رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

على مدار 135 يومًا، تعيش غزة الأبيَّة، كارثة إنسانية مفجعة، لم يشهدها العصر الحديث، تجاوزت المشاهد الوحشية الدامية والمرعبة، من إبادة جماعية وقتل وتشريد وتهجير وتجويع وحصار شامل.
يقينًا، لا تستطيع الكلمات أن تصف مأساة الشعب الفلسطيني، وما يتعرض له من أبشع أنواع الظلم والقهر، الذي تمارسه آلة الحرب «الصهيونية»، وداعموها من الغرب والعرب على حدٍّ سواء، في ظل غياب العدالة الدولية والضمير الإنساني.
مذابح جماعية، فاقت ضحاياها عشرات آلاف الأبرياء، وجرحى تتجاوز أعدادهم الحصر.. لم تستثنِ شيخًا أو امرأة أو طفلًا ـ إنسانًا كان أم حيوانًا ـ في ظل صمت عالمي مريب، خصوصًا ما يحدث من نزوح جماعي إلى «المجهول المرعب» في رفح!
لكن هناك فضيحة أخرى، بطلها «الكيان الصهيوني»، طفحت على السطح قبل عام واحد من العدوان على غزة، ولا تزال أصداؤها مستمرة، رغم كل محاولات التعتيم، بسبب انتشار برنامج التجسس «الإسرائيلي» المعروف باسم «بيجاسوس».
تداعيات اختراق هذا البرنامج التجسسي المتطور، لم تتوقف عند أجهزة هواتف سياسيين ومعارضين وناشطين وصحافيين في دول عربية وخليجية، بل طالت عواصم غربية وعالمية، كان آخرها مدوِّيًا في إسبانيا، التي أقالت عددًا من الوزراء وكبار المسؤولين.
ورغم أن «بيجاسوس» برنامج تجسس طورته « NSO Groupالإسرائيلية»، حيث يمكنه الوصول بشكل كامل إلى البيانات الموجودة ضمن جهاز الهدف، إلا أنه لم يتوقف حتى الآن عن ملاحقة قادة معظم دول العالم، خصوصًا العربية والخليجية والإسلامية!
اللافت أن هذا البرنامج الخطير أدخل عالم الجاسوسية مرحلة جديدة، تفقد فيها الدول جزءًا من سيادتها، كما فقدتها في قطاعات أخرى مثل الدفاع والأمن والقطاع المالي، ولذلك اكتفت دول الاتحاد الأوروبي ـ بعد انكشاف فضائح التجسس ـ بإنشاء لجنة تحقيق كبرى في الخَرْق غير المسبوق!
أما واشنطن، فلم تكن أحسن حالًا من نظيراتها الأوروبية، لتقرر ـ على استحياء ـ إضافة «بيجاسوس» إلى اللائحة الأمريكية لـ«الشركات السوداء»، مبررة ذلك بأنه «سابقة خطيرة تهدد السلم العالمي»!
البرنامج «الإسرائيلي» كشف هشاشة الاستخبارات الغربية، وتأخرها في المجال الرقمي، وبالطبع في عالمنا العربي، خصوصًا أن الذين تعرضوا للتجسس هم رؤساء دول وحكومات ومسؤولين رفيعي المستوى وشخصيات دولية مرموقة.
أخيرًا.. اكتشف باحثون أمنيون ـ قبل فترة ـ أدلة على استخدام هذا البرنامج، في التجسس على أكثر من 50 ألف رقم، في هواتف «آيفون»، لصحفيين وسياسيين وناشطين، وحتى رؤساء دول وحكومات حول العالم، ليكون بذلك كيان العدو وكرًا لعمليات التجسس والاختراق، وتصدير التكنولوجيا المظلمة، في ظل غياب الرقابة الدولية، لتطال بذلك برمجيات «إسرائيل» الخبيثة العالم أجمع، مستهدفة الصديق قبل العدو.
فصل الخطاب:
يقول «أفراهام بورج» السياسي المخضرم ورئيس «الكنيست» سابقًا: إن تمسك إسرائيل بعقلية «الجيتو» وإهدارها للقيم الإنسانية، يجعلها تأخذ بأسباب الانهيار وتعجل بالنهاية.

 

[email protected]