كلمة حق
ظلت بلاد الشام ملهمة للشعراء بجمالها ورونقها، وأسهب الشعراء فى وصف حسنها وجمالها، وأتذكر بعض الأبيات منها (شامُ يا ذا السحرِ، كيفَ نُجاريك....فى جمالٍ قد فاقَ كلَّ تشبيهِ....أرضُ الياسمينِ والودِّ فى أرجائِها....تُسحرُ القلبَ وتُبقيهِ فى تيهِ) احتضنت الشام العراقة والحضارة ولا تزال فى قلبى دمشق الياسمين... ولكن فى قلبى جرح وحزن عميق عما يدور فى هذة البلاد الطيبة من دمار وخراب بأيادى أبنائها، وبإيعاز من أطماع خارجية، أرادت تقسيم المقسم ودخول البلاد فى دوامة الخراب، لتلحق ببغداد الحزين وعدن وصنعاء وطرابلس والخرطوم وغيرهم.
السؤال الأهم فى تصورى، من يدفع هذه الفاتورة، بالطبع هم أبناء الشعب السورى المكلوم على أمره، وكذلك أم الدنيا مصر، التى كانت ومازالت تفتح ذراعيها، لكل أبناء الوطن العربى، ولكل مستجير، أراد العيش فى كنفها وتحت سمائها.
قد يسأل سائل وهل مصر بأزماتها الاقتصادية ناقصة ، أقول له هذا قدر (الأم) تحن وتعطى بلا حدود وبلا حساب، تأمل معى عزيزى القارئ، أول من استقبل العراقيين والليبيين واليمنيين والسودانين والسوريين فى 2014 كانت مصر، بدون تذمر أو ضجر إنما بحفاوة واستقبال الأهل والضيوف ليكونوا معززين فى بيت كريم وضيافة شعب ورئيس كريم.
أشاهد على شاشات الاخبار موجات النزوح السورى فى كل المحافظات فارين من المصير المجهول، الذى يسعى إليه، أبومحمد الجولانى، زعيم هيئة تحرير الشام المعروفة سابقاً بجبهة النصرة والتى كانت تمثل فرع تنظيم القاعدة فى سوريا، ومن خلفيته تستطيع أن تتيقن بمصير سوريا المظلم.
مصر العظيمة مقبلة على استقبال موجات جديدة من النازحين السوريين، سنقول لهم كما قلنا لأسلافهم ومن سبقوهم، فى بلاد الأمن والأمان مصر، أهلاً وسهلاً بكم ، ونأمل من دول العالم أن تضطلع بمسئوليتها إزاء ما تقوم به مصر من إحتضان لكل مستجير من ويلات الحروب، بدلاً من الذهاب الى اوربا، وغزوها كما يردد الاتحاد الأوروبى، الطريق طويل ولا بد من تفهم وضع مصر واقتصاد مصر.
يعيش الإخوة السوريون وغيرهم البالغ تعدادهم نحو تسعة ملايين ضيوف مصر، يستخدمون كل أوجه الدعم، بدون تمييز بينهم وبين المصريين، وكنا وما زلنا نتحمل فاتورة ، الخراب والدمار فى كل الدول العربية ، بفعل فكر شيطانى خبيث.
أعيد وأكرر تأييدى لموقف الدولة المصرية الرامية الى دعم الدولة السورية، وجيشها الوطنى، وأتذكر الشراكة والوحدة المصرية السورية، والجيش السورى الذى كان حصن كبير فى المنطقة، واتمنى من الله سلامة الشام واهلها.
أخيرا وليس اخرا قرأت أن اجتماعا عقد السبت بين وزراء خارجية تركيا وإيران وروسيا، فى العاصمة القطرية الدوحة، لمناقشة التطورات السريعة والتقدم الذى تحققه الفصائل المسلحة فى سوريا وان وزراء خارجية الدول الثلاث سيجتمعون فى إطار ومفاهيم عملية أستانا، ، لمناقشة الملف السورى على هامش منتدى الدوحة... قد يسأل سأل ما ضرر موسكو وطهران من سقوط وخراب دمشق، وتشريد أهلها، هل ذلك الأجتماع بهدف حماية الشعب السورى والحفاظ على هويته ووحدته، ام هى صراعات نفوذ، يتفاوضون لربح مزيداً من المكاسب والمواقف ، والثمن يدفعه السوريون وأم الدنيا مصر .. وعجبى.
وللحديث بقية مادام فى العمر بقية.
المحامى بالنقض
رئيس الهيئة البرلمانية
لحزب الوفد بمجلس الشيوخ