رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تناولنا فى المقال السابق بعض آليات النهوض بفكرنا العربى والإسلامى المعاصر، ونستكمل اليوم حديثنا.. نعم كثيرة هى المناهج فلدينا المناهج التجريبية التى تعتمد على الملاحظة والتجربة التى استخدمها علماؤنا قديماً، فنجد رشيد الدين الصورى استخدم هذا المنهج وهو عالم عربى من علماء النبات استخدم الملاحظة ملاحظة تطور النبات فى الأرض عن طريق رسم النبت فى الأرض وهى برعم على سطح الأرض إلى أن يزهر. كذلك لدينا المنهج الوصفى، المنهج التاريخى وتتبع الأحداث تاريخياً فنتحول من التاريخانية إلى التأريخية (صنع التاريخ)، كذلك لدينا المنهج التحليلى الذى يُستخدم فى تحليل أفكار الفلاسفة والوقوف على رأى كل فيلسوف على حدة فى دراسة أفكاره وماذا يريد أن يقدم لنا، وهل سنوظف هذا التحليل التوظيف الأمثل متوخين الحيطة والحذر، ومتوخين كذلك الموضوعية وطرح النزعة الذاتية، وإلا لن نصل فى بحوثنا إلى النتائج المرجوة. ثم لدينا المنهج المقارن، مقارنة بين أفكار الفلاسفة، بين أفكار العلماء، بين أفكار اتجاهين مختلفين قد يربط بينهما خيط رقيق لا يراه الناظرون، لكن يراه الباحثون المنقبون، كالمقارنة بين اتجاه مشائى أرسطى ينتهج المنهج العقلانى، واتجاه إشراقى حدسى صوفى سواء حدس عقلى أو حدس قلبى نورانى. أو بين فكر مدارس المشرق الفلسفية، ومدارس المغرب الفلسفية، وإذا ما حدث ذلك سنخرج من الركود الفكرى والعطب الذهنى الذى كاد أو أوشك أن يعصف بنا ويفقدنا هويتنا الفكرية والثقافية، إذا ما حدثت مثل هذه المقارنات سيصبح فكرنا حركياً ديناميكاً مستمراً يؤثر فى الذى سيلحق بنا وسيجعله يواصل المسيرة واقفاً على أرضية فولاذية لا يحيد ولا يميد عن الجادة والصواب. ثم لدينا المنهج النقدى الذى هو روح الفكر والدينامو المولد للطاقة فى حياتنا الفكرية والعلمية. منهجًا نقدياً أقول ولا أقول منهجًا نقضياً هدامًا، فنحن ننقد على أسس ودعائم وركائز، ننقد لا من أجل النقد أو من أجل الشو والاستعراض الإعلامى وإثبات الوجود، وإذا كان ذلك كذلك فوجودك ها هنا هو والعدم سواء، وسيتلاشى هذا الوجود الوهمى. ننقد على أسس صحيحة عن طريق تقديم الدليل العقلى والمناقشة الموضوعية السليمة، عن طريق عرض الرأى والاستماع إلى الرأى الآخر، ننقد مقدمين الحجة والدليل الثابت ثبوتاً قطعياً يقينياً موثَّقاً توثيقاً دقيقاً.

أيضاَ لابد أن يكون لدينا اطلاع جيد على الموضوعات المطروحة للمناقشة التى تخضع للنقد، حتى نستطيع تفنيد أفكارها تفنيداً جيداً من أجل الوصول إلى نقد بناء يستفيد منه الناقد ذاته والمنتقد، والذى سيقدم له هذا الفكر. هذا المنهج النقدى إذا ما طبقناه تطبيقاً منضبطاً أكاد أجزم أن حالتنا الفكرية ومساراتنا الفكرية على كافة الأصعدة والمستويات والأنشطة السياسية، الاقتصادية، الثقافية، العلمية، الدينية وخصوصاً الدينية، سيحدث ذلك صحوة ونهضة دوماً ما كنا نحلم بها لأمتنا العربية والإسلامية، نهضة تعيدنا سيرتنا الأولى، خير أمة أخرجت للناس. بل ستتحق المعادلة التى كان يظن البعض أنها صعبة التحقيق ورموزها عصية الحل، ستتحقق التنمية الشاملة والمستدامة لبلدنا الحبيب مصر، ولأمتنا العربية والإسلامية التى أدعو الله أن تستفيق من سباتها وتلملم شعثها وتتحد أقطابها ويتوحد قادتها تحت شعار واحد، أمة واحدة تدين لرب واحد، معملة شعار رفعه الله تعالى من فوق سبع سماوات (وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) (وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون) فهل انتهجنا منهجاً نقدياً لا نقضياً، منهجاً أساسه البناء لا الهدم.

هل لبينا نداء الله تعالى أمة واحدة شعارها ورايتها الاتحاد قوة والتشرذم ضعف ووهن. 

 

أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان.