وأثار مقترح ترامب، الذي طرحه قبل أسبوع، ويتضمن سيطرة الولايات المتحدة على غزة وإخراج سكانها وتحويل المنطقة التي مزقتها الحرب إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" ردود فعل سلبية من العالم العربي.
وزاد المقترح من تعقيد الوضع الإقليمي الحساس، بما في ذلك وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحركة حماس.
وأعلنت حماس أمس الاثنين أنها ستوقف إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من غزة حتى إشعار آخر، وقالت إن إسرائيل تنتهك اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع. ولوح ترامب لاحقا بإلغاء وقف إطلاق النار إذا لم تطلق حماس سراح جميع الرهائن المتبقين الذين احتجزتهم في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 بحلول مطلع الأسبوع.
ويقول الملك عبد الله إنه يرفض أي تحركات لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين. ومن المتوقع أن يبلغ الملك ترامب اليوم الثلاثاء بأن مثل هذه الخطوة قد تثير موجة من التطرف والفوضى في المنطقة وتعرض السلام مع إسرائيل للخطر.
ومن جانبه، عدل ترامب جوانب من مقترحه الأوّلي ودعم جوانب أخرى، وعبر عن ضيق صدره إزاء القادة العرب الذين يرون أن الفكرة غير قابلة للتنفيذ.
وقال ترامب لصحفيين في البيت الأبيض أمس الاثنين "أعتقد أنه سيستقبل" لاجئين، في إشارة إلى الملك عبد الله.
عندما سُئل عما إذا كان سيوقف المساعدات عن الأردن ومصر إذا رفض البلدان ذلك، قال ترامب "نعم، ربما، بالتأكيد، لما لا... إذا لم يوافقا فمن الممكن أن أقطع المساعدات".
وتستضيف المملكة الأردنية، التي تقع بين السعودية وسوريا وإسرائيل والضفة الغربية المحتلة، بالفعل أكثر من مليوني لاجئ فلسطيني من إجمالي عدد سكان البلاد البالغ 11 مليون نسمة، وشكل وضعهم وعددهم لفترة طويلة مصدر قلق لقيادة البلاد.
وتعتمد عمّان على واشنطن التي تمثل أكبر مصدر للمساعدات الاقتصادية والعسكرية لها منذ عقود، والتي تبلغ الآن أكثر من مليار دولار سنويا.
ووقع الأردن معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1994 لكن العلاقات بينهما تظل متوترة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن مقترح ترامب يستحق الدراسة.