قفزة هائلة فى أسعار الأضاحى مع اقتراب العيد (2)
صكوك الأوقاف والجمعيات الخيرية.. أمل الفقراء
استكمالاً لملف قفزة هائلة فى أسعار الأضاحى، حيث تناولنا فى تحقيق أمس ارتفاع أسعار اللحوم القائمة بأسواق الماشية العامة، مع اقتراب عيد الأضحى المبارك.
حيث سجلت أسعار اللحوم البقرى «القائم» 175 جنيهاً، و155 جنيهاً للجاموسى، بينما تراوحت أسعار الأغنام والماعز ما بين 200 و240 جنيهاً للكيلو، فى المقابل طرحت الحكومة عبر وزارتى الزراعة والتموين أضاحى بتخفيضات تصل لـ40%، بالإضافة إلى مساهمة مشروع البتلو فى تخفيض جزئى لأزمة اللحوم.
واليوم نستعرض بعض الحلول التى لجأ إليها المواطنون للتغلب على ارتفاع أسعار الأضاحى وحفاظاً على استمرار شعيرة الهدى، عبر الاشتراك فى صكوك وزارة الأوقاف والجمعيات الخيرية، كما رصدنا مدى شرعية أضاحى صكوك الأوقاف والجمعيات، وحكم الشراكة فى الأضاحى التى تضم سبعة أفراد، و«الجلالة» التى تتغذى على «القمامة»، كما نكشف فى السطور التالية عن علامات يتعرف من خلالها المواطنون على مظاهر «اللحوم الفاسدة».

تنفذ وزارة الأوقاف، بشكل سنوى، مشروع صكوك الأضاحى بالتزامن مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك، والذى يستهدف الأسر الأولى بالرعاية فى ربوع مصر المحروسة، بدعم من مؤسسات الدولة المصرية، وتسعى الأوقاف من خلاله إلى توصيل اللحوم كاملة إلى الأسر الأولى بالرعاية وتحويل كامل المبلغ إلى الأضاحى ثم إلى لحوم لصالح الفقراء، مع عدم تحميل المشروع أية مصروفات أو خصومات إعلانية أو إدارية.
وأوضح إبراهيم منجد، مدير عام شؤون مديريات وزارة الأوقاف، حقيقة ما يتردد حول صكوك الأضاحى، وأنها لا تصل إلى مستحقيها أو أنه يتم التحايل عليها فى عمليات الصرف، وقال: «إن صكوك الأضاحى توزع لحوما كاملة بالتعاون بين مديريات الأوقاف بالمحافظات ووزارة التضامن الاجتماعى وفقا لبيانات الأسر الأولى بالرعاية لدى التضامن التى تحدث شهريا».
وأضاف أن أى متبرع بثمن صك أضحية يتم ذبح أضحية بالوكالة عنه، وتذبح الأضاحى فى مجازر محافظة أسوان بالنسبة للمستورد من دولة السودان، أما بالنسبة لصك اللحوم البلدى تذبح بمجزر البساتين، وتقطع وتجمد فى الثلاجات التابعة للمشروع طبقا للمواصفات القياسية، ثم توزع على مديريات وزارة الأوقاف بجميع محافظات الجمهورية، وتوزع وفق بيانات قاعدة بيانات الأسر الأولى بالرعاية بوزارة التضامن.

