عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أنا المصرى.. كريم العنصرين.. بنيت المجد بين الأهرمين.. جدودى أنشأوا العلم العجيب.. ومجرى النيل فى الوادى الخصيب…لهم فى الدنيا آلاف السنين... ويفنى الكون وهم موجودين.
أغنية سيد درويش وكلمات بيرم التونسى من أوبريت شهر زاد 1921 أى منذ أكثر من قرن الزمان كتب شاعر تونس الأصل مغرم وعاشق لأرض مصر وترابها كلمات تعدت حدود الزمان والمكان ولحنها الشيخ الإسكندرانى العبقرى المعجون بالفن والألحان وقد غير فى الموسيقى المصرية وأنشأ مدرسة حديثة فى الطرب والغناء واللحن المصرى الشرقى العربى يختلف عن التركى العثمانلى والإيطالى والفرنسى الأوبرالى.. هذا هو الفن وتلك هى الثقافة التى تربينا وكبرنا عليها، الفخر والعزة والوطنية والانتماء لأرض مصر ولكونك مصريًا تحمل عنصرى الأمة المسيحية والإسلام، وقد بنيت المجد وبدأت صفحة الحضارة ومهد البشرية وعمرت الوادى الخصيب من وادى النيل الذى يجرى شريان حياة فشيدت الحضارة واقمت المعابد والأهرامات عجيبة من عجائب الدنيا ورمز القوة والتقدم والمعمار والفن، وإن فنى هذا الكون تظل مصر وحضارتها شاهدًا باقيًا موجودًا وحيًا.. لكن ماذا حدث لنا نحن المصريين وكيف تحولنا وتهاوت قوتنا الناعمة أو تلك القوة الثقافية والفنية إلى هذا المنحدر وهذا المنزلق الذى أفقدنا التوان والاتزان وجعلنا نلهث وراء المال وننسى الأصل والجذر والتاريخ … على إحدى أهم القنوات العالمية نجد الإعلامى الطبيب «باسم يوسف» يتحدث فى برنامج «أحاديث صعبة» «هارد توكس»، ويفخر أنه أمريكى ويؤمن بأمريكا وبالحلم الأمريكى ويتمنى أطفاله وعائلته أن تحيا وتكبر فى هذا المناخ الأمريكى وإن كان يختلف مع السياسة والحكومة الأمريكية لكن أمريكا هى أمله وحلمه.. وعندما يفاجئه المذيع البريطانى ويسأله عن وطنه وبلده مصر وهل يحن إليها ويتمنى العودة إلى بيته وأرضه المصرية؛ إذ بهذا المؤثر الذى يحظى بحب وإعجاب وتأييد ملايين المتابعين فى مصر والوطن العربى والغربى إذ به يقول بكل ثقة لا أريد العودة ولا أحب أن ينشأ أبنائى هناك فى مصر، فالأكثر أمنًا وأمانًا لهم أن يعيشوا فى أمريكا، حيث الاستقرار.
وعلى ذات المنوال نرى الفنانين المصريين ومنهم «هنيدى» الكوميديان الذى قدم العديد من الأعمال منذ التسعينيات وكان نجم الشباك وبدأ أهم أعماله فى «إسماعيلية رايح جاي» و«صعيدى فى الجامعة الأمريكية»، وهو يفخر بمصريته وجذوره الممتدة فى تربة وطين الأرض بكل عاداته وتقاليده الصعيدية التى استطاعت أن تمنحه التفوق ليصبح طالبًا بالجامعة الأمريكية ولكنه لا ينسى أصله ويظل «خلف» شخصية مميزة مصرية أصيلة أمتدت إلى «همام فى أمستردام» ورحلة نجاح المصرى فى الخارج حتى «فول الصين العظيم» وتحول المصرى من حالة الخمول والضياع إلى العمل والإصرار على النجاح والتغير.. هذا الفنان أصبح يفخر ويعلن جنسيته العربية الجديدة وكأن الجنسية المصرية لا تكفيه فخرًا وهو مثل عشرات الفنانين قد نسوا سيد درويش وبيرم وحتى مصطفى كامل وهو يصرخ فى بلاد الفرنجة «لو لم أكن مصريًا لوددت أن أكون مصريًا» الجميع يهرول إلى تلك البلاد ليحصلوا على الريالات وقد تمنحهم الجنسية، فلم يكتفوا بمن منحهم النجومية والنجاح وصفق لهم ووضعهم على سماوات النجومية من المصريين والجمهور المصرى فإذا بهم يفخرون بالجنسيات والانتماءات الجديدة... باسم يوسف يهاجم السياسة الأمريكية لكنه يحب ويؤمن بأمريكا والفنان المصرى يمثل أنه ابن الصعيد ولكنه يهلل لجنسية عربية لم تكن تسمح بوجوده على أرضها منذ سنوات قليلة... أنا المصرى.. أنا المصرية وأفتخر...