رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

انتهاكات جنود الاحتلال المُنفرة في غزة تحت المجهر

قوات الاحتلال الإسرائيلي
قوات الاحتلال الإسرائيلي

أدان مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الخميس، انتهاكات لجنود إسرائيليين بعد نشر فيديوهات ترصد سلسلة من الارتكابات التي قالت وكالة رويترز إنها "تصنع سجلا منفرا عن الحرب على القطاع في وقت تلوح فيه المجاعة في الأفق مما أدى لتكثيف التدقيق الدولي في الحملة العسكرية الإسرائيلية".

 

وأثيرت الانتقادات بعد نشر جنود إسرائيليين لصور ولقطات فيديو لأنفسهم وهم يلهون بملابس داخلية نسائية وجدوها في منازل الفلسطينيين في قطاع غزة الذي يشهد منذ الهجوم الدامي لحماس في 7 أكتوبر على إسرائيل، حملة عسكرية إسرائيلية أسفرت عن مقتل الآلاف وأزمة إنسانية حادة.

 

وفي أحد المقاطع المصورة، يجلس جندي إسرائيلي على كرسي بمسندين في غرفة وهو يبتسم ابتسامة عريضة، وفي يد يمسك ببندقية وفي الأخرى قطعة ملابس داخلية تحتية بيضاء من الساتان يدليها فوق فم أحد رفاقه الجنود المفتوح وهو مستلق على أريكة.

 

وفي مقطع آخر، يجلس جندي فوق دبابة وهو ممسك بدمية عرض أزياء (مانيكان) ترتدي حمالة صدر سوداء وخوذة ويقول "عثرت على زوجة جميلة.. علاقة جدية في غزة.. امرأة رائعة".

 

والمقطعان من بين عشرات صورها جنود إسرائيليون ونشروها على الإنترنت لأفراد من القوات في قطاع غزة يعرضون قطع الملابس الداخلية النسائية ويلهون بدمى عرض الأزياء وهي عارية أو مرتدية لبعض تلك القطع. وتلقت صور الملابس الداخلية عشرات الآلاف من المشاهدات، وفي إحدى الحالات اقتربت من نصف مليون مشاهدة بعد أن نشرها يونس الطيراوي، الذي يصف نفسه بأنه مراسل فلسطيني.

 

وبعدما طُلب منه ذلك، قلت رويترز إن الطيراوي قدم روابط للمنشورات الأصلية التي وضعها جنود إسرائيليون والتي أعاد نشرها لمتابعيه على منصة إكس، وعددهم أكثر من مئة ألف، في الفترة بين 23 فبراير شباط والأول من مارس آذار. وتحققت رويترز بعد ذلك بشكل مستقل من ثمانية منشورات على إنستجرام أو يوتيوب.

 

إهانة للمرأة الفلسطينية.. ولكل النساء

وقالت المتحدثة باسم مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة رافينا شامداساني "نشر مثل تلك اللقطات يشكل إهانة للمرأة الفلسطينية.. ولكل النساء". وأرسلت رويترز تفاصيل عن المنشورات الثمانية التي تحققت منها على يوتيوب أو إنستغرام إلى القوات الإسرائيلية طلبا للتعليق عليها.

 

وردا على ذلك، أرسل متحدث بيانا يقول فيه إن الجيش الإسرائيلي يحقق في تلك الوقائع، التي وصفها بأنها تحيد عن الأوامر والقيم المتوقعة من جنوده، ويحقق في التقارير عن مقاطع فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.

 

وأضاف البيان "في الحالات التي يثور فيها اشتباه بوجود مخالفة جنائية تبرر فتح تحقيق، تفتح الشرطة العسكرية تحقيقا"،  مشيرا إلى أنه "يجب أن نوضح أنه في بعض الحالات التي تم النظر فيها خلصنا إلى أن التعبير أو السلوك الذي اتبعه الجنود في الفيديو غير ملائم وتم التعامل مع الأمر على هذا الأساس".

