رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

فإنه على الرغم من مساندة كثير من دول العالم لهذا الكيان المحتل المغتصب، سواء دعم بالأموال أو دعما عسكريا بإرسال الأسلحة المتطورة من بارجات وفرقاطات وقنابل تزن الأطنان، ليس هذا وحسب بل وإرسال كتائب نخب مدربة تدريبا دقيقا على كآفة فنون القتال.
إلا أن المغتصب لا يزال على عناده، لا يريد أن يعترف بهزيمته النكراء فى غزة مصانع الرجال، الرجل منهم قدمه تزن آلاف من هؤلاء الصهاينة ومن عاونهم وشايعهم، الطفل الرضيع بألف من رؤوس الطغاة الذين اعتادوا الإجرام وإجرامهم لا يخفى على أحد بل هم يصورون أنفسهم وهم يرتكبون المجازر، إجرامهم بلغ وجاوز المدى، يعدمون الأسرى فى الطرقات ويصورونهم، وهذا ليس بجديد على هؤلاء المرتزقة المجموعين من الشتات، فقد حكى عنهم بعض أسرانا فى أكتوبر وفى سبع وستون، حكوا عن إعدامهم للأسرى ومرور الدبابات عليهم أحياء.
فإنه على الرغم من كل هذه المجازر إلا أن جنودهم يفرون من الميدان مذعورين كما تفر الثعالب أمام الأسود، ليس هذا وحسب بل صرخاتهم تطرب لها الأذان شفاء لما فى الصدور وثأرا لأطفالنا وشيوخنا ونساءنا وعجائزنا ومشافينا.
فلا نامت أعين الجبناء حتى أسراهم قتلوهم خطأ من الزعر والرعب، خاب تصويبهم فخرجوا رافعين الرايات البيضاء إلا إنهم لم يسلموا، حتى خرج الأحياء يتحدثون لا نريد أن نموت بسلاح الجو الذى شاركنا فى تأسيسه.
سطر المقاومون ملحمة سيتغنى بها التاريخ وسيتذكرها بنو صهيون ولن تغيب أبدا عن ذاكرتهم فى جانبين، الأسرى وما لاقوه من حسن معاملة وكرم ضيافة نفوا به إدعاءات قنواتهم الإخبارية من حديثهم عن سوء معاملة واغتصاب، فخرج المفرج عنهم من الأسرى مكذبين رواياتهم، وها هى المظاهرات تعم مدنهم مطالبين بالوقف الفورى للحرب على غزة لا من أجل غزة ولا شعب غزة وإنما من أجل أسراهم وأولادهم فى ما يسمى بجيش الدفاع الذين امتلأت القبور بجيفهم وامتلات المشافى بمصابهم ما بين جريح ومعاق، ليس هذا وحسب بل وامتلأت المصحات النفسية بمن نجا من نيران المقاومة، ولا يزال كبيرهم على عناده وإصراره على اهلاك البقية المتبقية منهم خوفاً منهم على مستقبله السياسى ومحاكمته.
بتهم كثيرة ما بين فساد وتحرش وإهلاك أبناء شعبه.
وعلى الجانب الآخر ما تجرعه الأسرى الفلسطينيون من ظلم وقهر وجور فى سجون الاحتلال فلن ينسوه أبدا.
نعم على الرغم من القصف المستمر ليلا ونهارا إلا أن غزة العزة صامدة محتسبة لن تتخلى عن أرضها ولن تتخلى عن مقاومتها الباسلة تشاهد الواحد من هؤلاء يدفن شهيده بجلد وصبر واحتساب وهذا يزيد المقاومة إصرارا على دحر ونحر هذا الغازى المغتصب للأرض.
يخرجون لهم من كل مكان فى أكمنة، من تحت الأرض، بنادقهم القناصة تحصد الأرواح عبواتهم الناسفة تدمر حصونهم الذين يظنون أنها ستمنعهم من أمر الله، لكن هيهات هيهات أمام الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، المؤمنون بحقهم فى الدفاع عن شعبهم الذى حملهم الأمانة، أمانة الدفاع عن مقدراتهم وحماية أعراضهم ولم لا وهم جزء لا يتجزأ عنهم فهم إخوانهم وأبناؤهم وأعمامهم وأخوالهم وأقاربهم وأصهارهم.
فكان حقا عليهم أن يتحملوا الأمانة، ليس هذا فقط بل حملوا أمانة الدفاع عن مسجدنا الأقصى الذى هو شرف كل مسلم ومن هنا أصبحت المقاومة تاجا على رؤوس العرب والمسلمين جميعا، لماذا لأنهم أجبروا العالم أجمع على احترامهم واحترام قضيتهم العادلة، بل وجعلت الشعوب ترغم حكامها بالاعتراف بحق الشعب الفلسطينى فى الدفاع عن نفسه فملأت المظاهرات ربوع العالم حاملة أعلام فلسطين ولافتات تندد بجرائم الإحتلال ضد شعب أعزل لا يمتلك شيئ، بلا مأوى، بلا طعام، لا شراب، لا حتى كفن يكفنوا فيهم شهدائهم.
نعم ودون تردد نقولها وينبغى على الجميع أن يرددها معنا، أصبحت غزة على الرغم من الإبادة الجماعية إلا إنها أصبحت وقادتها كابوسًا للصهاينة، يحلمون بهؤلاء الأشباح التى تطاردهم وتؤرق مضاجعهم، وتجعلهم يفقدون إحساسهم بوجودهم، بل وتجعلهم يحتاجون حفاضات كثيرة ومراتب يضعونها فى الشمس يوميا لما أصابهم من بلل نجس من هؤلاء الأنجاس.
غزة ومقاومتها الباسلة وانفاقها وسلاحها محلى الصنع ومنصات صواريخها التى جعلت صافرات الإنذار تدوى فى أنحاء إسرائيل وتقطع اجتماعاتهم وتخرجهم من دورهم لا ليس لهؤلاء ديار بل هؤلاء مستوطنون محتلون، تخرجهم من فوق الأرض وتسكنهم باطنها خوفا من هذه الصواريخ.
نعم غزة باتت كابوسًا يؤرق كل صهيونى مغتصب مرتبك.
نعم غزة العزة والكرامة أضحت كابوس يؤرق مضاجع هذه الحكومة الهشة، وهذا الكيان الهالك المتهالك، كابوس يؤرق اديرتهم وحاخاماتهم وكنستهم الواهى.
يؤرق موسادهم وشوباكهم.
صدق فيهم قوله تعالى
«تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى»
وسيظل الملف مفتوح وسيظل القلم ومداده أحياء ما حيينا وسندافع بكل ما اوتينا من قوة عن قضيتنا العادلة، ننتصر أو ننتصر.

أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان