رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كم أصبحت قيمة الـعيـديّة فى زمن الـتعويم؟

العيدية
العيدية

كم أصبحت قيمة العيديّة فى زمن التعويم؟ هذا السؤال يحتاج إلى إجابة مع التغييرات الكبيرة التي أحدثها الغلاء وتعويم الجنيه، فى السنوات الأخيرة. 

فلا تكتمل فرحة العيد دون العيديّه فهي أهم مظاهر الاحتفال بالعيد وفرحته على الإطلاق؛ العيديه من أجمل مظاهر العيد التي يفرح بها الأطفال ويضعون توقعاتهم لحجم ما سيحصلون عليه ويخططون لإنفاقها من قبل حلول العيد بأيام.

 هذه المنحة القيمة من أيادي الأهل والأقارب الدافئة هي نوع من مشاركة الكبار لفرحة صغارهم بحلول العيد وتجسيد مادي للحب، وهي غالبًا ما تكون مبلغًا من المال. 

أصول تاريخية:

هي عادة عتيقة  وتاريخية، أصلها يرجع إلى عهد الخلفاء الفاطميين في مصر، وقد بدأت منذ عهد الخليفة المعزّ لدين الله الفاطميّ، الذي أراد أن يستميل أفئدة المصريين في مبتدئ حكم دولته لبلادهم.

 فكان يأمر بتوزيع الحلوى وإقامة الموائد، وتوزيع النقود، والهدايا، والكسوة، مع حلول كلّ عيد، على رجال الدولة وعامة الرعيّة، كما كان يهدي بنفسه دراهم فضيّة مخصصة للفقهاء والقرّاء والمؤذنين، مع انتهاء ختمة القرآن الكريم ليلة العيد.

ذكريات كبار السن:

يقول فتحي عبد السميع، 83 عام، كنت أحصل من أبى على (مليم) أو اثنين على الأكثر، وكان هذا مبلغا كبيرا بالنسبة للطفل في وقتها، خاصة حينما يحصل على أضعافه في يوم واحد من أمه وباقي أفراد العائلة، وكنا نستغل هذا المبلغ الضخم في شراء ما يلزمنا من أشياء مهمة، أو حتى غير مهمة، وكنا أيضا نذهب إلى المولد المقام في أيام العيد.

 وهو عبارة عن ساحة كبيرة بها (مراجيح) وألعاب أخرى للأطفال والكبار وبعض الفقرات الاستعراضية مثل الحاوي وغيرها، وكنا أيضا نشترى الحلويات.

 ويستكمل.. لم تكن العيديه قاصرة فقط على الأطفال، بل والكبار أيضا، حتى وإن كانوا يعملون أو متزوجين، فبعضهم يحصل على مبلغ من المال من الأم أو الأب كـ (عيديه) في يوم العيد، كما أن أخذها لم يكن قاصرا على الأهل والأقارب، بل والكبار من الجيران والضيوف من غير الأهل.

وربما لم تتغير المصارف الطبيعية للعيدية قليلا في مظاهرها إلى الآن، ولكن قيمة العيديه ذاتها تغيرت كثيرا تبعا لمرور الزمن.

 كما تقول م. ن 51 عامًا، ربة منزل، في أيامنا هذه أصبحت العيديه حتى للأطفال الصغار لا يجب أن تقل عن 50 جنيهًا  إلى 100 جنيه أما الأكبر قليلا والشباب تصل العيديه بالنسبة لهم من 200 إلى ما أعلي حسب حالة المانح ماديًا، في حين أنني وأنا في سن الشباب كان أكبر مبلغ أحصل عليه هو جنيه أو اثنان على الأكثر.

 رغم تغير طريقة الاحتفال بالعيد عند الأجيال الجديدة من الأطفال والشباب واختلافها مثلا بين أهل المدينة والقرى، تظل العيديه هي المظهر الأهم والباقي حتى الآن.

وتضيف كنا قديما نخرج للتنزه في المدينة ونرى بعض الظاهر المختلفة، إلا أن الشباب اليوم يفضلون السفر إلى أماكن أخرى أو الرحلات إلى الأماكن السياحية. 

وتظل العيديه حتى مع سوء الأحوال الاقتصادية للمصريين من أهم مظاهر الاحتفال بالأعياد والتي يصعب تراجعها أو اندثارها.