وأوضح الفرق بين صك الإطعام وصك الأضحية، قائلا: إن صك الإطعام يكون على مدار العام وتنفذه وزارة الأوقاف، ويكون على هيئة سلع غذائية ولحوم ودواجن مجمدة، ومبلغه 400 جنيه فقط، أما صك الأضحية فهو عبارة عن أضحية كاملة يشارك المضحى فى ثمن سُبع فى الأضحية، على حسب نوع الصك مستورد بــ6 آلاف جنيه، وبلدى بـ8500 جنيه، ولا يكون غير لحوم حية تم ذبحها بالوكالة عن صاحب الصك الذى قام بشرائه، ويتم توزيعه من خلال اللجان المشكلة من كل مديريات الأوقاف ومديريات التضامن الاجتماعى بالمحافظات وديوان عام المحافظة فى كل محافظات مصر.
وأضاف المسؤول عن مشروع صكوك الأضاحى بالأوقاف، أن وزارة الأوقاف تنفذ المشروع بالتعاون مع وزارتى التموين والتجارة الداخلية والتضامن الاجتماعى ومؤسسات الدولة المعنية بشئون الأسر الأولى بالرعاية منذ العام 2015، وهو مشروع وطنى إنسانى خدمى تطوعى ليس الهدف منه الربح المادى.
وأشار إلى أن مشروع صكوك الأضاحى من أهم المشروعات الخدمية والاجتماعية التى تحقق التكافل المجتمعى والأهداف الاستراتيجية للدولة فى التوسع فى نطاق الحماية الاجتماعية، خاصة فى ظل الحرص على توفير الاحتياجات الأساسية للفئات الأولى بالرعاية والأسر الأكثر احتياجاً، وإيصال المساعدات إلى مستحقيها فى كافة المحافظات.
وأشار مدير عام شؤون مديريات وزارة الأوقاف، إلى أن حصيلة صكوك الأضاحى خلال العام الأول 2015-2016 بلغت 30 مليون جنيه وتم توزيع 438 طن لحوم، وفى العام الثانى 2016-2017 بلغت 50 مليون جنيه، وتم توزيع 550 طن لحوم على الأسر الأولى بالرعاية.

وأضاف أنه فى عام 2017-2018 بلغت حصيلة صكوك الأضاحى 64 مليون جنيه، وتم توزيع 678 طن لحوم، وفى عام 2018-2019 بلغت حصيلة صكوك الأضاحى نحو 105 ملايين جنيه، وتم توزيع 1105 أطنان لحوم، وفى العام 2020-2021 تم تحصيل 142 مليون جنيه، وتم توزيع 1453 طن لحوم على الأسر الأولى بالرعاية.
وأوضح أنه فى العام المالى 2017-2018، بلغت حصيلة مشروع صكوك الأضاحى أكثر من 64 مليون جنيه، وتم توزيع 678 طن لحوم على الأسر الأولى بالرعاية، وفى العام 2018-2019، تم تحصيل 105 ملايين جنيه، وتم توزيع 1105 أطنان لحوم، وبلغ إجمالى عدد المستفيدين من مشروع صكوك الأضاحى والإطعام حتى تاريخه أكثر من تسعة ملايين أسرة من الأسر الأولى بالرعاية.

كما أكد أن مشروع صكوك أضاحى وإطعام الأوقاف قد حقق العام الماضى أعلى عائد فى تاريخه بإجمالى 291 مليون جنيه، بزيادة أكثر من 77 مليون جنيه عن العام قبل الماضى.
وأكد «منجد» أن مشروع صكوك أضاحى الأوقاف تلقى ثقة عالية من المجتمع المصرى ويحصل على إسهام غير عادى من الجمهور من خلال الدعم والتبرع لصالح المشروع الوطنى، حيث يحقق المشروع كل عام زيادة فى التحصيل عن العام السابق.
وطرحت جمعية الأورمان، صكوك الأضاحى بـ«التقسيط» تحت إشراف مديريات التضامن الاجتماعى بمحافظات الجمهورية، بغرض توزيع أكبر كميات من اللحوم على الأسر الأولى بالرعاية، بمبلغ 540 جنيها كقسط شهرى.
وأكد اللواء ممدوح شعبان، مدير عام جمعية الأورمان، أن لدينا 4 أنواع من الصكوك وهى «صك مستورد صغير» بقيمة 6700 جنيه، ويمكن تقسيطه ليدفع المتبرع 765 جنيها فى أول مرة، ثم يدفع 540 جنيه شهريا لمدة 11 شهرا، و«صك مستورد كبير» بقيمة 7900 جنيه ويدفع المتبرع 975 جنيها فى أول مرة، ثم يدفع 630 جنيها كل شهر لمدة 11شهر، و«صك بلدى كبير» بقيمة 11700 جنيه، ويدفع المتبرع 2465 جنيها فى أول مرة، ثم يدفع كل شهر 840 جنيها لمدة 11 شهرا، و«صك بلدى صغير» بقيمة 9805 جنيهات ويدفع المتبرع 1885 جنيها فى أول مرة، ثم يدفع كل شهر 720 جنيها لمدة 11 شهرا.

