"خليها تعفن" حملة مقاطعة اللحوم والدواجن تصل سوهاج

دشن نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي بمعظم مراكز ومدن محافظة سوهاج حملات: خليها تعفن، بلاها فراخ، بلاها لحمة، لتهدئة الأسعار التي خرجت عن السيطرة، مؤكدين عبر حساباتهم على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بعد نجاح حملة مقاطعة الأسماك ببعض محافظات الجمهورية، "أصدقائي الأعزاء العيد الكبير قرب والتجار راح يلعبوا لعبة غلو الأسعار مع العلم أن أسعار الأعلاف نزلت نبدأ بحملة مقاطعة اللحوم لمدة شهر من الخميس 25\ 4 حتى 25\ 5، والأسعار هتنزل 50%.. خليك إيجابي مش هانموت في شهر من غير لحوم".

وقال أحد النشطاء أيضا على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: بلاها لحمة بلاها فراخ بلاها بيض الحاجة اللي تغلى متشترهاش شوف الأسماك نزلت 50% الأخوة المسيحيين بيصوموا 55 يوم من غير أسماك أو لحوم أو دواجن أو بيض ولاحاجة حصلت.

وكانت محافظة سوهاج قد شهدت إرتفاع كبير في أسعار اللحوم بشكل غريب من قبل شهر رمضان وحتى الآن وتفاوتت الأسعار من قرية إلى أخرى ومن مركز إلى آخر بنطاق المحافظة ووصل سعر الكيلو من 350 إلى 400 جنيه بالعظم والدهون بعد أن كان يباع قبل تلك الفترة بأيام قليلة من 220 إلى 250 جنيها مما أجبر الكثير من المواطنين وخاصة متوسطي الدخل والفقراء منهم العزوف عن الشراء كما ارتفعت أسعار الدواجن البيضاء من 95 إلى 100 جنيه للكيلو لدى محلات بيع الدواجن بالقرى والمدن والبلدي من 110 إلى 115 جنيها للكيلو رغم انخفاض أسعارها بمحافظات أخرى وكذلك ببعض مراكز سوهاج إلى 83 جنيها .

وانتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي الفيس بوك العديد من الدعوات لمقاطعة اللحوم وعدم الشراء وأكثر الحملات التي انتشرت بصورة كبيرة حملات "خليها تعفن" و" بلاها لحمة " "بلاها دواجن مش راح تموت" وانطلقت المقاطعة من مركزي جرجا والمنشاه حتى شملت كافة مراكز وقرى ونجوع سوهاج وأحدثت صدى وتواصل منقطع النظير وكانت بمثابة مبادرة لاقت قبول معظم السوهاجية وانتشرت كما تنتشر النار في الهشيم للحد من ارتفاع أسعار اللحوم البلدي .

وانطلقت المبادرات في ظل تراجع أسعار الماشية بأسواق سوهاج وركودها لدى المزارعين مع انخفاض أسعار الأعلاف ولو استمرت سوف يتكبد المربين والجزارين خسائر فادحة وعزف المواطنون عن شراء اللحوم البلدية من واتجه العديد منهم إلى شراء اللحوم المستوردة لظروفهم الاقتصادية كما عزفوا عن شراء الدواجن لارتفاع أسعارها الجنوني هي الأخرى خلال الأيام الماضية .

وقال وليد محمد موظف أنه يجب على الجزارين الثبات على سعر معين لكيلو اللحمة خاصة مع تراجع أسعار الماشية في الأسواق وكذلك انخفاض أسعار الأعلاف مشيرًا إلى أنه يجب أن يتماشى سعر كيلو اللحم مع أسعار المواشي الحية لأن الجزار لو باع كيلو اللحمة ب250 جنيها هيكسب لأن كيلو اللحوم قائم لا يتعدى  200 جنيه ولكن الجزارين اعتادوا على الجشع والطمع وكثرة المكاسب ولا يراعوا الحالة الاقتصادية للمواطنين .

وساعد السواد الأعظم من مواطني سوهاج مبادرتي "خليها تعفن وبلاها لحمة وبلاها دواجن" على الإنتشار والاستمرار وامتنع الكثير منهم عن شراء اللحوم من الجزارين وتمسكوا بالمبادرات واتجهوا لشراء اللحوم المستوردة حتى يتم أجبار الجزارين على النزول بسعر الكيلو إلى  250 جنيها كما حدث منذ عامين .

وقال مظهر عبد الرحمن أحد مربي المواشي أن هناك ركود في أسعار الماشية وعجول التسمين عقب إنطلاق هذه المبادرات التي نادت بتخفيض سعر كيلو اللحمة للمستهلك مشيراً إلى أن انخفاض أسعار المواشي جعل المواطنين يطالبون بتخفيض سعر كيلو اللحمة لوجود فارق كبير بين سعر كيلو قائم "صاحي" وبين سعر كيلو اللحم بيع للمواطنين.

