رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نعانى كثيرًا من التجاوزات فى الشوارع.. وقلنا سابقًا (متى ينتهى احتلال الشوارع؟).. فهناك بالفعل حالة من الاحتلال للشوارع بشكل بشع وسخيف.. فلو هناك قهوة فى الشارع نجدها تأخذ 5 أمتار أمامها دون أى اعتبار لأى شىء وملعون أبو الناس.. لو وجدت فرنًا للمخبوزات تجده يحتل من الشارع ضعف مساحة الفرن فى الخارج، أى فى الشارع ليعرض مخبوزاته.. واللى مش عاجبه يخبط دماغه فى الحيط.. وهكذا فى السوبر ماركت، فى الفكهانى.. حتى المحمصة تقوم بنفس الأمر.

وتنزل حملة لرصد كل تلك المخالفات.. وهو أمر مضحك بكل المقاييس.. فهناك من يعرف مسبقًا بميعاد الحملة فنجده يلتزم ليقول لك: جاءنى تليفون إنهم نازلين النهاردة عشان كده ملتزم لغاية ما يمشوا.. وبمجرد ما ينزلوا الكل فى الشارع نجده فى حالة التزام والكل ملتزم.. التليفونات اشتغلت.. إلا من كان حظه عاثر أو غير مربط الأمور فهو الذى تتم محاسبته.

وبمجرد ما تمر وتنتهى ساعة المرور الكل يعود لحالته المعتادة.. أى تعود ريما لعادتها القديمة.. وتسمعهم يقولون.. بياخدوا إيه من كل ده.. هما عارفين أنهم هيمشوا من هنا وكل شىء يرجع تانى.. يبقى إيه لازمتها.. والسؤال: هل أنت جاد حقًا فى الانضباط والالتزام؟ أن الأمر مجرد حركة صورية وإثبات أن الأجهزة تقوم بعملها؟ أظن الإجابة واضحة أنت غير جاد فى إحداث أى درجة من درجات الانضباط أو الالتزام.. وأن كل ما يحدث هو أن كل هؤلاء يتم الالتزام برهة أو ساعة بالأكثر ثم كل شىء يعود لحاله.. وبالتالى أنت تشعر أنه لا شىء يحدث ويظل كل شىء كما هو، بل تزداد الأمور من سيئ إلى أسوأ. والسؤال: هل أنت فى حاجة لكل هذا الأمر؟

ببساطة هناك الآن كاميرات أو عليك أن تلزم الجميع بتركيب كاميرات.. وعليه يمكن تتبع الكاميرات فمثلًا: هناك كاميرات فى واجهة المقهى، يمكنك متابعة هل تجاوزت حدودها، ونفس الأمر فى الدكاكين..الخ عن طريق متابعة الكاميرات يمكن أن تحدث درجة عالية من الانضباط فى الشارع.

إن فكرة النظام والالتزام يتم غرسها فى داخل المواطن إما عن طريق التربية أو عن طريق تطبيق القانون بحيث لا يميز بين (س) أو (ص) أى هناك عدالة فى تطبيق القانون بصرامة دون النظر إلى أن هذا ابن (السرياقوسى) بيه.. أو قريب أو تبع (جعبورة أبوسنجة) كبير البلطجية.. وما دامت تلك العشوائية السارية فى الشارع موجودة فلا فائدة من أى شىء على الإطلاق.. بداية الإصلاح هو الإيمان بالنظام واتباع القانون. وللأسف الشديد هذا لم ولن يحدث على المستوى القريب. وحتى على المستوى البعيد.. هى قناعة تؤمن بها الدولة أولًا ثم تطبقها الأجهزة المعنية.. لكن الأمر الآن غير وارد وعليه يظل الحال كما هو إلى أن يشاء الله.. فلنتوجه بالدعاء إلى السماء أن يجعلنا نفهم ونعى ونؤمن بفكرة النظام والالتزام.

 

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال

أكاديمية الفنون