رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى نلتقي

محمود مرسى... وما أدراك مَنْ هو محمود مرسي؟

إنه الفنان الفذ صاحب الثقافة الموسوعية الذى أسعد الملايين بأدائه العبقرى، ومازال. وعلى الرغم من مرور عشرين سنة على رحيله، إلا أنه يحتل أكرم ركن فى تاريخ فنون التمثيل فى مصر وعالمنا العربى.

أذكر أن الفنان الكبير نور الشريف قال لى مرة بأسى: (تخيل يا ناصر... محمود مرسى... أستاذى... أستاذ الكل... يجلس فى بيته بلا عمل). كان ذلك فى فترة غاب فيها محمود مرسى عن الشاشة أكثر مما ينبغى.

أما النجم القدير محمود ياسين، فقد ذكر لى فى حوار طويل أجريته معه فى فيلته قبل أكثر من ربع قرن ونشرته آنذاك فى صحيفة البيان الإماراتية... ذكر أن محمود مرسى يعد واحدًا من أهم خمسة ممثلين أضاءوا شاشات السينما والتليفزيون بأدائهم المتفرد.

فلما سألته، ومن الأربعة الآخرون يا أستاذ محمود، قال لي: (إنهم بالترتيب: نجيب الريحانى وزكى رستم ومحمود المليجى وصلاح منصور)، ثم أكد أن مرسى يحتل المركز الرابع ضمن هؤلاء الخمسة الأفذاذ.

فى كتابه الممتع (نجوم السينما المصرية... الجوهر والأقنعة) يضع الناقد السينمائى القدير الأستاذ كمال رمزى عنوانا لمقاله عن محمود مرسى، هو «الأستاذ»، ليبدأ هكذا: (المفروض أن يكون عنوان هذا المقال هو «الغابة»... ذلك أن محمود مرسى بغموضه ورهبته وسحره... بكثافته واستقلاله وطابعه الخاص يذكرك بالغابة... فهو عالم كامل مبهم ومثير... قد يبدو ساكنا من الخارج، لكن ما إن تتوغل فى أحراشه حتى تجد أشكالا وألوانا من الأشجار والكائنات، بعضها مسالم هادئ أليف وطيب ولطيف... وبعضها الآخر عدوانى... وحشى الطباع بالغ الشراسة... يثير الهلع والرعب فى النفس).

انتهى كلام كمال رمزى، ولكن لم يتوقف الحديث عن محمود مرسى الذى رحل فى 24 أبريل عام 2004.

الحق أن ما تركه هذا الفنان المتفرد (مولود فى 7 يونيو 1923) من أعمال سينمائية وتليفزيونية تؤكد الوصف الشامل الدقيق الذى صاغه بذكاء الأستاذ كمال رمزى عن محمود مرسى، ولنتذكر معًا أدواره فى أفلام: (أنا الهارب/ 1962)، وكان أول أفلامه، ثم (الليلة الأخيرة)، و(الليالى الطويلة)، و(الخائنة)، و(الشحاذ)، و(السمان والخريف)، و(شيء من الخوف)، و(زوجتى والكلب)، و(ليل وقضبان)، و(أغنية على الممر)، و(طائر الليل الحزين)، و(حد السيف) وغيرها.

أما إبداعاته التليفزيونية والإذاعية، فتحتشد بمشاهد بالغة الروعة للرجل الذى يبهج أنفسنا كلما رأينا ظله على الشاشة، خذ عندك: (زينب والعرش/ أبوالعلا البشري/ عصفور النار/ سفر الأحلام/ المحروسة 85/ لما التعلب فات) وغيرها.

أذكر أننى اتصلت به مرة تليفونيًا قبل 30 سنة تقريبًا، من أجل إجراء حوار معه، لكنه رفض بأدب وبحسم، حيث قال لي: (معذرة يا بنى... أنا لا أتعامل مع الصحافة).

لكن، بعد ذلك بسنوات، عندما توليت رئاسة القسم الثقافى فى مجلة الصدى الإماراتية، رجوت الأستاذ كمال رمزى، وهو التلميذ النجيب لمحمود مرسى أن يجرى معه حوارًا لأنشره فى المجلة، وقد كان، حيث أنجز حوارًا فريدًا رائعًا.