رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

كلمة حق

خمسون عاماً من التخبط فى التعليم، خمسون عاماً من الفشل فى العملية التعليمية فى مصر، تجارب قاسيةً عانى منها الطلاب والأسر المصرية أشد معاناة، فمره نلغى الصف السادس الابتدائى ومره أخرى نعيده دون مبرر للإلغاء أو العودة، ومرة اخرى نقرر أن تكون الثانوية العامة على سنتين ومرة اخرى نلغيها ونعود لنظام السنة الواحدة، نلغى الامتحان المقالى ونقرر نظام التابلت و البابل شيت ومرة اخرى نلغية لنعود إلى نظام مختلط، تخبط وصل بترتيب الدولة المصرية فى التعليم إلى ذيل القائمة بين دول العالم وكأننا فى جمهورية الموز، كثافة الفصول وصلت إلى أكثر من ٧٠ طالباً فى الفصل الواحد لدرجة جعلت الطالب يعزف عن المدرسة.

وجاءت التعديلات الوزارية الأخيرة وكانت وزارة التربية والتعليم على رأس الوزارات التى شملها التغير وجاءت بوزير شاب غير معروف أو مشهوراً إعلامياً لكنه كان يتمتع بتجربة رائدة فى مجال التعليم الخاص.

لكن ولأن السوشيال الميديا والإعلام قد استحوذت على العقول وغيبتها وأصبحت سلاح فى أيدى أناس لا يعلم نواياهم الا الله.. فمن خلالهم تستطيع أن تشيطن اى شخص أو تجعله إله ….أحد هذه النماذج والوقائع ماصاحب الإعلان عن اسم وزير التربية والتعليم الجديد د. محمد عبد اللطيف، فمنذ الاعلان عن اسم الرجل لتولى حقيبة التعليم، انصب الهجوم على شخصة وقبّل الانتظار إلى نتائج تجربته أو طريقة عمله... ولا أخفيك سرا عزيزى القارئ أننى شخصيا كنت من المستمعين لما يثار حول ناظر التعليم الاول فى مصر، لا يخلو بيت او قعدة عامة او خاصة إلا وتتناول الرجل بانتقادات قاسية، وفى كل مره كنت أضع ايدى على قلبى وأقول بينى وبين نفسى «استر يارب».

ولكن سرعان ما جاء الرد وبدون مجاملة أو مواربة، بتجربة تستحق أن نقف أمامها كثيراً، فوزير التعليم الجديد محمد عبداللطيف، دخل عش الدبابير، بكل المورثات التاريخية الأليمة لهذا الملف من بيروقراطية الى مراكز قوى الى دروس خصوصية الى سناتر الى عجز فى المدرسين... الخ، لان سكان عش الدبابير كثيرون.

وبدأ ناظر وزارة التربية والتعليم مهمتة وتعامل كجراح ماهر فى تشخيص المرض وبدء بسرعة فائقة فى العلاج وتوظيف الآليات الموجودة ( المحدودة) لدى وزارته.

وللأمانة راينا شجاعة يحسد عليها ناظر التعليم الاول فى مصر زى مابيقولوا ولاد البلد « قلبه ميت» حيث بدأ عهده بقرارات ثورية من إلغاء بعض المناهج والمواد، وقرارات أخرى بإضافة مواد الهوية الوطنية من تربية دينية ولغة عربية ودراسات اجتماعية لكل أنظمة التعليم فى مصر، وجعل الحضور إلزامياً بالاضافة الى القضاء على الكثافة فى الفصول.

عزيزى القارئ اطلعت على بيان وزير التربية والتعليم الذى القاه أمام مجلس النواب فى الجلسة الرقابية منذ أيام، واستمعت الى حديثه أمام لجنة التعليم بمجلس الشيوخ.

وكان أبرزها أنه نجح فى القضاء على مشكلة ارتفاع الكثافات الطلابية بنسبة ٩٩%، وحل مشكلة العجز فى أعداد المعلمين الذى كان يمثل عدد (٤٦٠) ألف معلم، حيث تم حلها بنسبة ٩٠%، كما أشار الى استكمال المبادرة الرئاسية لمسابقة تعيين ٣٠ ألف معلم سنوياً، فضلاً عن الاستعانة بالمعلمين بالحصة

وقضى على فوضى الحضور من خلال تطبيق نظام أعمال السنة ووضع ضوابط لها، وإصدار لائحة التحفيز والانضباط المدرسى.

وأعلن عبداللطيف عن إعادة هيكلة المرحلة الثانوية، طبقًا للمعايير العالمية؛ لإتاحة الفرصة للمعلم لتقديم عملية تعليمية جيدة داخل الفصل، بعدد ساعات معتمدة للمواد الأساسية مع ضرورة مواكبة التعليم لسوق العمل الذى يشهد تغيرات متسارعة.

أرقام رائعة وخطوات ستكون لها دلالات إيجابية قام بها الدكتور محمد عبداللطيف، ناظر التعليم الجديد كما أحب أن أطلق عليه لأننى أعتز بلقب الناظر، وللحق فإن هذه الأرقام التى حملها البيان تيقنت من انها قد تحققت على أرض الواقع فى الغالبية العظمى من مدارس دائرتى الانتخابية بالدقهلية ولا تتعجب عزيزى القارئ من كلمة «الناظر» لأنه و بحق كان على عهدى المربى والمعلم، الأب والقدوة، كنا نقف له وأمامه إجلالا وتعظيماً وكانت وزارة التعليم تسمى « نظارة التعليم «.

لا أنكر التطوير والحداثة ومواكبة العصر، بل انا من اشد المنادين بة، لكن كل الامنيات بأن يكون على طريقة الناظر، صاحب المبادئ والقيم التى يغرسها فى طلابه ليقدم لنا جيل يقود مصر الى آفاق عاليه.

تجربة دكتور محمد عبد اللطيف أكدت أن الوزير الصنايعى صاحب التجارب الفاهم الواعى الدارس، واكدت المثل (القائل ادى العيش لخبازه... قصدى لأستاذه) تجربتة تغلبت على موضة الوزير الأكاديمى. 

أثمن هذه التجربة التى بدأت بشائرها فى الظهور، وأشد على يد ناظر التعليم الاول فى مصر د. عبداللطيف، وابعث له برسالة من 120 مواطناً مصرياً وولى أمر... امضى فيما ما أنت عليه فنهجك سيعيد لمصر ريادتها كمنارة يشع نورها لتضئ الشرق وينهل من علمها كل من يريد أن يتعلم فمصر التى تضرب بجذورها فى أعماق التاريخ منذ 7 آلاف عام، أم التعليم وأم الابداع تستحق منا الكثير.

وحتى نكون منصفين، فإن الرجل خاض التجربة بجرأة شديدة ونجح حتى الآن فى أن يعيد للمدارس رونقها والتعليم قدسيته، نجح حتى الأن فى إعادة الثقة فى نفوس أولياء الأمور، استطاع أن يقيم العدل بين المدرسين فى المساواة و فى العمل، نجح فى إعادة الانضباط، وطبق بحزم توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى فى إعداد أجيال قادرة على قيادة مستقبل هذا البلد، وسام الوطنية يستحقه الوزير محمد عبد اللطيف.

ولن تقوم أمه الا بالتعليم فالعلم أعلى منزلة من المال لأنه حافظُ و المال محفوظٌ. كل شيء يرخص إذا كثر إلا العلم, فإنه إذا كثر غلا وارتفع ثمنه. وكما قال الإمام أحمد: «العلم لا يعدله شىء».  وللحديث بقية ما دام فى العمر بقية 

المحامى بالنقض 

رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