خبير اقتصادي: صفقة "رأس الحكمة" غيّرت قواعد اللعبة الاقتصادية في مصر (فيديو)
قال محمد أنيس، المحلل الاقتصادي، إن الدولة المصرية كانت تعاني من فجوة تمويلية دولارية قبل عقد اتفاقية “رأس الحكمة”، وكانت هناك ضائقة مالية مرتبطة بالتدفقات الدولارية في مصر.
الواقع الاقتصادي في مصر اختلف بعد صفقة “رأس الحكمة”:
أَضاف أنيس، خلال لقائه مع برنامج "مال وأعمال"، الذي يعرض عبر قناة "إكسترا نيوز"، أن الواقع الاقتصادي في مصر ما قبل 23 فبراير يختلف تمامًا عما بعد ذلك التاريخ؛ لأن الإعلان عن الحدث الأهم والخاص بمشروع صفقة "رأس الحكمة" وما تلاها نتجت عنه أحداث مغايرة لقواعد اللعبة الاقتصادية في مصر.
وأشار إلى أنه كانت هناك مجموعة من الحلول لهذه الضائقة المالية، وكان أفضلها تلقي مصر استثمارات أجنبية مباشرة من الخارج، فضلًا عن الحلول المرتبطة بإعادة التمويل والقروض الجديدة لسد هذه الفجوة التمويلية.
كيف تؤثر على البورصة.. سؤال طرح بين مجتمع سوق المال منذ الإعلان عن توقيع الصفقة بقيمة 35 مليار دولار مع دولة الإمارات العربية المتحدة؟
الإجابة عن تساؤلات مجتمع سوق المال وفقًا لتقرير قطاع البحوث برئاسة محمود جاد بشركة العربى الأفريقى الدولى لتداول الأوراق المالية بأن قيمة المبلغ يستخدم نحو 24 مليار دولار للحصول على حقوق تطوير مشروع رأس الحكمة، وهو مشروع ضخم يمتد على 170 مليون متر مربع بالساحل الشمالى لمصر، بإجمالى استثمارات متوقعة 150 مليار دولار، بالإضافة إلى أنه سيتم استثمار المبلغ المتبقى 11 مليار دولار فى مشروعات رئيسية فى جميع أنحاء مصر.
وبحسب التقرير فإن قيمة الاستثمارات المعلنة تعد أكبر استثمار أجنبى مباشر لمصر فى التاريخ، بالإضافة إلى أن المبلغ يتجاوز صافى الاستثمارات الأجنبية المباشرة لمصر مجتمعة خلال 4 سنوات الماضية، بإجمالى تدفقات نقدية داخلة تبلغ 24 مليار دولار، وبذلك تحصل مصر على سيولة أجنبية تعادل تقريبا 68%، من صافى الاحتياطيات الدولية للدولة، علاوة على ذلك فإن مبلغ 11 مليار دولار، المزمع تحويله من ودائع البنك المركزى المصرى، يمثل حوالى 6.7%، من الدين الخارجى لمصر البالغ 164.7 مليار دولار فى 30 يونيو 2023.
كما أشار التقرير إلى أن للصفقة تأثيرًا إيجابيًا كبيرًا وفوريًا على تكلفة التأمين على الديون المصرية، وكذلك العقود الآجلة للجنيه المصرى مقابل الدولار، حيث انخفضت تكلفة التأمين على الديون المصرية 5 سنوات بنحو 146 نقطة مسجلًا أدنى مستوى منذ 3 فبراير 2023، مما يسهم فى تحسين التصنيف الائتمانى، وكذلك انخفضت العقود الآجلة للجنيه مقابل الدولار أجل 12 شهرًا.
أوضح التقرير أن صفقة رأس الحكمة تسهم فى تدعيم المفاوضات مع صندوق النقد الدولى للتخفيف من التأثير السلبى على الاقتصاد المصرى بسبب الحرب على غزة.
كما أوضح التقرير أن تدبير الدولار يعد إيجابيًا على الشركات التى تعتمد على الاستيراد، وتشمل الأغذية، الأدوية، الشحن، والسلع غير الأساسية.
كما أن المشروع بإجمالى استثمارات 150 مليار دولار، يسهم فى تعزيز أعمال القطاع الخاص فى مختلف الصناعات مثل العقارات والسياحة، خاصة إذا تم السماح للمطورين بربط أسعار المشروعات بالدولار، علاوة على ذلك فإن قطاعات الإنشاءات، والمرافق، ومواد البناء ستكون الأكثر استفادة، بالإضافة إلى أن القطاع المالى الذى يتمثل دوره على تمويل المشروع، وكذلك تقديم الخدمات المالية والتى تتمثل فى خدمات بنوك الاستثمار.