رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

شاهدت مع الملايين لحظات الفوضى المرعبة لاستلام نادى الزمالك لكرة القدم بلقب كأس الكونفدرالية الأفريقية.. وشاهدت مع الملايين لحظات النظام المبدع فى تكريم المدرب الألمانى لنادى ليفربول الإنجليزى.. وتحسرت على حالنا الذى يسر كل عدو ولا يرضى كل حبيب!

ومنذ أيام ثارت مشكلة الزحام الشديد فى جنازات وسرادق العزاء للشخصيات المعروفة من المشاهير الفنانين وأسرهم، بسبب المنظر البشع لتزاحم عشرات الأشخاص المجهولين لتصوير الفنانين بأجهزة الموبايل بدعوى انهم صحفيون أو مراسلو مواقع إلكترونية وإعلامية!

ولا يختلف ذلك عما يحدث فى المهرجانات الفنية والسينمائية عندما تتحول بوابات الدخول إلى ساحات حرب يحتاج الضيوف فيها إلى دروع حتى يتمكنوا من الدخول، وقد شاهدنا كثيرًا مثل هذه المناظر المسيئة!

والحقيقة أن هذه المآسى التى تحدث فى المناسبات الكروية والفنية ومراسم العزاء لا تختلف كثيرًا عن الزحام الفوضوى فى المرور بالشوارع.. ولا تختلف عن فوضى الغناء ولا عن فوضى الحصول عن الخدمات، ولا عن فوضى الأفراح ومواكب الزفاف فى الشوارع، ولا عن فوضى حجز شقق الإسكان وتوقف مواقع الحجز ثم ظهور عشرات الشقق التى تم حجزها على التواصل الاجتماعى بزيادة عن سعرها بدون متابعة أو مراقبة أو محاسبة.. هذا غير فوضى أكوام الزبالة ومخلفات البناء حتى تحولت شوارعنا إلى خرابات!

فى المقابل الدولة تنفق مليارات الدولارات على الرياضة والخدمات والإسكان وحتى على إنتاج أعمال فنية ترقى للعالمية.. ثم نأتى فى لحظة مثل لحظة تسليم نادى الزمالك لكأس قارى مهم تشاهده كل دول قارة أفريقيا والدول العربية فى أسيا وتحدث هذه الفوضى السيئة والمسيئة للرياضة المصرية.. بينما أصغر دولة فى المنطقة استطاعت تنظيم كأس العالم بلا فوضى.. فقط لأنها تعاملت باحترافية وجاءت بشركة تنظيم محترمة لا تجامل أحدًا ولا تعطى تصاريح مجانية لكل من هب ودب لدخول الملعب!

وما حدث ليس فقط إساءة للسمعة والصورة العامة للدولة بل لمواردها المادية التى انفقتها فى الفرق الرياضية وملاعب كرة القدم ثم فى لحظة يتحول هذا الملعب الذى كلف الدولة مليارات الدولارات إلى ساحة شعبية فى أصغر قرية!

ولن أقول يجب محاسبة ما حدث من فوضى لأن وزير الشباب والرياضة كان حاضرًا.. ومن مسئولياته هو المحاسبة.. هذا إذا أراد أن يفعلها بدون مجاملة أحد!

وأرى مرة أخرى.. لو أنفقت الدولة هذه المليارات على التعليم والصحة والطرق أفضل ألف مرة من اضاعتها، وإضاعة جهود الحكومة فى أشياء لا طائل منها فعليًا.. وصدق الرئيس السيسى فى تعليقه على مسألة إهدار ملايين الدولارات على المدرب الأجنبى لمنتخب كرة القدم.. والنتيجة واحدة!

[email protected]