رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محافظ الأسكندرية يُحذر من التعديات على شارع النبى دانيال

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

 مع بدء العد التنازلى لافتتاح مشروع تطوير شارع النبى دانيال بوسط الإسكندرية، ورفع كفاءة الشارع الذى يعتبر أقدم وأعرق الشوارع في عروس البحر الأبيض المتوسط، حيث يعود تاريخ الشارع إلى عام 331 قبل الميلاد، عندما أمر الإسكندر الأكبر المهندس الإغريقي دينوقراطيس ببناء مدينة الإسكندرية؛ لتكون عاصمة جديدة لأمبراطوريته، لما وجده فيها من موقع ممتاز يجعلها نواه لعصر جديد، وكان شارع النبي دانيال هو جزء من الشارع الرئيسى الطولى للمدينة وقت إنشائها.

 ويعتبر الشارع بمثابة مجمع للأديان السماوية الثلاثة، حيث يضم؛ الكنيسة المرقسية، وهي أقدم كنيسة في أفريقيا، ومعبد إلياهو، وهو أقدم المعابد اليهودية التي شيدت في الإسكندرية، ومسجد النبي دانيال،  مما يخلق حالة فريدة من تجمع الأديان فى أنحاء العالم وتجسيدًا لشعار المصريين: "إن الدين لله والوطن للجميع".

 ويعد تطوير شارع "النبى دانيال" أقدم شوارع الإسكندرية وأكثرها شهرة، لما يتمتع به بمقومات ثقافية وتراثية وقيمة دينية كبيرة، حيث تم الانتهاء من تطوير 300 متر فى المشروع الأكبر لتطوير الشارع الحيوى بنسبة إنجاز نحو 40% من أعمال المشروع.

 على إثر ذلك قام محافظ الاسكندرية مساء اليوم الخميس بعقد لقاء مع بائعي الكتب بشارع النبي دانيال، لإطلاعهم على طرق التعاقد على الباكيات المخصصة لهم بالشارع بنظام حق الانتفاع، والمجهزة على أعلى مستوى لتتناسب مع الطابع التراثي لـ شارع النبي دانيال أقدم شوارع الإسكندرية.

 من جانبه، أكد اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، أن أعمال تطوير ورفع كفاءة شارع النبى دانيال تتم بطول 750 مترًا، باعتباره من أقدم وأهم شوارع المحافظة بتكلفة تقدر بـ 103 ملايين جنيه.

  وأشار الشريف إلى أن المرحلة الأولى تضمنت أعمال التطوير بداية من شارع الشهداء مع ميدان محطة مصر حتى شارع فؤاد بطول 300 متر مع إعادة ترميم ودهان الواجهات الخاصة بـ 16 عمارة مع مراعاة المبانى التراثية مع عمل أنظمة إضاءة للواجهات، فضلًا عن عمل نموذج موحد لكافة المحالّ الموجودة بالشارع مع مراعاة توحيد اللافتات الإعلانية للمحالّ طبقًا للتنسيق الحضارى مع استخدام خط الإسكندرية، بالإضافة إلى دهان وعمل واجهات (جى ار سى) لأسوار إدارة الإشارة والمعهد الدينى والمركز الثقافى الفرنسى مع إعادة تأهيل ودهان المنطقة الأثرية (الصهريج)، فضلاً عن إعادة تأهيل ودهان مسجد سيدى عبد الرازق وبوابة مسجد النبى دانيال مع مراعاة إقامة سوق للكتب بما يتناسب مع الهوية البصرية للمكان وتغيير الأرصفة وتشطيبات الأرضية، ليتحول الشارع إلى ممشى تراثى مع مراعاة الإضاءات الجانبية للشارع بأعمدة إضاءة ديكورية، وإضاءات على العمائر لإبراز الزخارف المعمارية، وذلك بعد رفع كفاءة البنية التحتية للشارع بجميع المرافق.

 وأضاف المحافظ، أن هناك تكاملًا بين تطوير شارع النبى دانيال وبين أعمال التطوير التى تمت فى ميدان محطة مصر والمتحف اليونانى الرومانى، وذلك لإعادة إحياء المناطق والشوارع والميادين التراثية والتاريخية ووضعها على خريطة السياحة العالمية، حيث يأتى إعادة تأهيل شارع النبى دانيال برصد لأهم المبانى المسجلة بقائمة حصر المبانى ذات الطراز المعمارى المميز بالجهاز القومى للتنسيق الحضارى بشارع النبى دانيال مع إعادة النسق الحضارى للشارع وتنظيم نشاط بيع الكتب من خلال مجموعة من الأماكن بباكيات محددة ذات تصميم يتماشى مع الطابع التراثى للشارع بشكل عام.

