رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نبض الكلمات

حينما تقرأ كلاماً قديماً بينك وبين أحد فى الماضى ستعرف كم أن الناس تتغير مع الزمن وأن المحبة تختفى وأن الوعود تُنسى، تعلمنا أن حتى العتاب لن يجدى نفعاً أبدآ ولن يكسب قلبا لن يرد غائبا ولن يحافظ على أحد بالقوة، فلا إكراه حتى فى الوفاء بأخلاق الوعود وأدبيات الإنسانية، تعلمنا من هذا الزمان العجيب أن نرخى قبضتنا فى كل شىء، وليرحل من يرحل وتمضى الأيام، وتأخذ معها أشياء كنا نظن أننا لا نستطيع أبداً العيش بدونها لكننا استطعنا واعتدنا غيابها وفراقها حتى انقلبت كل موازين فى مجتمع فقد عقله.

جرائم قتل مروعة بدأت تنتشر فى السنوات الأخيرة أدت إلى بداية ميلاد مجتمع دموى متوتر وفى حالة قلق دائم بسبب وبدون سبب، بسيناريو تقطيع الجثث، فواقعة ذبح الطالب المسكين على يد أستاذه النصاب، إلى جانب كارثة مذابح الأزواج، ولأسباب تافهة عدم الرضا والقناعة بالعيشة «الضنك» وتمرد كليهما على الآخر الذى زاد من حالات الضجر والحالة المزاجية السيئة، والتوتر العصبى بسبب الأعباء المعيشية المضطربة كذلك حالة الجفاء التى سادت معظم البيوت المصرية وتبادل الأدوار فى تحمل المسئولية وضاع مفهوم الرعية، فطمست الهوية المصرية الأصيلة التى كانت معروفة منذ القدم الترابط والتماسك المتين، للأسف تهاوت كل هذه المعانى النبيلة وسقطت فى بئر الظلمات.

جرائم دموية عجيبة بدأت تنتشر فى السنوات الماضية أيضاً أهم أسبابها «الحب القاتل أو الظلم القاتل»، ضحاياهم طلبة فى سنوات الزهور.. «العشق والغيرة» من الدوافع القوية ورفض الفتيات ارتباطهن بشباب بعينهم بسبب ضعف إمكانياتهم والرغبة الجامحة لهن فى تحقيق الثراء والحياة الفارهة وأطماع أخرى مرتبطة بطبيعة الحياة التى تحلم بها وترتبط بالشاب الذى يحقق لها أمانيها لتصدم هى الأخرى فارس الأحلام طلع أكذوبة فقير وبسيط ليس لديه القدرة على توفير حتى مسكن الزوجية، فتبدأ الأزمة من خلال مواقف درامية عجيبة تفوق ممثلو الأوسكار لعبوا أدوار البطولة خلال منصات التواصل الاجتماعى حصدت ملايين المشاهدات.. بدأت بالطالبة «أمانى» بكلية التربية الرياضية من محافظة المنوفية التى قتلت باسم الحب على يد «أحمد»، الذى عثرت أجهزة الأمن على جثته على الطريق الزراعى منتحرا بنفس السلاح الذى أطلق به النار على أمانى.. وشاب يدعى «إسلام» قام بطعن «سلمى» طالبة الإعلام بأكاديمية الشروق بعد رفضها وأسرتها الارتباط به لسوء سلوكه وشذوذ أفكاره، وقضية «نيرة أشرف» التى سقطت أمام العامة وفصل «محمد» رأسها عن جسمها وأمام الحرم الجامعى لآداب المنصورة، والتى أصابت الرأى العام بالذهول، وما زالت حديث «الميديا» واحدة من أشهر القضايا التى وقعت بدافع الغيرة وخلافات عاطفية بعد أن شعر أن حبيبته غدرت به وتركته.. لذلك كان سوء اختيار كليهما للآخر سببا فى شظايا التصادم لتنتهى العلاقة بالانهيار، كشفت حقيقة العلاقة وعدم وجود حب أصلا وانعدام التفاهم بل الغضب والصراخ والعنف وأخذ الحق بالقوة كان سيد الموقف، وهكذا نكتشف أخطر أسباب جرائم القتل المجتمعى بين الطلبة والأزواج غالباً ما تكون اقتصادية مثل فقر الأسرة وعدم توافر الاحتياجات الأساسية للأسرة، فنجد البقاء للأقوى فى عنف الحصول على لقمة العيش من بعضهم، كما أن سوء الاختيار لشريك الحياة وضعف الوازع الدينى أيضاً من المسببات، تقع المرأه أو الفتاة الضحية فى النهاية، إما قتيلة أو تنهى حياتها فى دهاليز ساحات المحاكم وتشرد أطفالها، فحاولى أن تحكمى على الرجل بطريقة أخرى غير الانبهار بحلاوة اللسان والمظهر الخادع، وأقول يا سيدتى أو فتاتى حاولى أن تعرفى بفطرة المرأة وبصيرتها ما وراء الكلمات وما وراء الثياب البراقة، ورب رجل صامت يغلب عليه الحياء، أكثر طيبة وأكثر حبا من رجل «دحلاب»، والرجولة ليست فى جمال الوجه كما قلت، ولكنها أيضاً ليست فى الكلام واللسان، الرجولة فى الصدق والصراحة والإحساس بالمسئولية وتحمل الأعباء ومواجهة الحقيقة حتى لو كانت مريرة.. الرجولة أمانة وشرف وعمل، وليست سرقة وتبديدا واحتيالا، أعتقد كان هيفرق معاها كثيرا لو كانت اختارت صح لأنها بالطبع الخاسر الأكبر، فعودة روح الإعلام المهذب للأخلاق، والوازع الدينى للبيت المصرى والقناعه والرضا بمقسوم الرزق بداية لإعادة المنقوص فى المجتمع.

سكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية ورئيس لجنة المرأه بالقليوبية.

magda [email protected]