وقال بولس ميلاد أن الجزارين اعتادوا على الجشع والطمع في المكاسب الكثيرة جراء رفع سعر الكيلو على المواطنين مشيرًا إلى أن الجزار يحقق أكثر من 10 آلاف جنيه أرباح في الذبيحة الواحدة وأن هدفهم الوحيد هو المكسب الكبير وليس مراعاة الحالة الإقتصادية للمواطنين .

وقال ياسر محمد احمد وكيل مدرسة أنه وكثير ممن يعرفهم التزموا بمبادرات "خليها تعفن" و"بلاها لحمة" وامتنعوا عن شراء اللحوم الحمراء من محال الجزارة لجشع الجزارين ورفع سعر الكيلو إلى 360 و400 جنيه في بعض الأماكن مضيفًا أن تمسك العديد من المواطنين بالمبادرات واتجاههم للحوم المستوردة .

وقال حمدي السيد مربي مواشي إن هذه المبادرات لم تؤثر على حركتي البيع والشراء كثيرا مضيفاً أن هناك ركود في أسعار المواشي وعجول التسمين من قبل هذه المبادرات التي نادت بتخفيض سعر كيلو اللحمة للمستهلك وأن انخفاض أسعار المواشي جعل المواطن يطالب بتخفيض سعر كيلو اللحم لوجود فارق كبير بين سعر كيلو العجل قائم "صاحي" وبين سعر كيلو اللحم بيع للمواطنين مشيرا إلى أن السبب الرئيسي في إرتفاع الأسعار لا يعود على المربي أو المزارع بشئ .

وقال الدكتور مختار جمال أن حملة المقاطعة ستصب في صالح مستوردي اللحوم مؤكداً أنها لن تأتي بنتائج ملموسة لأن الإنتاج المحلي من اللحوم الحية لا يمثل سوى 40% من حجم الاستهلاك والنسبة الباقية للحوم المستوردة وأن الحل يجب أن يكون بتسعير اللحوم وزيادة الإنتاج الحيواني لزيادة العرض فى مواجهة الطلب وهو ما يؤدي إلى تراجع أسعار اللحوم.

وقال جمال ألفي أن المقاطعة ليست حلا وحدها لمواجهة ارتفاع أسعار اللحوم ولكن هناك العديد من الممارسات السلبية التى تؤثر على الإنتاج الحيواني منها ذبح الإناث وهو ما يقلل من معدلات الإنتاج فضلاً عن ثقافة الاستهلاك لدي المواطنين حيث يشتري اللحوم بالكيلو بينما في الخارج يحظرون ذبح الإناث كما يشترون شرائح اللحوم فقط وهو ما يجعل هناك وفرة فى العرض فى مقابل تراجع الطلب ومن ثم تنخفض الأسعار.

وقال الدكتور أحمد محمود رضوان إن اللحوم البلدي تذهب لأصحاب الطبقة المتوسطة والطبقات القادرة بأنواع محددة من اللحوم كالبتلو حيث تُباع بأسعار مرتفعة لكن نسبة كبيرة من الجزارين ليسوا على حق حيث إن التكلفة لا تكون مرتفعة إلى حد رفع أسعار البيع بهذا الشكل ويجب البحث عن حلول جذرية لأزمة نقص الإنتاج الحيواني في مصر.

وقالت سهام علي ربة منزل ان الفقراء يقاطعون اللحوم دون الاحتياج إلى حملات وأن دعوات المقاطعة تحقق نتيجة إيجابية مع الطبقة المتوسطة التي تعاني هي الأخرى نتيجة الحالة الاقتصادية المتردية ولكن يجب إيجاد حلول سريعة لمحاربة غلاء أسعار اللحوم وذلك من خلال فتح مجمعات استهلاكية ومنافذ توزيع اللحوم في القرى والنجوع الفقيرة .

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ردود الفعل الشعبية الغاضبة على ارتفاع أسعار اللحوم البلدية منذ شهر فبراير الماضي وازدادت حدتها خلال شهر أبربل الجاري وعدم قدرة قطاع كبير من أرباب الأسر على شراء احتياجات ذويهم من تلك اللحوم ودعا الشباب إلى مقاطعة اللحوم بعد ارتفاع أسعارها من خلال حملاتهم المتواصلة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار "بلاها لحمة .. خليها تعفن" " بلاها دواجن وبلاها بيض" وأعلنوا أن هدف الحملة خفض سعر الكيلو ليناسب غالبية الأسر السوهاجية وناشد الشباب المواطنين بمواجهة جشع الجزارين بعبارة "ابدأ بنفسك وخليك إيجابي".