  وأكد محافظ الإسكندرية، أن شارع النبى دانيال أهم الشوارع التاريخية بالإسكندرية، فهو أقدم شارع فى الإسكندرية، وبمثابة مجمع لدور العبادة للأديان الثلاثة الإسلام والمسيحية واليهودية، بالإضافة إلى القيمة الثقافية والتراثية لهذا الشارع حيث يضم عدد من المراكز الثقافية، وأكبر سوق للكتب المستعملة بالمحافظة.

  ويوجد بالشارع مسجد النبى دانيال الآثرى يعود إلى "محمد بن دانيال الموصلى"، أن شارع النبى دانيال يعد شارع تاريخى له أهمية دينية كبرى، حيث يحتوى على أهم 3 مزارات دينية بالاسكندرية، فهو مجمع أديان فى حد ذاتة، وجميعها مزارات دينية أثرية وتراثية، حيث يوجد فى بداية الشارع مسجد "النبى دانيال الأثرى" ويعد من المساجد الأثرية لأحد العارفين بالله وهو الشهيد محمد بن دانيال الموصلى، ثم حرف اسم المسجد إلى مسجد النبى دانيال أحد أنبياء العهد القديم، والمسجد يقع فى نطاق شارع النبى دانيال بمنطقة محطة الرمل وسط الاسكندرية، وهو مسجل فى عداد الآثار الإسلامية والقبطية بالقرار رقم 231 لسنة 2005 وصدر له قرار بالحرم الخاص به برقم 168 لسنة 2018.

  وفى منتصف الشارع يقع كل من المعبد اليهودى القديم، الكنيسة المرقسية، فى الجهة المقابلة له من نفس الشارع، ويعد المعبد اليهودى الذى تم ترميمه من قبل وزارة الاثار، أحد أهم وأكبر المعابد اليهودية فى مصر، حيث أنشأته الجالية اليهودية بالإسكندرية فى عام 1881 ميلادية، وقد تم تسجيله فى مجلد الآثار تحت رقم 16 لسنة 1987، ويوجد بالمعبد عدد 63 سفرًا من الأسفار اليهودية بالمعبد أى 63 نسخة قديمة من التوراة.

 وتعد الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية، هى أقدم كنيسة فى أفريقيا، ولها أهمية تراثية ودينية وترايخية كبرى، حيث أنشأت بمنزل صانع أحذية مصرى يدعى "أنيانوس" وهو أول المؤمنين بالمسيحية، وقد حول منزله إلى كنيسة، لتكون بمثابة أول كنيسة بقارة أفريقيا وانتشر منها الإيمان المسيحى إلى باقى الدول الإفريقية.

 وحرصت الكنيسة حرصت على الحفاظ على الطابع الأثرى للكنيسة وعدم تغيير تلك المعالم الأثرية خلال عملية الترميم، حيث أن الأيقونات القديمة وحجاب الهيكل الأثرى يرجع تاريخهما إلى عام 1870

وقدم المحافظ الشكر إلى بائعي الكتب على تعاونهم التام مع الأجهزة التنفيذية بالمحافظة أثناء تنفيذ مشروع تطوير ورفع كفاءة شارع النبي دانيال.

 وأكد محافظ الإسكندرية أنه كان حريصًا على لقاء بائعي الكتب بشارع النبي دنيال للاتفاق على طرق التعاقد على الباكيات، مؤكدًا أنه ستتم مراعاة جميع الظروف الاجتماعية فيما لا يخل بأي إجراءات قانونية، والحفاظ على حق الدولة.

 ووجه المحافظ بضرورة الحفاظ على مكتسبات مشروع تطوير شارع النبي دانيال، ومنع تواجد أي إشغالات أو تعديات في الشارع، لافتًا أن هذا الشارع سيكون بمثابة شارع الثقافة والعلم بالإسكندرية، ومقصدًا سياحيًا لجميع زائري الإسكندرية.

 جاء ذلك بحضور الدكتورة جاكلين عازر نائب المحافظ، وعزة سعد، رئيس الجهاز الإشرافي للمحافظة المفوض لإدارة موقع مشروعي ميدان محطة مصر والنبي دانيال، وهالة عبد الظاهر مدير الشؤون المالية بالمحافظة.