رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

ماذا لو وجدت الدولة نفسها فى اتجاه حماية صحة مواطنيها من السمنة.. فهل يجوز لها التفرقة بين المواطنين بسبب هذا المرض العصرى المنتشر؟! وأن تستبعد السمين أو حتى النحيف من حساباتها فى العمل اللائق..

هذا ما حدث بالضبط من وزارة التربية والتعليم فهى تطلب معلمين ٣٠ ألف معلم ومعلمة رغم أن لديها الآلاف من العاملين لديها بالأجر أو بالحصة. وهم بالطبع ليسوا مؤهلين دراسيًا فقط وإنما أيضاً عمليًا ونفسيًا للعمل والتعيين.. ولكن ما حدث هو تلك التصفية الغريبة وأعجب اختبار وإحالة هذا العدد الذى اجتاز الاختبارات الأولية إلى الكلية الحربية لعمل اختبارات صحية ورياضية وضاعت آمال المئات من المتقدمين بسبب السمنة ورفض كذلك الحوامل من السيدات بسبب وزنهن.. شىء غريب لم يحدث فى العالم فماذا يفعل المدرس برشاقته وكيف تحرم سيدة من الوظيفة التى عانت وذاكرت وحصلت على الشهادة من أجلها لمجرد أنها أخطأت حسب حسابات وزارة التربية والتعليم وتزوجت وكمان حملت وهذا الشاب الذى ربما دفعته الظروف الصعبة والرعب من المستقبل فى ألا يجد الوظيفة المناسبة لشهادته الجامعية دفعته إلى تناول الطعام بكثرة علاوة على عدم تحركه بسبب البطالة التى يعانيها فسمن جسده أو حتى بسبب هرمونات العائلة وأصبح بعد هذا الرفض يعانى من سمنته، وكذلك البطالة أو العمل الذى لا يناسب شهادته وطموحه..

وهل الدولة ليست مسئولة عن سمنه مواطنيها ولماذا تعاملهم بهذا التمييز.. بالعكس الدولة عليها مسئولية وهى المتسببة فى انتشار هذا المرض السمنة، حيث كان عليها رفع مستوى معيشة المصريين حتى لا يضطر المواطن اللجوء إلى غذاء غير صحى لسد الجوع.

وهو ما يعيدنا إلى أصل الأمر وهو ضعف دخل المواطن الذى يلجأ إلى طعام غير صحى رخيص الثمن وفى الوقت نفسه مشبع..

أعتقد أن الظروف الصعبة لهؤلاء المعلمين مع وقف التنفيذ دفعتهم إلى التقدم بل والجرى والقفز للحصول على الوظيفة المؤهلين دراسيًا ونفسيًا للعمل بها وأنه لولا الحاجة ما تحركت الأجسام تسابق وتقفز فى كل اتجاه لنيل الرضا والموافقة على منح الوظيفة..

تذكرت وأنا أقرأ الخبر ذكرياتى فى صلاة الجمعة بالمسجد المجاور لمركز الشرطة وهذا الرجل الأربعينى الذى يرتدى البدلة السوداء كان يستعين بمن يساعده فى خلع حذائه بسبب فرط السمنة وتعجبت أيهما أولى باللياقة البدنية.

لقد استطاع الشباب المتقدم للوظيفة للحصول على قرار من هيئة المفوضين توصى بإلغاء قرار استبعاد المعلمين بسبب الوزن الزائد..

وهل هناك عدل أو عقل يقول أن تتم التفرقة بسبب الوزن الزائد، حيث طلبت الوزارة من المتقدمين فى مسابقة ٣٠ ألف معلم اجتياز الاختبار الطبى والرياضى فى الكلية الحربية وتم استبعاد ١٤ ألف مُعلمة ومُعلم من التعيين، ضمن المسابقة بعد اجتيازهم اختبارات الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة، دورات وتدريبات وزارة التعليم. والسبب هو الوزن الزائد.. لا شك أن هناك وظائف أخرى غير التدريس تحتاج إلى الرشاقة والوزن المثالى ومنها بالطبع الوظائف العسكرية ولكن فى التدريس والمدارس ليس مطالبًا بأن يصبح المعلم رشيقًا إلا لو كانت الوظيفة مدرس الألعاب الرياضية وهى المادة التى لا تهتم بها المدارس رغم أهميتها بل هى بداية تحمل الدولة مسئولية حماية المواطن من مرض السمنة والنحافة.. وفى النهاية نقول لوزارة التربية والتعليم الأولى فى التعيين هم من تتفلت من بين أيديهم الحياة فى فراغ وهم ينتظرون بمنتهى الصبر أن ترضى عنهم الدولة وتعينهم فى المدارس لأنهم تعبوا من العمل فى التدريس بالأجر دون تعيين.