رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لازم أتكلم

استهل الرئيس عبدالفتاح السيسى بيان تنصيبه قبل يومين لفترة رئاسية ثالثة بكلمات جامعة شاملة، تحدد وبشكل كبير خارطة خط سير الدولة خلال السنوات الست المقبلة، ومع أن البيان جاء قصيرا مقتضبا (سبعة بنود)، إلا أنه أوجز ما ينبغى على الحكومة القادمة أن تفعله خارجيا وداخليا.
وغالبا ما تكون بيانات وكلمات الرئيس توجيهات وتكليفات يجب على رئيس الحكومة تنفيذها من خلال الوزراء المعنيين، ولكن كيف ومتى؟ وبأى وسائل وإجراءات وقرارات؟ هنا مربط الفرس وهذا هو الأهم..
فمع احترامى وتقديرى لكل ما بذله الدكتور مصطفى مدبولى من جهود واجتهادات، إلا أن أداء معظم وزرائه خلال السنوات الماضية وكذلك المحافظين كان مرتبكا وبطيئا جدا كالسلحفاة، ولم يقترب من معاناة الشعب وطموحاته وصبره وتحمله ما لا تستطيعه الجبال، ومن ثم يجب على الحكومة الجديدة أن تتعلم الدرس، وتتجنب أسباب سوء الأداء وهذا الإخفاق، لأن الناس استوت بصراحة وكما يقولون «كفاية كده حرام».
وواجب على رئيس الحكومة أن يستعين برجال يعيشون معاناة الشعب ويستشعرون هموم المصريين ويحسونها بمجرد ظهورها، ويضعون لها روشتة علاج واقعية يمكن  تنفيذها.. رجال يستشرفون المستقبل، يخططون للغد ويتمتعون بالقدرة والجرأة على اقتحام المشكلات، قبل تفاقمها، ينزلون الى الشوارع والحارات، وإلى شتى ميادين العمل والانتاج والابداع، يتلمسون الاحتياجات ويزيلون العقبات، ويواجهون ما تفرضه الظروف العالمية والاقليمية والداخلية من تحديات.
أحوال المصريين لم تعد تتحمل وزراء المكاتب الأنيقة والسيارات الفارهة والأيادى المرتعشة والتقليديين أصحاب الأفكار العقيمة، والذين يرمون «الهلب» على الدولة ورئيس الحكومة والظروف والأقدار، ويحملون شماعة «نعمل إيه.. ليس بالامكان أحسن مما كان».
مصر تريد وزيرا «تكنوقراط» يلعب سياسة بعقل الفنى المحترف ومشرط الجراح، يبحث عن الخلل ويشخصه ثم يتخذ القرار.. الشعب يريد وزيرا صاحب ضمير، لديه خطة وهدف وعين قادرة على كشف بؤر الفساد مبكرا، والتعامل بذكاء وصرامة وجدية مع شبكات صانعى الأزمات وصناع العراقيل والجاهزين دائما لاستغلال البسطاء وابتزاز الفقراء.
كلنا يهمنا حماية أمن مصر القومى وتعزيز مكانتها الدولية، وأن تكون مستقرة داخليا، ولكن من المهم أيضا أن لا تكون بهذه الحالة المفزعة اقتصاديا، فلدينا موارد كثيرة لم تستغل وشعب مستعد دائما لنحت الجبال وشق الضخور، إذا ما شعر أن هناك أملا، ورأى بأم عينه ما يشجعه على التضحية والإخلاص.
لسنا أول دولة تعانى من أزمة اقتصادية لأسباب مختلفة لا يتسع المقال لذكرها، ولسنا أقل من اليابان التى دمرتها أمريكا وحلفاؤها فى أربعينيات القرن الماضى وسرعان ما وقفت على قدميها بالتخطيط الجيد للمستقبل وإعادة فلترة العقل اليابانى علميا وتجاريا وصناعيا وتكنولوجيا وعسكريا وسياسيا.
نحن يجرى فى أرضنا نهر النيل وتعانق شواطئنا أهم بحار وبحيرات العالم ونفتخر بحضارة السبعة آلاف عام وثلث آثار العالم، واليابانيون يطلون فقط على محيط صنعوا منه ثروة سمكية هائلة، رفعت متوسط دخل الفرد إلى 40 ألف دولار سنويا مقابل 1200 دولار لدخل المصرى سنويا. 
لقد بدأت اليابان ثورتها الصناعية معنا عام 1954، فانظروا أين نحن وأين هم؟ نحن نستورد كل شيء حتى إبرة الخياطة وعلبة الفول، هم يسبقون العالم فى صناعة أحدث الحاسبات والسيارات والبرمجيات وتقنية المعلومات والتكنولوجيا النووية، ونحن نجحنا فقط فى الاختيار السيئ للمسئولين وصناعة «الهرى» وإنتاج الفهلوة وتصدير الكلام والفشخرة الكدابة بأننا «أذكى شعوب العالم».

وللحديث بقية إن شاء الله 
[email protected]