وأوضح مدير عام جمعية الأورمان، موقف الشرع الحكيم حول «شراء صك الأضحية بالتقسيط»، قائلا: إن دار الإفتاء المصرية أصدرت فتوى رقم 273 لعام 2012 تؤكد أن شراء صك الأضحية بالتقسيط جائز شرعًا ولا حرج فيه، ولا يؤثر ذلك فى قبولها عند الله تعالى ولا فى حصول الأجر والثواب عليها، وقد ورد فى السنة نحو ذلك فيما أخرجه الدارقطنى فى «سننه» عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَسْتَدِينُ وَأُضَحِّى؟ قَالَ: «نَعَمْ، فَإِنَّهُ دَيْنٌ مَقْضِيٌّ».
الحكم الشرعى فى الصكوك و«الشرك والجلالة»

يزداد الجدل حول شرعية صكوك الأضاحى والأضحية الشرك والجلالة كل عام بالتزامن مع قرب عيد الأضحى المبارك، ويسأل المواطنون عن جواز شراء الصكوك وحقيقة وصولها إلى مستحقيها من الفقراء والمساكين والأسر الأولى بالرعاية، أم أنها تضيع فى طرق أخرى بعيدة عن أهدافها التى يتبرع الناس للجمعيات والوزارات المعنية من أجلها.
أوضح الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، حكم الأضحية الشرك فى الشرع، قائلا: «بالنسبة للإبل والبقر والجاموس فهى جائزة على ألا يتجاوز العدد سبعة أفراد، أما الماعز والضأن لا يجوز فيهما الشرك ولا يقبلان الشرك، ويمكن للإنسان أن يُضحى عن نفسه وأهل بيته «الأسرة فقط الزوج والزوجة والأبناء» بالماعز والضأن ولا يُشرك أغرابا فى الأضحية».

وأضاف الدكتور أحمد كريمة أنه يمكن للأغراب من غير الأهل أو الإخوة والأعمام والأخوال وغيرهم من عامة المسلمين المشاركة فى الأضحية الشرك من «الجاموس أو البقر أو الإبل» على ألا يتجاوز العدد سبعة أفراد.
وأضاف الدكتور محمد على أن بعض الجمعيات غير موثوق فيها ولا توصل صكوك الأضحية إلى مستحقيها، وإن أوصلت 25% منها يكون "كتر خيرهم"، موضحا أن صكوك وزارة الأوقاف بالتعاون مع وزارة التضامن سليمة 100% وتصل إلى مستحقيها، أما بعض الجمعيات الخيرية تعلن عن صكوك الأضاحى بمشاركة وزارة معنية فى هذا الشأن تتلاعب فى عملية توزيع الصكوك على المستحقين.
وأكد أن 90% تقريبا من الجمعيات التى تجمع تبرعات من المواطنين عن طريق التليفزيون، لا توزع الصكوك على المستحقين، لافتا إلى أن الصكوك التابعة للدولة المصرية سواء مطروحة من الأوقاف أو التضامن أو تحت إشراف رقابة الدولة فهى ليس عليها غبار لأنها تخضع إلى رقابة شديدة وصارمة، ولكن المشكلة تكمن فى الجمعيات الخيرية الخاصة، التى تتلاعب بمشاعر البسطاء، فتجعلهم يتبرعون ثم تسرق معظم تبرعاتهم.

