عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

الحشاشون هى طائفة شيعية إسماعيلية نزارية باطنية، انفصلت عن العبيد بين الفاطميين فى أواخر القرن الخامس الهجرى/ الحادى عشر الميلادى، أسسها حسن الصباح الذى اتخذ من قلعة ألموت فى فارس مركزاً لنشر دعوته وترسيخ أركانه، واسمه بالكامل حسن بن على بن محمد الصباح الجميرى.

لفتت طائفة الحشاشين الأنظار تزامناً مع عرض مسلسل الحشاشين هذه الأيام ضمن الدراما الرمضانية الذى يتناول قصة طائفة الحشاشين الإسماعيلية بزعامة حسن الصباح وتاريخها الدموى القائم على تنفيذ العديد من جرائم القتل والاغتيالات.

وكلمة «حشاش» تعنى فى اللغة الإنجليزية قاتل بأجر وفرقة الحشاشين معادية للخلافة العباسية، ومعادية للخلافة الفاطمية التى انشقت عنها، بل ضد الحكم بصفة عامة.

«تلتقى هذه الطائفة - الحشاشين» فى دمويتها وطريقة تفكيرها مع جماعة الإخوان المسلمين، حيث كانت هذه الطائفة تقوم بعمليات اغتيالات وقتل للمسئولين، وبالتالى نُظِر إلى هؤلاء على أنهم قتلة.

وهناك رواية عن هذه الطائفة، حيث كان زعيمهم «الصباح» يريد إقناعهم بتنفيذ عمليات الاغتيال، فكان يأخذهم من أماكنهم ويجعلهم يتعاطون الحشيش حتى يغيبوا عن الوعى، ثم يضعهم فى حديقة، «على اعتبارها الجنة».

وعندما يستيقظون يقنعهم بأنهم قد كانوا فى الجنة، وإذا ما أراد أن ينقلهم مرة ثانية يجعلهم يتعاطون الحشيش حتى لا يستيقظوا إلا فى أماكنهم لأنهم ردوا إلى الدنيا مرة ثانية وهذا كان نوعاً من محاولة إقناعهم بالقيام بأعمال الاغتيالات كأن معه مفاتيح الجنة.

احتلت طائفة الحشاشين «مساحة جدلية فى التاريخ الإسلامى، ودار المؤرخون فى فلك روايات مشوشة، إذ يصف بعضهم الطائفة بـ«المدمنيين المتعطشين للقتل والدماء، ويراهم آخرون فرقة دينية قاومت السلطة العباسية والسلاحقة والفاطميين.

قضى المغول بقيادة هولاكو على هذه الطائفة فى بلاد فارس عام 1256 حيث قاموا بمهاجمة الحشاشين واستطاعوا أن يستولوا على قلعة ألموت وعلى أكثر من 100 قلعة من قلاعهم، وتهاوت الطائفة فى الشام على يد الظاهر بيبرس سنة 1273.

الكتائب الإلكترونية للإخوان تحركت ضد مسلسل الحشاشين لأنها لا تريد التقليب فى الماضى وكشف أوجه الشبه بين جماعة الإخوان التى أسسها حسن البنا وطائفة الحشاشين التى أسسها حسن الصباح، فالاسمان حسن ولكن السلوك إرهابى قاتل، المرشد فى الجماعتين سواء الحشاشين أو الإخوان يفتح طريق الجنة للأعضاء بحسب معتقداتهم، ورغم أن أحداث المسلسل تكشف نهج الجماعة التى أرعبت العالم ونشرت الظلام والضلال والقتل والاغتيالات باسم الدين، فإن جماعة الإخوان اعتبرت أن المسلسل يستهدفها ويستهدف أفكارها، خاصة أن حسن الصباح، زعيم الحشاشين، منهجه مبدأ السمع والطاعة الذى سار عليه أنصاره، ونجح فى إقناعهم بأفكار خاطئة لتبرر جرائمهم.

لا شك أن المقاربة الأساسية بين جماعتى الحشاشين والإخوان كان المبدأ الأول فيها هو الولاء والبراء، فإذا قامت الجماعة على هذا المبدأ وبايعت الأمير أو المسئول أو مكتب الإرشاد حسب التوصيات التى تطلقها أى جماعة على قادتها، فإن العضو فى الحشاشين أو الإخوان يُمنح تفويضاً للأمير بحكمه كيفما شاء، وليس له أى حقوق، بل عليه السمع والطاعة، والمرشد فى الجماعتين يفتح طريق الجنة للأعضاء حسب معتقداتهم، وبيده مفتاح الآخرة، ولذلك فهذه الجماعات هى الأخطر لأنها تعتمد على شخص واحد يحكم مجموعة من البشر بتفويض إلهى. ووجه الشبه الآخر بين الحشاشين والإخوان هو الاغتيالات التى يقومون بها من خلال العمليات الانتحارية بتوجيه من المرشد فالحشاشون قتلوا عدداً من القادة فى الجيوش الإسلامية وهو ما قام الإخوان بتنفيذه بعد ثورة 30 يونيو حيث استهدفوا قادة عسكريين وأمنيين بعمليات اغتيال، فالحشاشون اغتالوا الوزير السلجوقى نظام الملك، وفشلوا فى اغتيال صلاح الدين الأيوبى، والإخوان اغتالوا رئيس وزراء مصر فى العهد الملكى محمود فهمى النقراشى، والقاضى المصرى الخازندار، واغتالت الجماعة أيضاً الشهيد النائب العام هشام بركات والعديد من العسكريين والأمنيين بعد إزاحتهم عن السلطة.

شكراً للكاتب الكبير عبدالرحيم كمال، مؤلف مسلسل الحشاشين، الذى كشف عن بعض جوانب هذه الطائفة  الإرهابية وتحية للفنان المصرى كريم عبدالعزيز الذى قام بدور حسن الصباح، مؤسس طائفة الحشاشين ولباقى زملائه فى العمل الفنى وللمخرج بيتر ميمى، وسحقاً للإرهاب والإرهابيين فى كل زمان ومكان.