رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صحتك فى أمان

كما قال القائل «بلد بتاعت شهادات صحيح»، فقد عشنا زمانًا على هذه المقولة وتعشمنا أن «النجاح من أول مرة» هو الأمل، ولكن لا سبيل له إلا برضا بعض الناس عنك الذين لا علاقة لهم بالمذاكرة أو الاجتهاد. فقد ترجو أن تحصل على شهادة النجاح ولكن هيهات هيهات وإن بقيت هذه المهزلة العلمية «Local» فى بلادنا لا ترمز إلى شيء ولا تعنى شيئاً فليس لها تفسير عقلى حتى الآن فكيف يجتمع «أساتذة» محترمون فى جامعات جدرانها محترمة ليمتحنوا طلابًا ثم بعد ذلك لا تؤخذ آراؤهم ولا يتم رصد درجاتهم وتكون النتيجة لصالح شخص دون آخر والنجاح والشهادة قد تكون هى خلاصة عملك لمدة تزيد عن أربعين عاماً إلى ما شاء الله، ولكنها مهمّة لتعرف كيف ستقف بين يدى المولى سبحانه وتعالى وهى شهادة الناس لك بحسن الخلق وهى شهادة الناس أنك أمين وهى شهادة الخلق للخلق أنهم يحبوك.

وكم من شباب أطباء وشابات ظُلموا فى النجاح والشهادة ولم يأخذوا حقهم ولم يجدوا من يساندهم حتى استبد بهم اليأس وانزووا إلى ركن بعيد حتى يأتيهم قضاء الله ومنهم من تحوّل إلى النقيض وبلا رجعة ولا يقبل أن يناقشه أحد وإذا حدثته فى أمر ما «انفجر» فيك وأخذ يعدد لك الأمثلة التى أنت تعرفها ولا تجد لها حلًا وبعيدًا عن النجاح والشهادات الجامعية والشهادات الإدارية والتقرير السنوى والشهرى التى من الممكن أن «تتحكم فيها»، فما هى قيمتك أنت أمام نفسك؟ وهذا هو السؤال الأهم!! ففى ظل المنظومات الطبية «العريقة» يرتطم الطبيب بكم كبير من المصدات والمشقات التى تعصف به هو وغيره من الباحثين فى كل المجالات، والتى تكون عندهم الهمة العالية والأداء الأوفر فى جمع المعلومة وترجمتها إلى أعمال ولكنهم ينهارون سريعًا أمام مثل هذه الصدمات وقد تكون فى السنوات الأولى فى الجامعة عندما يجدون ويلمسون أن الامتحانات والوقوف بين يدى الممتحنين بعيدة تمامًا عن العلم، ويكفى أن يكون فى اللجنة «محظوظ» أو «ابن أستاذ» فذلك يعصف بالطلاب والممتحنين وبطبيعة الحال لسنا بسبب محاسبة أفراد منهم من رحل عنا ومنهم من ينتظر ولا يجوز لنا التحدث عن أرزاق العباد، فقد رأينا من الدنيا وسنرى إلى أن «نموت» أن الرزق هو الذى يطاردك وقد تكون فى أضيق الأمور وأعسرها ولكنك بعد هذا العمر الطويل أدركت أن «الواقع» جزء من المكتوب والمقدور، فما عليك إلا أن تؤمن به.

فقط الطبيب والباحث الذى يبغى الرفعة لوطنه وأمته هو الذى يصعُب عليه سياسة تضييع الطب بين أهله، لأن الطب كان ليدار بأفضل من ذلك ومع إعطاء «المحظوظين والمرتاحين» ما يريدون ولكن ليس على حساب تدمير المنظومة الطبية كلها وبأكملها كما يفعل البعض لحساب بعضٍ آخر والمقارنة واضحة بين أشقائنا فى الخليج كيف كانوا وكيف أصبحوا وسيصبحون وأنت أهل المنظومة وسيد الأقدمية فى هذا المجال، وعندك من الكفاءات والنظم ما يجعلك تعود فى أى لحظة ولكن متى تعود؟ وأدركت ويدرك غيرى أن المعاملة مع المرضى «حرفة» تؤثّر فيها كثيرٌ من الأشياء، ولكننى أدركت أيضاً أن الدول لن تتقدم إلا بالعمل على إصلاح الشهادات، وأن كل ما يقال عن التنظيم والتحصيل والإبداع والإقناع والتعليم المستمر لا يجدى شيئًا أمام أن تكون هناك أمانة فى التعليم لكل الطلاب على السواء، ولا ينحنى المعلم إلا أمام العلم، أما الشهادات التى تعطى بلا مقابل وبلا تعب لمن لا يستحقها ثم تُفتح لهم أبواب العمل على مصراعيها وتغلق دون غيرهم وتوصد بأقفال يستحيل على الطالب أن يقف أمامها، فهذه جامعات لا تساوى شيئًا وشهادات لا ترفع من أخذوها بل تظل محلية الصنع «رديئة المحتوى» ويقول العارفون بالشهادات إنه قد أتى علينا زمان كثُرت فيه الفتوى ونقُصت فيه التقوى عَظُم فيه أمر الجهلاء وجفت أقلام العقلاء، فما زدنا إلا جهلًا وما علانا إلا سخطًا وظهرت علينا الأمم فعابوا فينا الهمم فمتى يكون السكوت عن هذا اللمم؟!. 

استشارى القلب - معهد القلب

[email protected]