رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

لا نحتاج الكلام عن تاريخ المسرح القومى المصرى، ولا عن المسرحيات العظيمة التى ُعرضت على خشبته، تأليفًا وإخراجًا وتمثيلًا، وديكورًا وإضاءة، ولا حتى عن الأساتذة الكبار الذين أداروه واكتشفوا مواهب فريدة، وقدموا تجاربًا مسرحية ثرية.. كانت إضاءات فكرية وفنية أنارت الطريق لأجيال من المسرحيين والجمهور كذلك.. ولكن نحتاج الحديث عن مسرح يقال إنه قومى الآن يهدر تاريخه تحت أقدام الهواة والموهومين!

المسرح القومى ليس مجرد خشبة نملؤها بأى شيء ولا بأى عرض ولا بأى جمهور.. لأنه ضمير الأمة وفكرها وثقافتها.. ومن حق الجمهور علينا أن نعرض له ما يثرى عقله ووجدانه، ومن حق الزائر العربى أن يطلع على ثقافة مصر وروحها من خلال مسرحها القومى.. فهل ما يقدمه المسرح القومى بمستوى المسرح القومى أو يليق به ولا بتاريخه؟!

ولا شك لسنا ضد المواهب ولا المحاولات المسرحية ولكن ضد أن تكون هى الواجهة الأمامية لروح مصر وثقافتها.. والدولة مشكورة ما زالت متمسكة بالإنفاق على عدد كبير من المسارح بأنواعها الكثيرة منها الكوميدى والشبابى والاستعراضى وحتى العروض التجريبية والطليعية، صحيح ليس بسخاء ولكن بالحد الذى يسمح بتقديم أجيال تحاول أن تقدم نفسها للجمهور.. أما ما يعرض على المسرح القومى ومنذ فترة حقيقة، فهى عروض لإهدار المال القومي!

هيئة المسرح أو البيت الفنى، أيا كان مسماها، تعيش فى أزمة قيادة وأزمة كوادر تتصرف فى مالا تملك لمن لا يستحق، ومن لا يعترف بذلك فهو المستفيد الوحيد من هذه الازمة.. ويحرص أن يبقى الوضع على ما هو عليه من إفلاس فكرى وفنى.. المهم أن يغتنى هو!

 وليس من المعقول ولا المنطق أن يكون لدينا واحدة من أقدم الاكاديميات الفنية فى الشرق الأوسط وأفريقيا، إن لم تكون الاقدم، خرجت أجيال من المسرحيين فى كل مجالات المسرح بما فى ذلك النقد.. وتكون لدينا هذه العروض الهزيلة على مسرح نقول عنه إنه المسرح قومي!

ولو واحد من المسئولين احتكم إلى ضميره وليس إلى منصبه ولا كرسيه ولا إلى البدلات والحوافز التى يصرفها من المال العام ويجيب بحق.. هل هذا هو المسرح القومي؟!

[email protected]