رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لغتنا العربية جذور هويتنا

ينبغى أن نرجع إلى تاريخ العرب القدماء، وليس العرب الذين عاشوا قبيل البعثة النبوية، وبعدها، نرجع إلى أولئك الذين يمتد تاريخهم إلى ما قبل الإسلام بقرنين أو ثلاثة قرون. بل يمتد إلى عصور سحيقة، إلى الأمم الهالكة أو البائدة، أو ما تحدث عنهم القرآن الكريم فى حديثه عن القرون، وإهلاك الأمم من أمثال: عاد، وثمود، وطسم، وجديس، وممن يمتد تاريخهم امتداداً بعيداً فى أعماق التاريخ، وقد عاصروا الحضارت القديمة فى مصر القديمة، وفى دول ما بين النهرين فى العراق، مع ما يكتنف تاريخ هؤلاء وأولئك وأخبارهم من غموض، وانقطاع، واختلاط بالأساطير، بسبب من ندرة الآثار الدالة عليهم، والنقوش، والمخربشات الكاشفة عن حياتهم، برغم جهود الباحثين والمنقبين، وقد وردت فصول عنهم فى كتب التاريخ العربية تتضمن أخبار العرب فى الجاهلية، من أهمها: 
تاريخ الطبرى، ومروج الذهب للمسعودى، والبداية والنهاية لأبى الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشى الدمشقى، تحقيق ومراجعة وتعليق عبدالعزيز النجار، دار الغد العربى، القاهرة 1991، وتاريخ ابن خلدون، وفصول رصدتها مجلدات يونانية ورومانية، وذرات جاءت فى التوراة، وبقايا آثار بابلية وآشورية، وكلها لا تلقى الضوء الكافى على التاريخ الجاهلى القديم، ويفوقها بطبيعة الحال ما جاء فى القرآن الكريم، من آيات، وسور عن العرب البائدة، والباقية معا، وتصوير ما كانت تعج به حياتهم من حضارة مزدهرة، برغم قيامها على قاعدة قبلية قوية، وصلت عن طريقها أخبار العرب وأيامهم وأعلامهم، وبخاصة فى الجاهلية الثانية، حيث توحدت لهم لعة أدبية على ألسنة الأدباء والشعراء، سنت دستوراً خالداً هم (الشعر ديوان العرب) وتوحد لها خط عربى على أساس واحد، وبدا العرب فى جاهليتهم التى لاتعنى الجهل فى شعبتين كبيرتين هما:
العدنانيون والقحطانيون. أما العدنانيون فمنهم معد، ونزار، وينقسم العدنانيون إلى فرعين هما: ربيعة ومضر، أما ربيعة فمنها: عنزة، ووائل، ونمر، ومن وائل بكر وتغلب.
أما مضر فمنها: قيس عيلان، وتميم، وضبة، ومدركة، ومن مدركة: هذيل وخزيمة، ومن خزيمة: أسد، وكنانة، وفهر قريش.  
أما القحطانيون، فمنهم: يعرب ويشجب وسبأ وحمير، وكهلان. أما فرع كهلان فمنه: طىء، ولخم، وجذام، ومراد، وكندة، وهمدان، ومذحج، والآزد، ومن الأزد: الأوس والخزرج، ومازن «غسان».  
أما حمير فمنها قضاعة، ومن قضاعة: بلى، وجهينة، وكلب، وعذرة، وجرم، بفتح الجيم. هكاذا كان انتشار العرب قديما. 
فى فضاءات هذا الكم البشرى نمت اللغة العربية، وسادت، بقواعدها وأسسها النابعة من الذائقة العربية الصافية فى البادية، أفاض فى الحديث عنها كتاب دراسات لأسلوب القرآن الكريم لمحمد عبدالخالق عضيمة. قال: وفى هذه الدراسات دفاع عن النحو، فما أكثر ما رمى النحاة بأنهم سرقوا النحو الإغريقى، أو سرقوا النحو اللاتينى، فبينت هذه الدراسات أن القواعد التى وضعها النحويون إنما تتمثل فى أسلوب القرآن الكريم، وقراءاته، وبذلك أبرئ ساحة النحويين من هذا الاتهام الغاشم الظالم.
رمانى بأمر كنـت منه ووالدى بريئا ومن جل الطوى رمانى 
ويؤكد المستشرقون احتفاظ اللغة العربية بعناصر قديمة ترجع للسامية الأم، أكثر من احتفاظ أى لغة سامية أخرى، كظاهرة الإعراب، وبعض الصيغ، ونظرا لشيوع الأمية ندرت النصوص الواصلة إلينا، ووصلتنا لغة قريش بلهجاتها، وبلغة أدبية موحدة بين القبائل جميعها 
ويواصل اللسانيون العرب التعريف بالعلوم اللسانية المزدهرة فى اللغة العربية بعامة بين:
نفسية، واجتماعية، وبيولوجية، وطبية، وتشريحية، وزراعية، ودوائية، وفلكية، ورياضية، وطبيعية، وكيميائية، فى جملة اهتمامهم الواسع بالترجمات منذ ذلك التاريخ حتى الآن، امتداداً لقرون متتالية من عطاء اللغة العربية.

عضو المجمع العلمى وأستاذ النقد الأدبى بجامعة عين شمس