مولود من رحم الوحدة الوطنية.. ما لا تعرفه عن جرجس شكري

من رحم الوحدة الوطنية الأصيلة والراسخة؛ وُلد جرجس شكري العضو الوفدي السابق، بمجلس محلى مركز نجع حمادي، شمال قنا، وأمين صندوق لجنة الوفد بالمركز. 

قبل 2011، كان يخرج  أهالي قرية بهجورة ـ مسقط رأسه ـ  المسلمين قبل الأقباط، لينتخبوه ممثلا لهم في المجلس الشعبي المحلى لمركز نجع حمادي،  وكان العضو الوفدي جديرًا بالثقة التي أولها له الناخبين، تفاعل بإيجايبة مع المشاكل الجماهيرية وقدم العشرات من طلبات الإحاطة والاستجوابات للتنفيذيين بالمركز عن كثير من المشاكل التي يعانى منها الأهالى يوميًا.

لم يكن هذا الرجل بعيدًا  عن الناس كان قريبًا منهم، لذلك حاز على تأيدهم؛ ليمثلهم فى المجلس المحلي لمركز نجع حمادي لدورات متتالية، رغم إنه كان لا يمثل الحزب الحاكم فى ذلك الوقت. 

لم يكن هذا  الرجل يكل أو يمل من المطالبات بتحسين حالة المرافق فى قريته أو في قري المركز ككل، ويتابع ويستمع بنفسه لمطالب المواطنين هنا وهناك. 

كان الناس معتادون على رؤية ذلك الرجل الذي يرتدي الجلباب البلدي، مستقلًا  «الفيسبا» البيضاء الخاصة به، بشكل يومي تقريبًا، يمر ويتابع ويستمع، ويعد بنقل المطالب ويُتابع تنفيذها  أو حلول للأزمات اليومية التي يعاني منها سكان دائرة  مركز نجع حمادي. 

مكنت بساطة شخصية جرجس شكري وتشابكه مع القضايا الجماهيرية وتفهمه لدوره المنوط به في كونه حلقة الوصل بين الأهالى والمسئولين؛ من إنشاء شبكة علاقات واسعة بالعائلات فى قريته والقري المحيطة، خاصة إنه كان يُشارك فى الأفراح والأحزان في القري، ونال حب الجميع رغم اختلاف توجهاته السياسية عنهم. 

تمر فى هذه الأيام ؛ أول شهر نوفمبر، الذكري الثالثة، على رحيل جرجس شكري؛  وقد اعتزل السياسة قبل سنوات من وفاته، ولكنه كان محتفظًا بعلاقاته وارتباطه مع مجتمعه الذي يعيش فيه، إلى أفقده المرض  القدرة الحركة والتنقل،  فكان يستقبل أصدقاءه فى منزله فى بهجورة. 

مطالب تحققت! 

ورغم بساطة هذا الرجل فقد كانت له نظرة مستقبلية نعرفها من خلال نوعية مطالباته فى المجلس المحلي لمركز نجع حمادي فى السنوات التي سبقت 2011، ومن الأمثلة..  فقد كان من المطالبين  بتدعيم مدينة نجع حمادي بكوبري علوي بمدخل المدينة الجنوبي لحل مشكلة التعثر المروري اليومية.

 وكذلك  وإحلال وتجديد وتوسعة مقار  المصالح الحكومية منها سجل مدني نجع حمادي والذي كان فى ذلك الوقت ؛ غرفتين ملحقتين بمركز شرطة نجع حمادي يجاورهم مكتب التجنيد الذي يستقبل أعداد كبيرة من الشباب فضلا عن المواطنين الذين يتوافدون على السجل المدني لاستخراج . 

وقد شهد جرجس شكري تحقق هذه المطالب قبل وفاته، إذ تم إنشاء كوبري علوي، ونقل السجل المدني إلى مقر جديد يستوعب الكثافة. 

ولم يكن الرجل يتواني عن كشف إهدار المال العام فمن أهم طلبات الاستجواب التي تقدم بها، الأسواق التجارية التي أقامتها الوحدة المحلية لمركز ومدينة نجع حمادي فى ذلك الوقت، بالتجمعات السكنية لجمع الباعة الجائلين من الشوارع، وفشل هذا المشروع بسبب الاختيار الخاطئ لمواقع إنشاء هذه الأسواق الصغيرة، وقد هجرت من الباعة وعاودو افتراش الشوارع.