 

وأحجم الجيش الإسرائيلي عن الإفصاح عما إذا كان يشير إلى أي من اللقطات التي أرسلت رويترز تفاصيل عنها أو إن كان أي من الجنود المسؤولين قد تعرض للتأديب. ولم يرد جنود إسرائيليون، تمكنت رويترز من تحديد هوياتهم، على طلبات للتعليق عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

لهو بدمية نصف عارية

وتشمل المنشورات، التي تم التحقق منها، صورة لجندي يمسك بدمية عرض أزياء من الخلف ويداه مستقرتان على ثدييها وجندي وهو يلهو بدمية نصف عارية.

 

وتظهر صورة جنديا مع بندقيته وهو يرفع إبهام يده لأعلى في إشارة على الإعجاب والرضا، وهو يجلس على سرير مزدوج تناثرت عليه عبوات ملابس داخلية نسائية.

 

وقال موقع يوتيوب إنه حذف مقطعا أشارت له رويترز بسبب انتهاك سياسات التحرش على المنصة، التي تحظر المحتوى الذي يكشف عن معلومات شخصية يمكن التعرف عليها. ولم يصدر تعليق من إنستغرام.

 

وبدأت الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة بعد أن شنت "حماس" هجوما على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023. وتقول إسرائيل إن الهجوم أسفر عن مقتل 1200 واحتجاز 253 رهائن.

 

ويأتي انتشار تلك اللقطات في وقت يتم فيه توجيه اتهامات لحماس ولإسرائيل بارتكاب جرائم حرب. وقال فريق من خبراء الأمم المتحدة هذا الشهر في تقرير إن هناك أسسا معقولة للاعتقاد بأن عنفا جنسيا يشمل الاغتصاب والاغتصاب الجماعي حدث في عدة مواقع خلال هجوم حماس في السابع من أكتوبر.

 

عنف جنسي 

كما يقول الخبراء إن هناك معلومات مقنعة عن تعرض بعض الإسرائيليات من الرهائن في قطاع غزة لعنف جنسي ربما لا يزال يجري.

 

وهناك أيضا اتهامات لإسرائيل بدفع قطاع غزة صوب المجاعة. وقال فريق خبراء الأمم المتحدة أيضا في تقريره الذي صدر مؤخرا إنه تلقى معلومات من مصادر مؤسسية وأخرى في المجتمع المدني ومن مقابلات مباشرة في الضفة الغربية عن تعرض الفلسطينيات لعنف جنسي على يد جنود إسرائيليين. ويرفض الجانبان اتهامات ارتكاب عنف جنسي.

 

ولا تقارن لقطات ومنشورات الملابس الداخلية والدمى بما يقال عن جرائم بحق نساء منذ السابع من أكتوبر. لكن خبيرين قانونيين قالا برغم ذلك إنها قد تشكل انتهاكا محتملا للقانون الدولي.

 

ويقول أرضي إمسيس، الأستاذ المساعد في القانون بجامعة كوينز في كندا، إن تلك المنشورات تنتهك البند 27 في معاهدة جنيف الرابعة التي تحكم قواعد معاملة المدنيين في وقت الحرب.

 

وينص هذا البند على أن من حق المدنيين أن يحظوا بالاحترام لشرفهم وحقوقهم العائلية وعقائدهم الدينية وعاداتهم وتقاليدهم. ويجب حماية النساء بصفة خاصة ضد أي اعتداء على شرفهن.

 

ويقول أورين بيرسيكو من موقع (سيفينث آي)، أو "العين السابعة"، على الإنترنت الذي يتابع وسائل الإعلام الإسرائيلية، إن لقطات الملابس الداخلية تلك لم تحظ باهتمام يذكر في إسرائيل. 

 

وأضاف أن على النقيض من ذلك لاقت منشورات تظهر العثور على أسلحة أو رايات حماس في منازل في قطاع غزة انتشارا واسعا.