عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

القرآن الكريم تاج اللغة وحارسها (3)

ليس جديداً أن نكرر الحديث عن القرآن الكريم والعلم، نرى ألواناً من العلم والتوجه العلمى فى آيات كثيرة فى القرآن الكريم، على نحو ما يدركه من يتأمل تاريخ العلوم عند العرب، وفى القرآن الكريم حث على العلم والتعلم والتفكر والتأمل والتدبر.

وفى كتاب على عبدالفتاح: أعلام المبدعين من علماء العرب والمسلمين، مكتبة ابن كثير، دار ابن حزم، بيروت، ط1 2010، ج1، فصل (العلم العلماء فى القرآن الكريم)، حيث ذكر الآيات القرآنية جميعها، ص 13ـ 59)، وفى فصل عنوانه الرسول (صلى الله عليه وسلم) والعلم، ص 60ـ 85.

ولا نبالغ إن قلنا إن القرآن الكريم هو باكورة صناعة الكتاب، وقد اهتم كثير من الدارسين بالخط العربى فى القرآن الكريم، ومنهم أحمد عزت البغدادى فى كتابه البيان المفيد فى رسم خط القرآن المجيد، وسواء قلنا إن الخط العربى دخل إلى بيئة قريش عن طريق المهاجرين، الذين تعلموه من الحيرة، التى أخذته بدورها من أهل الأنبار، أو أن رجلاً تعلمه من الأنبار، وعلمه لبنى أميـة، وهم بدورهم علموه للعرب، أو أن طريقاً آخر للخط وصل إلى قريش التى سادت لهجتها على اللهجات العربية المجاورة، فإننا لا نستطيع أن نتجاهل تلك الإشارات التى تتكرر فى القرآن الكريم عن القراءة والكتابة، وما اشتق منها وقد وردت نحو 90 مرة، منها: البقرة 185، والنساء 82، والمائدة 101، والأنعام 19، وطه- 39، والصافات 8، والنحل 98، والإسراء 14، و45، و71، و93، و106 والقيامة 18، والشعراء 99، والتوبة 111، ويوسف 3، والفرقان 5، والإسراء- 90، ويونس15، 37، 61، و94، والعلق 1، و3، والحاقة19، والمزمل 20، و30، والأعراف 204 والأنعام 7، و91، والانشقاق 21، والأعلى 6، والحجر 1، 87، و91.

كما تتكرر كلمة الكتاب والكتابة، وما اشتق منها فى سور: 

البقرة، والمائدة، والأنعام، والتوبة، والمجادلة، والحشر، والنساء، المائدة، والأعراف، والأنفال، والأنعام، والكهف، ومريم، والأنبياء، والحديد، وآل عمران، ومريم، ويس، والحج، والزخرف، وطه، والحج، والمؤمنون، والنور، والنمل، والقصص، والشعراء، والعنكبوت، وهود، والرعد، وإبراهيم، والحجر، والنحل، والفرقان، والأنبياء، والانفطار، والأحقاف، وق، والطور، والواقعة، وفاطر، وص، والزمر، وغافر، وفصلت، والشورى، والزخرف، والدخان، والجاثية، والحديد، والحشر، والجمعة، والقلم. وللقراءة والكتابة منزلتهما، وكان أول ما نزل من الوحى {اقرأ}، وفيها تمجيد للقلم، وما يسطر، وأقسم الله تعالى بالقلم، وقد طلب المشركون من الرسول كتاباً يقرأونه، أو صحفًا منشرة، ووصفوا الوحى بأنه أساطير الأولين اكتتبها فهى تملى عليه بكرة وأصيلاً، كما ذكر القرآن الكريم من المواد الكتابية: القرطاس(2)، والمداد(3)، والقلم(4)، والصحف(5)، والسجل(6)، والرق(7). ويرتبط ذلك بقضية الإعجام، أى تمييز الحروف المتشابهة بوضع نقط منعاً للبس، والشكل، وهو وضع علامات تدل على حركات الحروف، وكانوا يسمونها نقطاً لأن علامة الحركة كانت تتغير بتغير وضع النقطة فوق الحرف، أو أسفله، أو من يمينه، أو شماله.

وقد كانت المصاحف الأولى- فى مسيرة صناعة الكتاب الإسلامى – مجردة من الإعجام، ولم يكن فى ذلك ما يمس القراءة؛ وذلك لاعتمادهم على المشافهة، إلى أن بدأ التصحيف، فقام علم كبير ونشأ.

 وقد اكتشفت بردية يرجع تاريخها إلى سنة 22 هجرية زمن عمر بن الخطاب مكتوبة باللغتين العربية واليونانية وبعض حروفها منقوط معجم، وكذلك نقش وجد قرب الطائف ومؤرخ سنة 58 هجرية على عهد معاوية بن أبى سفيان وأكثر حروفه معجم، وهذا الإعجام مختلف عن ذلك الإعجام الذى ابتدعه أبوالأسود الدؤلى، ونصر بن عاصم، ويحيى بن يعمر، وغيرهم على اختلاف الروايات.

كان النبى(صلى الله عليه وسلم) بتوقيف من جبريل، عليه السلام، يخبر كتبة الوحى ويدلهم على موضع كل آية، وترتيب كل سورة، على مدى ثلاث وعشرين سنة، وإذا ما انتهى كتاب الوحى من أمرهم سلموه إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم)؛ ليودع فى بيته، والرجال يحفظون، وكان كتاب الوحى ينسخون لأنفسهم نسخاً، وكثيراً ما كان يجلس الرسول إلى أصحابه يقرأ الآيات، ويخص عبدالله بن مسعود بذلك.

وأشهر من عرف بالكتابة بين يدى النبى: على بن أبى طالب، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وأبوبكر ابن أبى قحافة، ومعاوية بن أبى سفيان، وأبان بن سعيد، وأبى بن كعب، وزيد بن ثابت، وثابت بن قيس، وخالد بن الوليد، وعبدالله بن مسعود، وعبدالرحمن بن عوف وغيرهم، ولم ينقضِ عهد الرسول إلا والقرآن كله مكتوب ومجموع ومرتب فى سور. 

عضو المجمع العلمى 

وأستاذ النقد الأدبى بجامعة عين شمس