لطم الخد عند الضيق.. بين الموروث الديني والفتاوى المعاصرة
لطالما كانت ظاهرة لطم الخد أو ضرب الوجه، خاصة في لحظات الضيق والحزن، جزءاً من ممارسات اجتماعية قديمة في بعض الثقافات، لكن في الآونة الأخيرة، بدأ العديد من الناس في العودة لهذه العادة، سواء بدافع التعبير عن الألم أو لحظات الحزن العميق.
الفتوى الدينية: حكم لطم الخد
بحسب ما ورد في فتاوى دار الإفتاء المصرية ومركز الفتوى للأزهر، فإن لطم الخد أو ضرب الوجه عند وقوع المصائب ليس من السلوكيات المشروعة في الإسلام. وقد استندت هذه الفتاوى إلى الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على الصبر في الأوقات العصيبة وتجنب إيذاء النفس، حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا الصَّبْرُ عِندَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى". هذه الأحاديث تساهم في توجيه المسلمين إلى كيفية التعامل مع المصائب بشكل أكثر هدوءًا.
التحذيرات من التأثير النفسي والجسدي
من الناحية النفسية، يشير العلماء إلى أن لطم الخد قد يكون له تأثيرات سلبية على الصحة العقلية. إذ قد يعزز من مشاعر العجز والحزن المفرط بدلاً من أن يساهم في معالجتها. إضافة إلى ذلك، قد يؤدي هذا الفعل إلى أضرار جسدية إذا تم بشكل عنيف. لذلك، ينصح العلماء بتجنب أي تصرفات قد تؤذي النفس جسديًا أو نفسيًا في أوقات الضيق.
التوجيهات الإسلامية: الصبر والاحتساب
الإسلام، بحسب الفتاوى، يشجع على الصبر والاحتساب في مواجهة الأزمات. يتضمن ذلك اللجوء إلى الدعاء والتوجه إلى الله طلبًا للراحة والسكينة. كما أن الإسلام يوجه المسلمين إلى ممارسة الصبر مع التزام السلوكيات التي تحافظ على كرامتهم النفسية والجسدية، مثل التقرب إلى الله بالصلاة والذكر.
على الرغم من أن لطم الخد كان يُعتبر في الماضي وسيلة للتعبير عن الألم، إلا أن الفتاوى المعاصرة تؤكد على ضرورة تجنب هذا السلوك، والالتزام بأساليب إسلامية أكثر رحمة وصبرًا.
بعض الأدعية التي يمكنك الدعاء بها طلبًا للمغفرة:
اللهم اغفر لي ولأمي وأبي ولأهل بيتي وللمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات.
اللهم إني أسالك مغفرتك ورحمتك، وأسألك أن تتجاوز عن سيئاتي، وتغسل خطاياي ببحر رحمتك.
اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني.
اللهم اجعلني من أهل المغفرة، واغفر لي بفضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، واعف عنّا واغفر لنا وارحمنا.
اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عدل في قضائك، أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تغفر لي.
اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي.
اللهم أنت عفو تحب العفو فاعف عني.
هذه الأدعية تحمل معاني الرجاء والطلب من الله بالمغفرة والرحمة، وتساعد على التوجه إلى الله بخشوع وتواضع في أوقات الحاجة.