رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اتجاه

يُذَكِّرنا يوم 9 أبريل، الذى انقضى منذ أيام ثلاثة، بمرور 76 عاماً على المجزرة البشعة، التى ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق الفلسطينيين من سكان قرية «دير ياسين»، فى العام 1948، وهى مجزرة يمكن القول إنها لم تكن آخر جرائم التطهير العرقى والتهجير القسرى، التى مهَّدَت لإعلان قيام دولة إسرائيل، فى 14 مايو 1948، حين منحها قرار التقسيم رقم 181، الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، فى العام 1947، أكثر من نصف أرض فلسطينى -57.7%- مقابل 42.3% فقط لأصحاب الأرض، حتى أنها طمعت فى أجزاء منها، وبالتالى بدا الانحياز لإسرائيل، كما لو كان رخصة لأن يرتكب جيش الاحتلال حرب إبادة ضد الشعب الفلسطينى، مثلما الحال فى قطاع غزة.
<< لقد توحدت إرادات أكثر المنظمات تطرفاً فى العالم، «الإرجون وشتيرن» الصهونيتان فى تنفيذ المجزرة، عندما شنت المنظمتان هجوماً غادراً، مدعومتين بالآليات المدرعة، للاستيلاء على قرية «دير ياسين»، فجر يوم 9 أبريل 1948، لكنها فوجئت بصمود أبناء القرية، ما دعا المهاجمون اليهود إلى طلب الدعم من عصابة «الهاجاناة»، وكانت تستقر فى مدينة القدس، وبوصول التعزيزات راح اليهود المتطرفون، يطلقون نيران أسلحتهم على السكان، بشكل عشوائى وعنيف، من دون التمييز ما بين الأطفال والنساء والرجال، وتمكنوا من قتل 360 من هؤلاء الأبرياء، بخلاف فظائع التعذيب، الذى وقع على من تبقى من أبناء القرية، فى انتهاك صارخ للمواثيق والأعراف الدولية.
<< ولأن الدولة العبرية قامت على أشلاء ودماء الفلسطينيين، لم تمض أيام قليلة بعد إعلانها، إلا واستهل جيش الاحتلال جرائمه، بارتكاب مذبحة جديدة على أرض مدينة اللد، فى شهر يونيه 1948، عندما طارد الجنود سكانها الفلسطينيين، وحاصروهم داخل البيوت والمساجد، ولم يتوقفوا عن إطلاق النار وإلقاء القنابل اليدوية، ولم يتراجعوا حتى قتلوا أكثر من 400 منهم، فيما تجردوا من كافة المشاعر الإنسانية، أو التقيد بشرف الخصومة فى قوانين الحرب، أو حتى التزامات دولة الاحتلال باتفاقيات «جنيف» لحماية المدنيين، عندما تركوا جثث ضحاياهم، من نساء وأطفال وشيوخ، متراكمة فى شوارع المدينة- حسب دراسات موثقة- لـ10 أيام تحت لهيب الشمس.
<< وكما سبق أن قلنا، إن مجزرة «دير ياسين»، لم تكن آخر جرائم التطهير والتهجير، ذلك أنها واحدة من تاريخ أسود، لمجازر ارتكبتها العصابات الدموية وجيش الاحتلال، قبل وبعد قيام دولة إسرائيل، فقد سبقت هذه المجزرة أحداث عسكرية وسياسية بسبب قرار التقسيم، وما تبعه من حروب ومواجهات، بين أصحاب الأرض «الفلسطينيين» وقوة الاحتلال «إسرائيل»، سبقت إنهاء الانتداب البريطانى على فلسطين، فى العام 1948، غير أن صراعاً عسكرياً وسياسيا جرى، بين منظمة «الهاجاناه» بزعامة بن جوريون، ومنظمتى «إرجون وشتيرن» بزعامة مناحم بيجين، رئيسى وزراء إسرائيل الأوائل، اللذين تنافسا على ارتكاب العمليات الإرهابية، ضد الفلسطينيين فى القدس بالذات.
<< ولطالما كانت المجازر البشرية، هى اللغة الأفقية عند جيش الاحتلال، فإن هذا يفسر عنف الكيان الصهيونى مع الشعب الفلسطينى، حتى قبل أن تقوم دولة إسرائيل وإلى اللحظة، عبر سجل طويل يوثق هذه المجازر، فى كل قرية وفى كل مدينة فلسطينية، تحت الاحتلال أو خارجه، ولن تكون نهايتها العدوان اللا إنسانى، الذى أشاع الخراب والدمار فى قطاع غزة، رضاء لقادة «تل أبيب»- عسكريين وسياسيين- متعطشين للدماء، لم تكتف بشاعتهم لمقتل 33 ألف شهيد و75 ألفاً مصابين، غالبيتهم أطفال ونساء، وعلى إصرار بقتل المزيد من الأبرياء، لكن مع كل ما يحسبونه نصراً هناك، هو هزيمة مدوية، تظل كابوساً مرعباً لشعب إسرائيل.. فى ثوب «طوفان الأقصى».

[email protected]