رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

باختصار

اشعال فتيل الصراعات فى الشرق الأوسط ينذر بالعديد من العواقب الوخيمة خلال الفترة المقبلة، خاصة مع اختفاء حلول شاملة تقضى عليها.. الأمر لم يعد بأيدينا ولا نملك علاج تشوهاتنا، وإنما الواقع السياسى والاستراتيجى للمنطقة بات مرهونًا بإرادة الدول الكبرى التى خططت منذ سنوات ونفذت وصولًا إلى الوضع الراهن.

سيناريوهات المنطقة ليست وليدة صراعات تفجرت فجأة من باطن الأرض، وإن كانت ينابيع الأرض كلها خير من الماء إلى البترول، كما أنها مصدر للبراكين والزلازل، ولكنها أعدت بعناية فى مكاتب الصهيونية العالمية وبلطجى العالم الأمريكى للسيطرة على الشرق الأوسط وخيراته وتأصيل وجود الدولة الصهيونية التى زرعت منذ أكثر من 7 عقود نواة لسرطان تغلغل فى الجسد العربى لينتشر ويصل إلى المرحلة الرابعة.

مخططات تفتيت الوطن العربى كثيرة ومنها المخطط الذى أعده البريطانى برنارد لويس -الذى ولد فى لندن عام 1916 من أسرة يهودية وتوفى فى عام 2018، وعمل لسنوات طويلة مستشارًا لإدارتى جورج بوش الأب والابن–والذى وجد قبولًا كبيرًا فى دوائر اتخاذ القرار البريطانية والأمريكية، ودخل حيز التنفيذ عبر اليهود المتعصبين تحت ستار مكافحة الإرهاب خاصة بعد تفجيرات نيويورك لوضع مخطط الشرق الأوسط الجديد.

وأوضحت تصريحاته الشهيرة فى عام 2005 عن نواياه، حيث أعلن أن الحل السليم للتعامل مع العرب والمسلمين هو إعادة احتلالهم واستعمارهم وتدمير ثقافاتهم الدينية، وإعادة تقسيم دولهم إلى وحدات عشائرية وطائفية.

البداية كانت مع الحرب الإيرانية العراقية ليكلف برنارد لويس من وزارة الدفاع الأمريكية بوضع مشروعه الشهير لتفكيك الوحدة الدستورية للدول العربية والإسلامية، وتضمن مشروعه خرائط تقسيم مصر إلى 4 دويلات، والسودان إلى 4 ولايات، كما تضمن تفكيك ليبيا والجزائر والمغرب وتونس إلى ولايات متناحرة، وتحويل شبه الجزيرة العربية واليمن إلى 3 دول فقط، وتقسيم سوريا إلى 4 دويلات والعراق إلى 3 أقاليم.

كما تضمن مشروع تفتيت الوطن العربى والإسلامى تحويل لبنان إلى 8 أقسام مذهبية وعرقية، وابتلاع فلسطين بالكامل وتصفية الأردن وتحويله إلى وطن بديل للفلسطينيين، وتحويل إيران وباكستان وأفغانستان إلى 10 دويلات عرقية ضعيفة، وانتزاع جزء من تركيا وضمه إلى الدولة الكردية فى العراق.

باختصار.. ما يحدث فى الشرق الأوسط ليس صدفة، فسيناريوهات الفوضى مكتوبة منذ زمن ومخطط لها، وتنفذ بدقة، والربيع العربى كان جزءًا من هذا المخطط المأساوى والأوضاع التى تعيشها دول المنطقة وظهور النعرات السياسية والعرقية أحد المسارات التدميرية لأمتنا ووطننا العربى.. المشكلة أننا ننسى ونتغافل ونعتمد على نظرية التواكل منهاجًا على أن كل شيء مقدر، فهانت علينا أنفسنا وهانت بالطبع على عدونا الغدار، والنتيجة آلام السرطان الصهيونى الأمريكى البريطانى الذى أدمت جسدنا العربى ونخرت عظامه وما عاد يقوى على مواجهة الحياة.

تبقى كلمة.. ما يحدث على أرض الواقع وما يتعرض له الغزيون والفلسطينيون عمومًا من حرب إبادة شاملة يأتى متطابقًا مع مخطط برنارد لويس الذى أصل لفكرة ابتلاع الوطن الفلسطينى بالكامل وتمزيق الخريطة العربية ونأمل ألا يتحول هذا الكابوس إلى واقع نخشى أن يكون بداية لتحقيق المخطط التدميرى الذى يقتلع جذورنا من باطن الأرض.

أخيرًا.. ما وصلنا إليه صح فيه بيت الشعر:

نعيب زماننا والعيب فينا.. وما لزماننا عيب سوانا.

[email protected]