احترس.. اللون والجلد والرائحة.. علامات كشف «الفاسدة»
تضع مديريات الطب البيطرى بمختلف محافظات الجمهورية، العديد من الإجراءات للتفتيش على اللحوم المستوردة والمحلية المعروضة بالأسواق ومحلات الجزارة، حفاظا على الصحة العامة للمواطنين، بالتزامن مع ظهور أساليب كثيرة لغش اللحوم، خاصة فى عيد الأضحى المبارك.
أوضح الدكتور علاء عبدالعال، رئيس مديرية الطب البيطرى بمحافظة الجيزة، إجراءات التفتيش على اللحوم المستوردة والمحلية فى الأسواق بالتزامن مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك، قائلا: «إن مديريات الطب البيطرى بالتعاون مع مباحث التموين وشرطة الأحياء وشرطة المسطحات المائية تضع برنامج عمل قبل قدوم عيد الأضحى بشهر على الأقل، ويشمل البرنامج التفتيش على ثلاجات حفظ اللحوم المستوردة، من حيث الصلاحية وسلامة الثلاجات، إلى جانب التفتيش على محلات الجزارة التى تعرض اللحوم المستوردة والبلدى والهايبرات».

وأضاف الدكتور علاء عبدالعال أن اللحوم البلدى لها مواصفات مهمة، يجب على المواطنين معرفتها، ومنها: ضرورة وجود أختام المجازر الحكومية على البدن الخارجى لجسم اللحوم، والذى يشمل اسم المجزر ويوم الذبح ونوع اللحمة «صغيرة، كبيرة، بقرى، جاموسى»، مؤكدا أن بيانات الختم يعرفها الطبيب البيطرى، ومن خلالها يحدد مدى صلاحية اللحوم للاستهلاك المحلى، وما إذا كانت فاسدة وجودة اللحم وعمرها، وفى حالة وجود مخالفة فى اللحوم تُصادر ويتم عمل محاضر قانونية تُحال إلى النيابة المختصة.

وأشار رئيس مديرية الطب البيطرى بمحافظة الجيزة، إلى أن المجازر الحكومية تستقبل المواطنين خلال فترة عيد الأضحى بالمجان لذبح الأضاحى، مع توفير المادة السرية لأختام اللحوم وزيادة أعداد الأطباء البيطريين والعمل على مدار 24 ساعة.
وأشار إلى أن المحافظة تجدد سنويا قرار فتح المجازر أمام الأهالى للذبح بالمجان، على شرط جلب جزار مع المضحى للقيام بعملية الذبح، حفاظا على البيئة من التلوث والقضاء على ظاهرة الذبح العشوائى فى الشوارع.
ودعا المواطنين إلى شراء اللحوم من أماكن معروفة وآمنة، وعدم التعامل مع جزارى الشوارع، والذين يمكن أن تكون اللحوم المعروضة لديهم غير صحية أو فاسدة، مؤكدا أهمية أن تكون اللحوم مختومة بأختام المجازر الحكومية وظاهرا عليها بيانات الذبيحة كاملة.

وأوضح أن هناك علامات ودلائل يجب أن يعرفها المواطن، لمعرفة إذا ما كانت اللحوم المذبوحة خارج المجازر والمعروضة فى الأسواق والشوارع العامة «سليمة أم فاسدة»، وهى: أن يكون بدن الذبيحة «طبقة جلد على اللحم» موجود على جسم اللحمة من الخارج ويحمل الأختام الحكومية الرسمية غير المقلدة، موضحا أن الختم الدائرى يُشير إلى أن اللحوم «صغيرة»، أما الختم المربع يشير إلى أن اللحوم «كبيرة فى السن»، بالإضافة إلى لون اللحمة ورائحتها الطبيعية «اللحوم البلدى تكون رائحتها مريحة» ومنها تعرف إذا كانت اللحوم طبيعية وصحية أم فاسدة، معقبا: «المواطن عليه دور كبير فى عملية التوعية والتعامل مع الجزارين المعروفين الأمناء».
وأضاف أن هناك قرارا بتنظيم عملية نقل جلود الأضاحى، مؤكدا أنه يتم تقديم طلب تصريح لنقل الجلود بطريقة سليمة وآمنة، ويمنح التصريح بناء على قرار المحافظ من هيئة الطب البيطرى، وهناك قرار سنوى من المحافظ بمنع الذبح فى الشوارع، وفرض غرامة 5 آلاف جنيه على المخالف، وذلك خلال العام الماضي.


