رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

لم تنفجر التساؤلات فى مصر.. وكنت أظنها تنفجر.. فهذا الجمع الحاشد من وزراء سابقين، وساسة عرب، ومفكرين ومشتغلين بالتاريخ..وصحفيين وكتاب وقانونيين، مضافًا إليهم أحد أنجال وأحد أحفاد الزعيم المصرى الأهم فى التاريخ العربى كله.. جمال عبدالناصر.. فى قاعة نقابتنا العريقة.. كل هؤلاء الذين استمعوا إلى حديثى عن طبيب العلاج الطبيعى على العطفى ومحاولته لاغتيال الزعيم بتدليكه بمراهم وكريمات مسمومة، ومع هذا النفى الهادئ من «حكيم».. ظننت أن التساؤلات ستنفجر؟!
كيف إذن ومن أين استقى الكاتب الصحفى الكبير عادل حمودة مادة كتابه «عبدالناصر أسرار المرض والاغتيال»، وقد انفجر كبركان خامد لدى صدوره. تحدث حمودة عن كيفية وصول شخص يدعى على العطفى إلى حياة عبدالناصر، وأنه عمل مدلكا للرئيس الذى كان يعانى من آلام حاده فى رجله، نتيجة اصابته بمرض السكر. فجر حمودة ما كان جديرًا بالجميع مناقشته وتحليله، تأييدًا أو تفنيدًا، لكن حتى اليوم الحديث فى الموضوع يأتى عرضا، مثلما حدث من جانبى مؤخرًا فى نقابة الصحفيين، أثناء مناقشة- وتدشين- كتاب الدكتور عبدالحليم قنديل الجديد: عبدالناصر الأخير.. أخطر الاعترافات والتحولات فى الوثائق السرية ١٩٦٧-١٩٧٠(وبهذه المناسبة مجددًا وبعد أن غصت فى الكتاب أرى أن العنوان الذى اعتبرته للوهلة الأولى غير موفق، إنما هو عنوان من العناوين الجيدة صحفيًا والصحيحة أيضاً، لأن المقصود هو عبدالناصر فى آخر طبعة له، بعد المتغيرات العديدة التى طرأت على تفكيره وسياساته ومواقفه).
حديثى عن المدلك المزعوم ومحاولته اغتيال ناصر بالسم (مطالبًا بإخضاعها- وكذا محاولات الاغتيال السابقة التى ترد فى سياقات مختلفة- للدراسة والتحليل والتوثيق) دفع المهندس عبدالحكيم جمال عبدالناصر لاستيقافى بسرعة وهدوء وقال مقاطعًا: لم يكن هناك شخص يعمل مدلكاً للرئيس باسم على العطفى! تحدث حكيم عن نوع من الكتابات التى تحدث شو.. وقال: ليس هناك أى دليل يؤيد هذه المزاعم. ثم تحدث معى المهندس حكيم بعد الندوة لنحو خمس دقائق ركز فيها على مثل هذه الكتابات التى لا أصل لها ولا أساس وأنها مجرد شو.
ما يذهلنى هنا أنه جاء على مصر وقت كانت تتلقف فيه الكتابات الصحفية بمتابعة واهتمام وتساؤلات كثيرة ومتابعة فى الصحف ونحو ذلك. اليوم يبدو وكأن أحدا لم تعد لديه «نِفْس» وربما طاقة للتقصى والتحقق. لم تعد هذه الأسرار حاضرة فى واقعنا ولكنها غارقة فى ماضينا.. كنت أظن أن تنفجر التساؤلات، وأن يتصدى المسئولون عن هذه المعلومات بالرأى والمعلومة، لأن التاريخ يجب أن يذكر بجدية وباحترام، والنموذج أمامنا، فكتاب الدكتور عبدالحليم قنديل يستند إلى أوراق عبدالناصر الشخصية التى نشرتها وأذاعتها وعرضتها على مواقع إلكترونية بالتعاون مع جامعة الإسكندرية الدكتورة هدى عبدالناصر.
لم يحدث أن تحدث مسئولون أمنيون تولوا الأمن أو المخابرات عن قضية العطفى مدلك الرئيس. ثار الموضوع عندما تحدث هيكل عن فنجان قهوة السادات، ثم وردت رواية أحمد فؤاد نجم عن على العطفى، على غرار ما كتبه عادل حمودة، وهو ما نفاه سامى شرف جملة وتفصيلاً!
من يكتب التاريخ أيها السادة؟!!